هاني حبيب - النجاح الإخباري - أشارت جولة المبعوثين الامريكيين إلى المنطقة مؤخراً كوشنير وغرينبلات وآخرون إلى أن إدارة ترامب تركّز كل جهودها خلال هذه الفترة للضغط على القيادة الفلسطينية وحصارها، وذلك رداً على الموقف الصلب الذي اتخذته القيادة الفلسطينية إزاء ما يسمى بصفقة القرن الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، من الصحيح أن هذه الجولة قد فشلت في تحقيق هذا الهدف، ومع ذلك فليس من المرجح أن تتوقف إدارة ترامب عن هذا المسعى، ذلك أن جوهر الحراك الأميركي - الإسرائيلي خلال هذه الفترة يتخذ من الكارثة الإنسانية في قطاع غزة منطلقاً لهذه السياسة تحت عنوان "إنقاذ غزة" والتي اتضحت معالمها منذ مؤتمر واشنطن أواسط آذار / ماس الماضي إذ تبين أن هدف هذا الإنقاذ إنما إنقاذاً لصفقة القرن من بوابة فصل قطاع غزة عن الجسم الفلسطيني، السلطة الوطنية الفلسطينية والاستفراد والضغط على القيادة الوطنية الفلسطينية.
القناة السابعة العبرية، قناة الاستيطان والمستوطنين، كشفت أمس على لسان مصدر أمني أن أحد الأسباب الجوهرية لعدم رد الجيش الإسرائيلي على اختراق الحدود من قبل النشطاء من قطاع غزة يعود إلى "تسارع المفاوضات المتعلقة بوضع قطاع غزة، ذلك أن إسرائيل تفضل الحفاظ على حدود هادئة بهدف بلورة شيء يفضي إلى نجاح هذه المفاوضات"، وليس هناك من تفسير لهذه الأقوال سوى أن الدولة العبرية لا تريد أن تضع عراقيل أمام الجهود الأمريكية بفصل قطاع غزة توطئة لتمرير صفقة القرن في إطار تجاهل السلطة الوطنية الفلسطينية عقاباً على مواجهتها الصلبة لهذه الصفقة.
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ذكرت أمس أن الإدارة الأمريكية ستقوم بتشجيع التحرك الدبلوماسي لتحسين الوضع في قطاع غزة في محاولة للضغط على الرئيس محمود عباس للموافقة على استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، والغريب أن هذه الصحيفة قد أشارت إلى أن مثل هذه السياسة من شأنها، عكس إرادة إدارة ترامب، تعزيز سلطة القيادة الفلسطينية برئاسة أبو مازن مع أن الهدف الأساسي من الصفقة التخلي عن حل الدولتين وتجاهل السلطة الفلسطينية ، وتنصح الصحفية إلى ضرورة التقدم بخطة سلام جديدة قبل اللجوء إلى تصحيح أوضاع قطاع غزة!.