نابلس - النجاح الإخباري - حذر امين سر جمعية تطوير المجتمع البدوي اسماعيل ابو خربيش من خطورة تقلص قطاع الثروة الحيوانية الى اكثر من النصف خلال السنوات الاخيرة بسبب تراجع مقومات الدعم المطلوبة وخاصة في اريحا والاغوار المستهدفة .

واضاف ابو خربيش، ان عدد الاغنام والماشية انخفض من مليون وخمسمائة الف الى حوالي سبعمائة وخمسين الف رأس ماشية بانواعها، مشيرا الى ان ناقوس الخطر يهدد هذا القطاع لان العاملين فيه يعانون من ظروف صعبة تتمثل في ارتفاع اسعار الاعلاف اذ وصل سعر الطن الواحد الى 1300 شيكل، مبينا انه تم مطالبة الحكومة بدعم هذه السلعة فيما لا يزالون بانتظار الموافقة.

وقال ابو خربيش ان معاناة البدو في الاغوار تتفاقم مع اجراءات الاحتلال بتضييق مساحات الاراضي الرعوية واغلاقها بقرارات عسكرية وامنية وما واكبها من حملات ملاحقة احتلالية ممنهجة لهدم البركسات والخيام وحجز الاغنام وتدمير صهاريج المياه وسجن واعتقال وفرض غرامات بمبالغ كبيرة.

وقال “ابو سند” الى ان انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي اليومية التي طالت مختلف جوانب الحياة لدفع سكان الاغوار وبخاصة البدو الى الرحيل وترك الاراضي وصلت الى حد تجييش المستوطنين لاستفزاز البدو والاعتداء على الاراضي والاغنام ومصادر المياه كما حصل في الاشهر الماضية عندما هدمت اسرائيل بركسات زراعية وخيام وبنية تحتية لـ18 بدوياً وطالت الاجراءات والاعتداءات قطعة ارض زرعت واستثمر فيها ومساحتها 500 دونم وهي اليوم في ايدي المستوطنين .

واوضح “ابو سند” ان المستوطنين اصبحوا يعيشون حياة البدو وينصبون الخيام على الاراضي ويربون الاغنام ويسرحون ويمرحون فوق الاراضي الاغوار في ابشع اشكال الاستفزاز وهم مسلحون .

وطالب اسماعيل ابو خربيش “ابو سند” رئيس الحكومة الدكتور محمد اشتية الاسراع في دعم البدو بمد يد العون والمساعدة من خلال المشاريع التنموية على ارض الواقع واهمها استكمال وحدات الطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء للتجمعات البدوية ودعم الاعلاف وتوفير باصات لنقل ابناء البدو الى المدارس وتوفير مصادر مياه من صهاريج وخزانات، والوفاء بتوفير جرارات زراعية ومعدات، وتعزيز البنية التحتية للعائلات البدوية وتفريغ ابناء البدو وغيرها من معززات المقاومة والصمود .

وقال بعتب”اننا انتظرنا الوزارات المختصة بدعم البدو في الاغوار منذ سنوات ولم نجد تحركاً ملموساً الا من البعض مثل سلطة الطاقة والتأمين الصحي وجانب في المدارس ولكننا بحاجة ماسة الى الكثير من العمل والعطاء ونأمل من هيئة مقاومة الجدار ووزارة الزراعة والجهات المختصة تحمل مسؤوليتها تجاه هذه المنطقة الاستراتيجية التي تشكل بوابة فلسطين وعمقها الاستراتيجي” .

فيما اكد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف لـ ” القدس ” وراديو ” النورس ” ان دعم الاغوار يتصدر اجندة هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مبينا ان عمل الهيئة في المناطق المصنفة “ج” وهي التي تخضع للسيطرة الاسرائيلية الكاملة، وانهم لا يعملون في المناطق التي تخضع للسيطرة الفلسطينية، حيث تتكفل الوزرات الاخرى المختصة بتقديم الخدمات بهذه المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية والتي تصنف بمناطق “أ” و “ب”، قائلا ان “كل مساعداتنا كهيئة مشروطة في مناطق “ج” وخطتنا هي تعزيز الصمود هناك، وهي مبنية على هذا الاساس، وقلة من الوزارات تعمل في المناطق “ج” لانها تحتاج الى تراخيص وموافقات اسرائيلية يتم رفض منحهم اياها، وبالتالي نحن نعمل بلا موافقات وبلا تراخيص وهذه من اهم التحديات التي تواجهنا “.

