النجاح الإخباري - لمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني ومرور 71 عاماً على قرار تقسيم الوطن الفلسطيني، استعاد شعبنا ومعه كل القوى المحبة للسلام في العالم، هذه الذكرى بمزيد من الالتفاف حول المنجز الوطني الذي عبرت عنه منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، بينما تتزايد عزلة دولة الاحتلال من خلال إدانة المجتمع الدولي للعملية الاستيطانية ومحاولاته الرامية للالتفاف والمواجهة مع القرارات الدولية من جهة، فضلاً عن وقوف الرأي العام العالمي دولاً وشعوباً وبرلمانات ضد إدارة ترامب وقراراتها المتعلقة بالعاصمة الفلسطينية وحق العودة في إطار صفقة القرن الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.

إن استمرار الشعب الفلسطيني في إفشال محاولات الاحتلال وإدارة ترامب الرامية إلى تكريس واقع جديد على أرض فلسطين من خلال مقاومته الشعبية والديبلوماسية والسياسية إنما يُشكل تجسيداً لإرادة هذا الشعب المعطاء من أجل استعادة حقوقه المسلوبة وهو ما نال إعجاب وتأييد كل قوى التحرر في العالم التي أكدت على حقوق شعبنا الثابتة في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس والحق في تقرير مصيره في الاستقلال والسيادة بما في ذلك حقوقه في العودة إلى دياره والتعويض عن ممتلكاته وفقاً لقرار المنظمة الدولية 194.

إلاّ أننا نشهد مع هذه الذكرى هرولة بعض الدول العربية للتطبيع والتعاون مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في الوقت التي تتزايد فيه تهديداتها بشن مزيد من الحروب على شعبنا، خاصة في قطاع غزة، واتساع رقعة الاستيطان والاعتقال والتشريد والمصادرة في الضفة الغربية بما فيها القدس ، بينما لم نشهد هذه المرة تحركاً شعبياً عربياً لمواجهة هذه الهرولة على ضوء جملة التقاطعات وسياسة المحاور والاحتراب في الساحة العربية في ظل تراجع الاهتمام بقضية كانت الأولى والأهم على أجندة هذه الشعوب التي باتت مغيبة عن الفعل القومي كأحد نتائج ما يسمى بالربيع العربي.

وفي هذه الذكرى فإننا نتطلع في فلسطين إلى بذل المزيد من الجهود من أجل استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار كافة الاتفاقات وخاصة الاتفاق الأخير عام 2017 الذي وضع كافة الأسس والضمانات للوصول بالوضع الفلسطيني إلى إنهاء كارثة الانقسام واستعادة الوحدة ما يكفل الضمانة لمواجهة التحالف الإسرائيلي الأمريكي في إطار صفقة القرن إذ بدون ذلك ستبقى قضيتنا الوطنية في موقع الخطر والتصفية، وهو الأمر الذي أجمعت كافة القوى الوطنية على الحيلولة ودونه، وكما تمكنا من مواجهة كافة المؤامرات والأخطار طوال العقود السبعة الماضية، فإن شعبنا أثبت تصميمه وقدرته مهما كانت الصعاب والعقبات على التوحد وإفشال كل هذه المؤامرات والخطط العدوانية.