تمارا حبايبة - النجاح الإخباري - في تصاعد مستمر للصراع بين الفلسطينين والاسرائيليين، شهد معبر الكرامة إطلاق نار أودى بحياة ثلاثة إسرائيليين، مما أدى إلى ردود فعل حادة من القيادة الإسرائيلية فيها صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً: "هذا يوم عصيب"، مشيراً إلى تعاظم التوترات الأمنية في المنطقة وسط موجة جديدة من الهجمات المتبادلة بين الطرفين.

حادثة معبر الكرامة تأتي في سياق مناخ مشحون بالعنف المتزايد، والذي يأتي بالتوازي مع تصاعد التوترات في قطاع غزة، فالأراضي الفلسطينية المحتلة تعيش في حالة غليان غير مسبوقة نتيجة للتدخلات الإسرائيلية المستمرة والحصار الذي يعيشه أكثر من مليوني فلسطيني في غزة

الشعب الفلسطيني يرزح تحت وطأة العنف، فيما يواجه سكان الضفة الغربية حملة شرسة من الاعتقالات والهجمات التي تطال الجميع دون استثناء.

و مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة وتزايد أعداد الشهداء والجرحى بين الفلسطينيين، تتحرك الشعوب العربية والدولية للتعبير عن غضبها واستنكارها لما يحدثفي قطاع غزة، الذي يعاني من حصار جائر منذ سنوات و بات رمزًا للمقاومة والصمود في وجه واحدة من أقسى الآلات العسكرية في العالم. 

في العواصم العربية والدولية، يخرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع، يهتفون من أجل غزة ويطالبون بوضع حد للإبادة الممنهجة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. لا تقتصر الانتفاضة على الدول العربية فقط، فنجد مظاهرات في لندن، باريس، نيويورك ومدن أخرى في جميع أنحاء العالم، حيث يتحدى المتظاهرون السياسات الغربية التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي ويطالبون بالعدالة لفلسطين.

الانتفاضة العالمية هذه تعكس تحولًا كبيرًا في وعي الشعوب تجاه القضية الفلسطينية. فقد أصبح واضحًا أن هناك عزيمة لدى هذه الشعوب لكسر الصمت الدولي والمطالبة بوقف الحصار، وإنهاء الانتهاكات اليومية التي يتعرض لها الفلسطينيون. 

ما يحدث اليوم في غزة ليس مجرد حدث عابر في تاريخ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، بل هو نقطة تحول كبيرة في وعي الشعوب التي باتت تدرك ازدواجية المعايير التي تمارسها الدول الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، في تعاطيها مع القضايا الإنسانية وحقوق الشعوب فكيف يمكن لهذه الدول أن تتغنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان في حين تغض الطرف عن الجرائم المرتكبة بحق شعب بأكمله.