واوضح عساف ان خطة العمل تأخذ بعين الاعتبار مجموعة من القضايا المبنية على ثلاثة محاور اولها توفير الخدمات الاساسية للسكان القاطنين في مناطق “ج” والمهددين بالترحيل القسري والثاني توفير الدعم القانوني والثالث اعادة بناء كل ما يهدمه الاحتلال .

وقال” ان المحور الاول شمل دعم التعليم والصحة والمياه والكهرباء، وقد قمنا بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والوزارات المختصة من وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية والمالية بتوفير التامين الصحي المجاني لاكثر من 2600 عائلة من القاطنين في مناطق “ج” والمهددين بالترحيل القسري، وبالتالي فان كل السكان القاطنين في السفوح الشرقية والاغوار خارج المدن والبلدات يقدم لهم تامين صحي مجاني” .
وتابع عساف: في ملف التعليم “تم بناء المدارس في المناطق المهددة الواقعة من السفوح الشرقية من سافر يطا جنوباً حتى شرق طوباس شمالاً مروراً بالاغوار الوسطى ومروراً بشرق القدس ومنطقة “E1″ والعوجا واستطعنا بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وبعض الموسسات الدولية بناء 21 مدرسة خلال الـ5 سنوات الماضية اسميناها مدارس التحدي وفي العام الماضي تم بناء ثلاثة مدارس منها مدرسة راس نبع العوجا ومنها مدرسة راس التين في راس الشرق المغير والمدرسة الثالثة في المالح شمالا ومدرسة اخرى في سافر يطا، واربعة مدارس جديدة يجري العمل على بنائها الان ليصل عدد مدارس التحدي التي تم بنائها خلال 6 سنوات الماضية 22 مدرسة تحدي” .

وبين عساف انه تم توفير مجموعة لا بأس بها من مولدات الطاقة الشمسية لعدد من التجمعات بالتعاون مع سلطة الطاقة وبعض المؤسسات الدولية وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، مشيرا الى انه يتم حاليا ضمن خطة سلطة الطاقة العمل عطاء لتوفير الطاقة الشمسية الكاملة لكل العائلات القاطنة في المناطق (ج) بقيمة 3 ملايين دولار تقريبا وهذا سيوفر خدمة الكهرباء للجميع، مبينا بان الكهرباء متوفرة بنسبة 50%.

اضاف: “ان شاء الله نستطيع توفير هذه الخدمة لجميع العائلات في المناطق “ج” قبل نهاية هذا العام .

واوضح عساف ان عملية دعم البناء واعادة البناء في مناطق”ج” في غاية الاهمية، مبينا ان يتم تقديم المساعدة سواء القانونية او بالامكانات المتاحة والتصدى لعمليات الهدم وتوفير المساحين والمحامين لكل السكان وفي هذا الاطار، حيث تم اعادة بناء حوالي 2300 بركس وخيمة بالتعاون ما بين الهيئة والجهات المختصة.
وقال ” ولن يبقى أي مواطن هدمت خيمته او بركسه في مناطق (ج) بدون اي تدخل، وان كانت هناك محددات ومعوقات الا ان هناك اولويات وفي نهاية المطاف نضع كل امكاناتنا وجهودنا لاعادة البناء وتعزيزه وتدعيم صمود شعبنا في كل المناطق وبخاصة مناطق “ج” .

وأكد عساف على ان دعم الاغوار يحتاج الى تظافر جميع الجهود وهي مسؤولية كبيرة وهناك تعاون بين كافة الوزارات والجهات المختصة مشيراً في هذا السياق الى ان وزارة الزراعة اعدت خطة بقيمة 26 مليون دولار لدعم الاغوار بما فيها البدو، وان هيئة مقاومة الجدار تعمل قدر الامكانات المتاحة في المناطق (ج) وحسب الموازنات تقدم الكفالات والغرامات، مؤكدا الالتزام فيها كاملة بالتسلسل وحسب توفر المال .