ترجمة : علا عامر - النجاح الإخباري - أعلن فريق علمي عالمي، اليوم الأربعاء، ظهور علامة فارقة في عالم الفيزياء الفلكية، ألا وهي ظهور أول صورة للثقب الأسود باستخدام شبكة عالمية من التلسكوبات لاكتساب نظرة ثاقبة إلى الأجرام السماوية ومجالات الجاذبية المحيطة بها، وفق ما ترجمه موقع النجاح الاخباري عن وكالة رويترز العالمية.

ويرجع الفضل في هذا الاكتشاف إلى منظمة "Event Horizon Telescope "، وهي عبارة عن منظمة عالمية نشأت عام 2012 لدراسة البيئة المحيطة بالثقب الأسود بطريقة مباشرة عن طريق استخدام شبكة عالمية من التلسكوبات الأرضية.

وتم الإعلان عن هذ الانجاز"النوعي" عبر مؤتمرات إخبارية متزامنة في واشنطن، وبروكسل، وسانتياغو، وشانغهاي، وتايبيه، بالإصافة إلى طوكيو.

وقال مدير منظمة "Event Horizon Telescope " في مركز هارفارد-سميثونيان للفيزياء الفلكية، شيبرد دولمان، :" لقد حققنا انجاز كان يعتبر مستحيلا بالنسبة للجيل السابق".

والجدير بالذكر أن "الثقب الأسود" يقع على بعد حوالي 54 مليون سنة ضوئية من الأرض، والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في السنة والتي تقدر بـ "5.9 تريليون ميل".

وتتكون الثقوب السوداء بالعادة من تجمع أجرام سماوية هائلة الحجم يصعب رصدها على الرغم من كبر حجمها.

كما تتعبر الآفاق المحيطة بالثقوب السوداء نقطة "اللاعودة" التي يختفي ويبتلع فيها كل شيء، كالنجوم، والكواكب، والغاز، والغبار، وجميع أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسي ، وتصبح طي النسيان بشكل كامل.

ووصف مدير مؤسسة العلوم الوطنية في الولايات المتحدة "فرانس كوردوفا" اليوم باليوم العظيم في مجال الفيزياء الفلكية، قائلًا: " لقد رأينا ما لا يمكن رؤيته".

ويشار إلى أن حقيقة منع الثقب الأسود للضوء بالتواجد في محيطها يجعل مهمة رؤيتها في غاية الصعوبة، ويرصد العلماء حلقة الضوء- التي تتكون من مواد مشتتة واشعاعات تتحرك بسرعة هائلة بشكل دائري لتحيط بأفق منظقة الظلام التي تمثل الثقب الأسود الحقيقي وتسمى "ظل أو خيال الثقب الأسود".

وقال عالم الفيزياء الفلكية "ديميتريوس بسالتيس"، جامعة أريزونا، :"إن حجم وشكل الظل يطابق التنبؤات الدقيقة لنظرية النسبية العامة لأينشتاين، الأمر الذي يزيد من ثقتك في هذه النظرية التي تم اكتشافها قبل قرن".

وأضاف: "إن تصوير الثقب الأسود هي البداية فقط لجهودنا التي تهدف لتطوير أدوات جديدة تمكننا من تفسير البيانات الهائلة والمعقدة التي تمنحنا إياها الطبيعة".