وكالات - رامي مهداوي - النجاح الإخباري - تواجه فلسطين تحديات كبيرة في تأمين احتياجاتها من الماء والكهرباء، حيث يعتبر هذان الموردان من أهم الموارد الحيوية لضمان حياة كريمة للمواطنين وتحقيق التنمية المستدامة. ومع زيادة السكان وتعقيد الظروف السياسية والاقتصادية والاحتلالية، تصاعدت هذه التحديات وأثرت بشكل كبير على حياتنا اليومية خصوصاً في ظل التغيرات المناخية، ما جعل جزءا كبيرا يعيش في حالة من الغضب والتذمر وخير مثال محافظة طولكرم وكان الله في عونهم.
هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى نقص الماء والكهرباء في فلسطين؛ ما يؤدي إلى خلق آثار سلبية لهذه الأزمة، أهمها الاحتلال الإسرائيلي الذي يعد أحد أهم العوامل التي تؤثر على توفر الماء والكهرباء في فلسطين. تتحكم إسرائيل في الموارد الطبيعية والبنية التحتية، ما يصعب علينا تطوير وصيانة مرافق تحلية المياه وتوليد الكهرباء. من جانب آخر، نحن نعاني من دمار متكرر للبنية التحتية بسبب الاعتداءات المتكررة لجيش الاحتلال، ما يؤثر سلباً على تأمين المياه والكهرباء ويزيد من صعوبة الحصول على الخدمات الأساسية.
أيضاً تعاني فلسطين من ندرة الموارد المائية نتيجة للتغيرات المناخية وسوء إدارة المياه. حيث تتعرض المنطقة لفترات طويلة من الجفاف ونقص الأمطار، ما يزيد من التوتر على الموارد المائية. مع الأخذ بعين الاعتبار ازدياد عدد السكان في فلسطين، ما يؤدي إلى ازدياد الطلب على الماء والكهرباء، وبالتالي يضع ضغطا إضافيا على الموارد القائمة.
أعتقد أن على الجهات ذات الاختصاص أن تعمل برؤية تكتيكية واستراتيجية في ذات الوقت، من أجل زيادة الجهود المبذولة للتغلب على التحديات القائمة وذلك من خلال تطوير وإعادة بناء البنية التحتية المتضررة وتحسين قدرات توليد الكهرباء وتحلية المياه.
كذلك علينا التعامل مع الطاقة المتجددة وزيادة الاهتمام نحو استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح لتوليد الكهرباء والحد من الاعتماد على الوقود بكافة أنواعه وأشكاله، وهذا يتطلب خطة عمل أساسها التعاون الدولي مع الجهات الدولية والمنظمات الإنسانية للحصول على الدعم الفني والمالي لتطوير مشاريع تحسين البنية التحتية وتوفير المياه والكهرباء.
بالنهاية، يجب علينا العمل على توعية المواطن والمجتمع بأهمية ترشيد استهلاك المياه والكهرباء، وتشجيع الممارسات الحديثة والمستدامة في استخدام الموارد الحيوية بطرق غير تقليدية خلاقة وليس فقط إعلانات كلاسيكية.
يواجه الشعب الفلسطيني تحديات كبيرة في الكثير من المجالات وأهمها توفير الماء والكهرباء، وتأثيرات هذه الأزمة لا تقتصر فقط على الحياة اليومية للناس، بل تؤثر أيضا على التنمية والاقتصاد والبيئة. لذلك، يعتبر تحسين البنية التحتية واستخدام الطاقة المتجددة وتعزيز التعاون الدولي أمورا ضرورية للتغلب على هذه التحديات وتحقيق التنمية المستدامة في فلسطين.