وكالات - رامي مهداوي - النجاح الإخباري - نحن الآن في موسم العديد من الفواكه والخضراوات والمزروعات من الفقوس والبامية واليقطين والبازيلاء والعصفر والحمص، أهم منتجين زراعيين على صعيد النضال الفلسطيني هو البطيخ والفقوس، لأسباب كثيرة أهمها الصراع على الأغوار حاضنة زراعة البطيخ الفلسطيني، ومحاولات الاحتلال الدائمة سرقة الأراضي المتاحة لزراعة البطيخ، ما يزيد معاناة المزارع الفلسطيني، إضافة إلى قرصنة المياه من قبل الاحتلال، مع الأخذ بعين الاعتبار أن البطيخ يحتاج إلى الكثير من الماء للنمو. والأراضي المزروعة بالفقوس هي مناطق المواجهات الدائمة بين الأهالي الصامدين المرابطين على أرضهم من الساوية، دير بلوط، بيت لحم، اللبّن، بيت ساحور، بردلة.
إقامة المهرجانات السنوية للفقوس والخس والمشمش والبطيخ في القرى والمدن المنتجة يحمل رسالة الحفاظ على التراث والإرث الثقافي، ويشجع المزارعين على الاستمرار في الزراعة، ما يؤدي إلى الصمود في أرضهم وتشجيع الأجيال للمحافظة على تراثنا من عادات وتقاليد وقيم.
لنأخذ على سبيل المثال لا الحصر سهل دير بلوط الذي يحظى بشهرة عالية على مستوى فلسطين، يزرع فيه نبات البامية والبصل والثوم والحمص، لكن الجزء الأكبر منه يزرع بالفقوس. حيث تبلغ مساحة سهل دير بلوط نحو 1200 دونم، وينظم في هذه البلدة مهرجان تسوق.
بحسب معطيات وزارة الزراعة الفلسطينية، خلال فترة الثمانينيات، كان الفلسطينيون ينتجون نحو 100.000 طن من البطيخ سنوياً، وكان موسم سنة 1983 ذروة الإنتاج الفلسطيني منه. لكن هذا الرقم أخذ ينخفض منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي ولغاية سنة 2014 حين أعاد الفلسطينيون الاعتبار لزراعة البطيخ من جديد، وبدأت كميات إنتاجه بالتصاعد. وعلى الرغم من أن إنتاج هذا العام كان كبيراً، فإن الكمية المنتجة منه لا تتجاوز ربع الحاجات المنزلية السنوية لاستهلاك البطيخ.
يواجه المزارعون الفلسطينيون في الأغوار صعوبات كبيرة في تسويق منتجاتهم بصورة عامة والبطيخ بصورة خاصة، بسبب السياسات الإسرائيلية المتعمدة، إذ يقوم جيش الاحتلال بحرمان المزارع الفلسطيني من المياه التي يتم تخصيصها للمستوطنين مجاناً!!
إعلان الحرب على البطيخ الفلسطيني من قبل الاحتلال الإسرائيلي بسبب إحياء زراعة البطيخ في شمال وادي الأردن، وهي تُزرع الآن على طول الحدود، الأمر الذي يساهم في الحفاظ على هذه الأراضي من المصادرة والضم، فهم يريدون تشريد المزارعين.
خلال متابعتي لوسائل التواصل الاجتماعي، أشكر كل المتطوعين الذين يقومون بحملات شعبية لتسويق البطيخ والفقوس في المدن الفلسطينية؛ بهدف دعم صمود المزارعين من جهة، وإتاحة المجال للمواطنين لشراء المنتجات الفلسطينية من جهة أخرى.
عنوان المقال "فقس الليل يا فقوس"، هو النداء التراثي المتعارف عليه عند تداول وبيع الفقوس بأصوات الباعة في الأسواق المحلية، لندعم المزارع الفلسطيني ونشجعه على البقاء في أرضه وفلاحتها؛ لجعل الزراعة ذات جدوى اقتصادية لهم من خلال شراء الفواكه والخضراوات الفلسطينية فقط لا غير.