نابلس - النجاح الإخباري - الذهاب للعمل أثناء المرض قد يلحق ضررا بالغًا بالعاملين، فإليك بعض النصائح المتعلقة بكيفية إبلاغ المدير بالحاجة للتغيب لحين التماثل للشفاء.

عادة ما تزداد أيام الغياب المرضي خلال موسم انتشار الإنفلونزا الذي يشتد خلال الفترة بين ديسمبر/كانون الأول وفبراير/شباط، حيث يكون الطقس باردا وجافا، وهي الظروف المواتية لسرعة انتقال العدوى.

ويتفق الأطباء على ضرورة المكوث بالمنزل في المراحل الأولى للإصابة بالإنفلونزا، وبالتحديد خلال اليوم الأول والثاني من التقاط الفيروس، حين تزداد احتمالات العدوى، حفاظا على الموظف المريض والسليم على حد سواء.

لكن مسحا أجرته شركة "أكسا بي بي بي" البريطانية للتأمين أظهر أن قرابة 40 في المئة من الموظفين لا يخبرون مديريهم بالسبب الحقيقي لتغيبهم حين يتصلون للإبلاغ عن مرضهم خشية ألا يصدقونهم.

لكن ما السبب الذي يجعل بعض المديرين لا يهتمون بمرض موظفيهم؟

طرأ تغير كبير على طبيعة وحركة العمل في ظل الاعتماد على تقنيات جديدة ووسائل تواصل فورية على مستوى العالم. وبينما يختلف الأمر من قطاع لآخر، فإن الوجود فعليا في المكاتب لم يعد مطلوبا دائما لضمان إنتاجية الموظف، إذ تتوافر لدى كثير من العاملين كافة الوسائل المطلوبة للعمل عبر شبكة الإنترنت دون الحاجة للذهاب إلى مقر العمل.

ويقول جورج بويه، نائب رئيس شؤون العاملين بمؤسسة "ستايلز كوربوريشن" للعقارات التجارية، إن الجيل الأقدم لا يتقبل فكرة عمل الشخص من المنزل، وهو ما يظهر في صورة رفض شديد للامركزية العمل وعدم الثقة بمتابعة الموظفين للمهام المنوطة بهم.

ونتيجة لمزيج من الارتياب والرغبة المستمرة في زيادة الإنتاجية، ينظر بعض المديرين إلى تغيب الموظف عن العمل بعين الشك.

وينصح الخبراء الموظف بسرعة إبلاغ المدير في حال إصابته بالمرض، نظرا لأن إبلاغ المدير في بداية المرض قد يمنحه وقتا كافيا للتخطيط لتغطية غياب الموظف، لكن أهم شيء الالتزام بالصدق تحاشيا لسوء الفهم.

اقرأ أيضاً: إدارة يانصيب للفائز: أعلن عن نفسك وإلا ستفقد الجائزة

ويقول مارك مارسن، وهو مدير شؤون العاملين بشركة "ألايز فور هيلث آند ويلبيينغ" المعنية بالخدمات الصحية ومقرها بيتسبرغ، إن السبيل الأفضل هو "اتباع السياسات والإجراءات المعتمدة بالمؤسسة، بينما الأسوأ هو الكذب أو التهويل".

وبالتالي، يرى مارسن أن الأمر يتوقف على المدير وما إذا كان سيخلق بيئة مواتية لتغيب الموظفين أم لا، لكن أفضل شيء هو أن يكون المدير نفسه قدوة للآخرين.

ويضيف: "هذا يعني أن يلتزم المدير بالبقاء في المنزل ولا يتابع العمل عن بعد أثناء مرضه، حينها سيعرف الفريق أنه من المقبول فعل الشيء نفسه حين يصابون بالمرض. ومن المهم أيضا تجنب الاتصال بالموظفين في المنزل أثناء مرضهم ما لم تكن هناك حاجة ماسة لذلك".

وعلى أي حال، يتعين الوصول إلى وضع يلائم الطرفين بحيث يفكر كل طرف، سواء الموظف أو المدير، في مسؤوليات ومصلحة الطرف الآخر قبل ممارسة أي ضغط. لكن خلال الموسم الذي تزداد فيه فرص الإصابة بالإنفلونزا، ولا يجب أن نتوقع أن تكون طاقة العمل على نفس مستوى الأوقات الأخرى.