النجاح الإخباري - منذ أن انطلقت مسيرة العودة الكبرى على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة في الثلاثين من آذار مارس الماضي، لم يترك الشاب عبدالرحمن شريف الخروبي  ١٨ عاما من مخيم البريج للاجئين جمعة إلا وشارك فيها تعرضه للإصابة في أطرافه السفلية ثماني مرات، متعهداً بمواصلة المسير حتى النهاية.

وفي بيته المتواضع يرقد الشاب الخروبي على فراشه، وقدميه ملفوفتين بالجبس من أثر الإصابات التي تعرض لها، متمنياً أن تخف آلامه ويستغني على عكازيه التي يستند عليهما في تنقلاته ليشارك بفعالية أكبر يوم الجمعة القادمة في مخيمات العودة شرق البريج مرة أخرى.

ومن كثرة إصاباته أصبح الشاب الخروبي علماً لدى طواقم الإسعاف الذين نقلوه للمشفى مرات عدة، حتى أن بعض المسعفين حينما تمر عليهم جمعة دون إصابته يستغربون أمره ويظنون أنه لم يستطع الخروج من منزله.

ورغم إلحاح والديه عليه بالمكوث في المنزل إلا أنه يتمكن من تضليلهما ويخرج متجهاً لشرق المخيم حيث خيام العودة، وفي الأيام العادية التي تشهد تواجداً خفيفاً للشبان.

الشاب الخروبي الذي لا تفارق الابتسامة وجهه يقول أن كل إصابة يتلقاها من جنود الاحتلال تزيده قوة وإصراراً على المشاركة في مسيرات العودة.

وما أن ترى الاصابات في قدميه حتى تستغرب من أمره ومن إصراره وقناعته الفولاذية ضد الاحتلال الذي يستهدف الحجر والشجر والبشر بشتى أنواع الأسلحة المحرمة دولياً ضد متظاهرين سلميين.

ثمان إصابات تلقاها الشاب في قدميه من الساق للفخد وأسفل الركبة اليمنى.

أما والده الذي ينظر لابنه بحسرة وألم على وضعه، أنه حاول إقناعه بعدم المشاركة نظراً لما تعرض له من إصابات إلا أنه لم ينجح في ثنيه عن المشاركة.

وخلال أيام الجمعة يشارك العشرات من الشبان المصابين في مسيرات العودة، وهم يجلسون على كراسي متحركة، أو مستندين على عكاكيز يدوية، وهو ما يعني أن هناك إصرار ودافعية لا تثنيها الغازات السامة والرصاص الحي لشبان يحلمون بالعودة إلى ديارهم التي هجروا منها  أجدادهم قسراً من قبل العصابات الصهيونية عام 948.