نابلس - نبيل عمرو - النجاح الإخباري - نجح المصريون في التوصل الى وقف لاطلاق النار بعد انفجار الموقف مع غزة، ولا أحد يعرف على وجه التحديد ما اذا كان ما توصل اليه المصريون، يعني مقدمة لتهدئة طويلة الأمد، ام انه مجرد نزع صاعق الانفجار دون ضمانة ان يحدث انفجار في أيام قادمة.

دوافع إسرائيل للقبول بوقف اطلاق النار لا تطمئن على انها جادة في امر التهدئة، ولو نظرنا الى وقائع السنة الماضية التي شهدت مسيرات العودة والطائرات الورقية والصواريخ التي انفجرت في مجال تل ابيب، وكيف كان در الفعل الإسرائيلي عليها لتعرفنا بسهولة على قوانين

التصعيد والتهدئة بالنسبة لإسرائيل بالدرجة الأولى، فلدى المستوى السياسي الذي يتخذ القرارات نظرية لا يحيد عنها وهي الحصول على تهدئة كاملة وربما ابدية مع تجنب دفع أي ثمن جدي لهذه التهدئة ، قد يتقدمون ببعض الوعود والاغراءات الا انهم لا يعدمون وسيلة للتنصل من هذه الوعود وعدم تحقيق أي منها ، فكثيرا ما كانت غزة تهدأ تماما ولفترة معقولة دون ان يرى الغزيون تحقق ما وعد الإسرائيليون به ، ولقد اخترع أصحاب القرار في إسرائيل مصطلحا دقيقا في التعبير عن سياستهم إزاء غزة .. هدوء مقابل هدوء، وللتنصل من الوعود يضعون غزة تحت اختبار دائم يجعل زمام المبادرة في أيديهم

فيرسلون طائراتهم للقصف اذا ما تسلل شبان عبر الحدود او اذا ما انطلقت رشقة من صواريخ بالخطأ او لأي سبب آخر.

غير ان هذا الحال لو مرت عليه سنوات طوال حدثت فيها مواجهات بعضها محدود والبعض الاخر متوسط الحجم وبعض اخر ذلك وصل الى حد الحرب، الا انه لم يستمر فلا غزة تحتمل مواصلة هذا الوضع الى ما لا نهاية ، ولا إسرائيل تطمئن الى ان المعادلة في التهدئة او التصعيد مسيطر عليها تماما ، ذلك ان الصاروخ الذي يهبط في ارض فراغ قد يهبط في مرة قادمة على سوق تجاري مزدحم، ساعتها ستجد إسرائيل نفسها منقادة الى حرب لا يناسب توقيتها وحجمها واجندتها وخططها .

في إسرائيل تتعالى أصوات قوية تندد بطريقة نتنياهو في الاحتواء والردع المحدود وتضغط عليه للاقدام على حل جذري لا يستبعد منه الاجتياح البري،  واذا ما انهار وقف اطلاق النار الحالي وهذا محتمل جدا فإن الرد الإسرائيلي النمطي سيتواصل ويقال هناك ان تموز القادم سيكون شهر الحسم وهذا ما يسعى المصريون لتجنبه.

لقد بدأ هذا الصيف حارا مناخيا وعسكريا وسيكون اشد حرارة حين يلقي الامريكيون بقذيفتهم المسماة بصفقة القرن ولن يكون المطروح آنذاك موضوع غزة بل فلسطين كلها.