هاني حبيب - النجاح الإخباري - أصدرت الدولة العثمانية التي كانت تحتل فلسطين، كما معظم الأراضي العربية، في العام 1852 قانوناً عرف "بالتساتيكو"، وهو قانون غير مكتوب، ويهدف إلى تثبيت حقوق كل طائفة وجماعة دينية في القدس، دون إحداث أي تغيير في هذه الحقوق خاصة في كنيسة القيامة والمسجد الأقصى، ظل الالتزام بهذا القانون غير المكتوب حتى احتلال اسرائيل للأماكن المقدسة للقدس عام 1967، عندما سعت دولة الاحتلال ولا تزال إلى إحكام سيطرتها على المقدسات الإسلامية والمسيحية والتدخل في شؤون إدارتها، مع تشجيعه المستوطنين والمتطرفين الثوراتيين على إقتحامٍ متكرر للمسجد بالتوازي مع مصادرة أملاك كنيسة القيامة ونهب أرصدتها وملاحقة الكنيسة الأثودكسية الروسية والتعدي على حرماتها.

مؤخراً، وفي سياق احتفالات اليهود بأعيادهم إتخذت دولة الاحتلا المزيد من الخطوات والاجرءات الهادفة إلى السيطرة المطلقة على الأماكن المقدسة، وتأكد ذلك من خلال تصريحات وزير الأمن الداخلي "جلعاد أردان" من أن دولة الاحتلال بصدد التعامل مع "استاتيكو" جديد، تجاوز ما قيل عن خطط حول برنامج زماني ومكاني للمسجد الأقصى كما هو  الشأن في الحرم الابراهيمي في الخليل، بل تجاوزاً لهذا التقسيم إلى السيطرة الكاملة على الأماكن المقدسة، استاتيكو جديد يمنع ولا يمنح بالنسبة للمقدسات الإسلامية والمسيحية، وما يؤكد هذ التوجه ما جاء في تصريح إردان شارحاً تصريحه السابق بأن إسرائيل ستسمح لليهود بأداء صلواتهم بحرية داخل المسجد الأقصى قريباً والسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى في تغيير تاريخي حسب قولة، مضيفاً أن الرعاية الأردنية للأماكن المقدسة في القدس حسب اتفاقية السلام مع الأردن كان خطاً تاريخياً يتوجب إصلاحه.

 وفي ظل هذا الوضع، من الضروري استعادة الزخم بكافة القرارات الدولية حول الأرض المحتلة وخاصة المتعلقة بالعاصمة الفلسطينية وعلى الأخص المقدسات الاسلامية والمسيحية فيها، والدعوة إلى توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني بشكلٍ عام وللمقدسيين على وجه الخصوص بما يمكنهم من الحفاظ على حقوقهم الوطنية والدينية في المدينة المقدسة وفقاً للقوانين والقرارت الدولية، كما يتطلب الأمر تفعيل وتعزيز المقاومة الشعبية التي أثبتت قدرتها على مواجهة مخططات الاحتلال في القدس المحتلة.

إن القرارات العنصرية التي تحدث عنها أردان بكل صراحة لا تخلو من وقاحة يجب أن يدفع الجانب الفلسطيني إلى ملاحقته أمام المحاكم الدولية وبحيث لا يشعر بالاطمئنان وهو يكرر تصريحاته العنصرية الحاقدة.