النجاح الإخباري - يمكن أن يتسبب استخدام الإنترنت المتزايد في تخلي هذا الجيل عن التقيد بدين معين، مع انغماسه في أفكار العديد من نظم الاعتقادات المختلفة وتطورت هذه الظاهرة، المعروفة باسم "الإصلاح الديني" (religious tinkering)، خلال العقد الأخير، حيث يتحول الأشخاص بشكل متزايد إلى استخدام الهواتف الذكية والأجهزة الأخرى، في أوقات فراغهم، وفقا لدراسة جديدة.

ويقول بول ماكلور، عالم الاجتماع في جامعة بايلور، الذي قاد هذا البحث، إن الإنترنت يجعلنا أكثر عرضة لتقاليد دينية مختلفة، ما يسمح للناس بضبط وجهات نظرهم الخاصة وفقا لذلك.

وأضاف موضحا: "اليوم، وبسبب قضاء الكثير من الوقت على الإنترنت، فنحن أكثر عرضة لفهم مشاركتنا الدينية كأعضاء أو وكلاء أحرار، ممن يمكنهم طرح عدد وافر من الأفكار الدينية المختلفة وحتى المتضاربة، قبل أن نقرر كيف نريد أن نعيش".

وقام الباحث في الدراسة بتحليل بيانات 1714 بالغا شاركوا في مسح بايلور للدين، حيث أجريت الدراسة الاستقصائية لأول مرة في عام 2010. وفي ذلك الوقت، أنفق الأشخاص الكثير من وقت فراغهم في مشاهدة التلفاز.

وعلى سبيل المقارنة، يقول الباحث إن الأشخاص يقضون وقتا أطول على الإنترنت، في الوقت الحالي.

وقال مكلور: "يتطلب كل من التلفاز والإنترنت وقتا محددا من يومنا، ومع زيادة استخدام هذه التقنيات، يقل الوقت اللازم للمشاركة في الأنشطة الدينية أو ضمن المجتمعات التقليدية".

ودرس الباحث ردود المشاركين على عدد من الأسئلة، بما في ذلك مدى مشاركتهم في الأنشطة الدينية، وتوافق آرائهم مع البيانات المتعلقة بالمساواة الدينية والانتماءات الخاصة بهم، وعدد الساعات التي يقضونها على مواقع الإنترنت أو مشاهدة التلفاز يوميا.

ونظرت الدراسة أيضا في بيانات السن والعرق والجنس والتعليم ومكان الإقامة، وكذلك الانتماء السياسي.

وأوضح ماكلور، أن استخدام الإنترنت كان أكثر تأثيرا، مع زيادة احتمالات عدم انتماء المستخدم إلى دين أو اعتقاد محدد.

وفي حين أن هناك صلة واضحة بين عادات مشاهدة التلفاز والأنشطة الدينية، إلا أن انخفاض الحضور الديني بين هذه المجموعة قد يكون مؤشرا على عوامل معينة، مثل الشيخوخة أو المرض.

ويقول الباحث إن استخدام الإنترنت على نطاق واسع، قد يسمح بأن يكون لدى الأشخاص نظرة أكثر انفتاحا على الدين، على الرغم من النقاش المستمر حول كيفية تأثيره على حياتنا. كما يرى البعض أن الدين أداة لتحسين الحياة، ويراه البعض الآخر كنوع جديد من الواقع الاجتماعي والثقافي.

ويدعي البعض أن الإنترنت يسمح للناس ذوي التفكير المماثل، بإغلاق أنفسهم عن الآخرين من خلال التكتل ضمن مجموعات، بينما يقول البعض الآخر إن الإنترنت يسهل أشكال التواصل الأقل حميمية، وفقا لما ذكره الباحث.

واستطرد ماكلور قائلا: "في العقد الماضي، انتشرت مواقع التواصل الاجتماعي، وتراجعت منصات الدردشة، وبدأ تصفح الإنترنت والتلفاز بالاندماج معا، كما أصبحت خدمات البث المباشر أكثر شعبية". وتساعد هذه النتائج على فهم أفضل لكيفية تأثير الإنترنت على المعتقدات الدينية.