نابلس - النجاح الإخباري - بعد التقارير الأخيرة التي أشارت إلى أن قرابة 40% من البالغين الأمريكيين يعانون السمنة المفرطة، فإن باحثين يحاولون إيجاد العلاقة بين التصميم العمراني للمدن والسمنة.

هذا التفاوت في النسب والمعدلات دفع الباحثين إلى محاولة إيجاد معادلة تجمع بين التصميم الحضري للمدن مع العوامل المؤثرة الأخرى؛ كالوراثة، ومستويات الدخل، وإمكانية الحصول على غذاء صحي.

وفي بحث جديد لجامعة واشنطن نشره موقع "سميث سونيان"، لإيجاد هذه العلاقة باستخدام الأقمار الصناعية، يأمل الباحثون الكشف عن السمات الحضرية التي قد تؤثر على معدلات السمنة.

واستخدم فريق البحث شبكة تعليمية عميقة لتحليل نحو 150 ألف صورة فضائية عالية الدقة لأربع مدن: لوس أنجلس، وممفيس، وسان أنطونيو، وسياتل، وكان اختيارها بناء مؤشر السمنة الأعلى.

واستخرج الفريق سمات البيئة المحيطة من طريق المشاة والحدائق والصالات الرياضية ومحطات الحافلات ومطاعم الوجبات السريعة وكل ما له علاقة بالصحة.

وتقول "آيلين نسيساي"، أستاذة الصحة العالمية في جامعة واشنطن التي قادت البحث: "إذا لم يكن هناك أرصفة فمن المحتمل أن الناس لا تمشي كثيراً، وهذا مسبب للبدانة".

ووفقاً للخوارزمية التي وضعت لتحليل أسباب البدانة كانت بعض النتائج متوقعة، حيث ارتبط وجود أكبر عدد من المتنزهات وصالات الرياضة والمساحات الخضراء بانخفاض معدل السمنة.

وأظهرت نفس البيانات أن وجود متاجر للحيوانات الأليفة بكثرة دليل على انخفاض معدل البدانة، لأنه من المؤكد قيام السكان بجولات في الطرقات مع حيواناتهم مما يعني المشي أكثر.

ومن المفارقات أن السمنة لوحظت بكثرة في المنازل القريبة من المتنزهات التي يمتلكها الأثرياء ورجال الأعمال، ويكون جدولهم على الدوام مزدحماً ولا يجدون وقتاً للرياضة والمشي، فضلاً عن كون غذائهم على الأغلب ذا سعرات حرارية عالية.

ويأمل الباحثون أن تساهم هذه الدراسة في وضع خطط واضحة في تصميم المدن الجديدة في المستقبل، خاصة إذا ما عرفنا أن ارتفاع معدل البدانة وقلة النشاط مؤشر لبداية الأمراض المزمنة كأمراض القلب والسكري والسرطان.