النجاح الإخباري - يعد تكرار الكلمات المنطوقة أسلوبا مألوفا لهواة الموسيقى، حيث يبدو إيقاع التكرار وكأنه أغنية، وهو ما يعتقد الباحثون أنه أمر يمكن تفسيره.

واستخدم الباحثون وهما سمعيا صمم للتحقق من كيفية ظهور الإيقاعات من العبارات المتكررة، إذ تحدث هذه الظاهرة المحيرة والمعروفة باسم "Speech-to-Song Illusion" (الحديث إلى وهم الغناء)، عندما تتكرر عبارة منطوقة مرات عديدة بحيث تبدو شبيهة بالأغنية.

ويعتقد الباحثون من جامعة كنساس أن السبب في ذلك هو أنه عندما تتكرر عبارة ما، تبدأ منطقة الدماغ التي تعالج الكلام بالتعب، ومع ذلك، فإن كاشفات المقاطع اللفظية لا تتعب بالسرعة التي تتعب بها الأجهزة المسؤولة عن الكلمات.

وتحمل أجهزة الكشف المقطعية المعلومات الإيقاعية في لغة ما، في حين أن التحفيز المستمر لكاشفات المقاطع اللفظية، يبدأ في جعل الكلمات تبدو وكأنها أغنية.

وقال رئيس قسم الأبحاث والمحاضر في علم النفس في جامعة كنساس، مايكل فيتيفيتش: "اكتشف هذا الوهم السمعي من قبل الموسيقيين منذ ستينيات القرن الماضي، واعتادوا على تأثيره الفني، لكن الباحثين لم يشرعوا بالتحقيق فيه حتى التسعينيات".

وأضاف فيتيفيتش أن الدراسات السابقة نظرت في خصائص العبارات التي تسهم في الوهم، ووجدت أن "الحديث إلى وهم الغناء" يحدث في اللغة الإنجليزية والألمانية والماندرين (اللغات التي يتحدث بها الصينيون في المناطق الشمالية الغربية والجنوبية الغربية من جمهورية الصين الشعبية)".

وكشفت دراسات إضافية أن الدماغ يستخدم مناطق مختلفة لمعالجة الكلام والأغنية، ولكن "لم يكن لدى أحد تفسير جيد حول كيفية حدوث هذا الوهم في المقام الأول"، وفقا لفيتيفيتش.

ومن أجل معرفة سبب هذا الوهم السمعي، قام الباحثون بتحليل 6 دراسات، ووجدوا أن أجهزة الكشف على الكلمات في الدماغ هي أول ما يتم تفعيله لإدراك الخطاب، وكما هو الحال بالنسبة للعديد من الأشياء في حياتنا، فإن استخدام هذه الكاشفات وكاشفات المقاطع اللفظية، سيعرضها للاهتراء مثل ما يحدث للعضلات "التي تتعب من كثرة استخدامك لها".

وأوضح فيتيفيتش: "كما هو الحال مع العضلات، فإن لديك عضلات تستخدم لفترات قصيرة من الركض، فيما هناك عضلات أخرى تستخدم من أجل التحمل مثل إدارة ماراثون"، وبذلك فإن "عقدة الكلمات مثل عضلات الركض، وعقدة المقاطع اللفظية مثل عضلات الماراثون".

وقال فيتيفيتش إن الكثير من العلماء يحاولون فهم كيفية عمل الدماغ، وربما تكون أشياء مثل الأوهام السمعية فرصة فريدة لهم للحصول على زاوية رؤية أخرى حول ما يجري داخل "الصندوق الأسود".