ابراهيم دعيبس - النجاح الإخباري - يبدو واضحا أننا لم نعد موضع الاهتمام الذي كان سواء على المستوى العربي او الدولي، العرب مشغولون بقضاياهم الداخلية وعلاقاتهم الثنائية أو يسارعون الى التطبيع مع الاحتلال بدون اي مبرر او سبب منطقي، ونحن منقسمون رغم كل الأحاديث عن استعادة الوحدة.

الاحتلال كالعادة يواصل ممارساته التوسعية ويلقى من أميركا الدعم غير المحدود، وآخر ذلك قضية جنسية الأميركيين المولودين بالقدس الذين سيتمكنون من الان ادراج اسرائيل على أنها مسقط رأسهم في جوازات سفرهم.

كما أن الرئيس ترامب، رفع القيود المفروضة على الاستثمار الحكومي الأميركي في المستوطنات.

وبعد أيام ستجري الانتخابات الاميركية وسواء فاز ترامب، كما هو متوقع أو منافسه بايدن فإن السياسة الاميركية لن تتغير كثيرا مع ان بايدن أبدى مواقف أكثر اعتدالا تجاه القضية الفلسطينية.

وذلك لأن قوى التأثير هي التي تتحكم بالسياسة الخارجية، ونحن العرب نبدو بدون أي دور في هذه الحالة، رغم ما لدينا من أموال وقدرات ومواقع جغرافية وأعداد بشرية هائلة وهامة جدا.

مرة أخرى أعود للقول أن السلطة الوطنية مطالبة بأن تتحرك داخليا على الأقل لاستعادة الوحدة، وتدعيم صمود ووجود المواطنين لأن بقاءنا صار سلاحنا الوحيد في مواجهة الاحتلال.

الأسرى أصوات مدوية

رغم كل المعاناة

يشكل الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال قلعة صمود وطنية وعلامات بارزة في قضية النضال الوطني من أجل الحرية والاستقلال.

وأبرز مظاهر هذه الأوضاع هو الأسير ماهر الأخرس، المعتقل اداريا بدون أية محاكمة او حتى تهمة رسمية والذي تجاوز اضرابه المفتوح عن الطعام فترة الثلاثة أشهر. وهناك أيضا الأسير كمال أبو وعر من جنين، الذي تفاقمت حالته الصحية نتيجة مرضه بالسرطان، كما أن الأسير سائد منجد جاسر المحكوم بالسجن 12 عاما لم يكن يعاني من أية أمراض قبل اعتقاله، كما تؤكد والدته التي طالبت بإدخال لجنة طبية لمتابعته وعلاجه.

والأسير محمد صالح ابو عكر، من مخيم عايدة في بيت لحم، تم نقله الى المستشفى للعلاج بعد تعرضه للضرب أثناء اعتقاله، كما جددت سلطات الاحتلال الاعتقال الاداري للشاب عياد جمال الهريمي، من سكان بيت لحم، للمرة الثالثة على التوالي، وكان قد أمضى اربع سنوات سابقة في السجون الاسرائيلية.

وهناك أسرى كثيرون أمضوا عشرات السنين وراء القضبان، وما زالوا يعانون هم وعائلاتهم وأهاليهم.

لا توجد كلمات يمكن أن تصف أوضاعا كهذه، ولا توجد أوضاع أقسى من هذه، وتعجز الكلمات ولا يمكن القول الا توجيه التحية لهؤلاء والدعوات بالصبر للأهل والأصدقاء.

العنف المجتمعي والفوضى

لا يكاد يمر أسبوع دون أن نسمع عن جريمة قتل او طوشة هنا او هناك، وتحول النزاع او الخلاف الفردي الى قضية عائلية وعنتريات بلا أي مبرر او ضرورة، كما أن الفوضى في العيش الاجتماعي وغياب الشعور العام والالتزام الجماعي وشعور كل واحد تقريبا انه هو الوحيد وصاحب الرأي والكلمة الفاصلة، وغياب روح التعاون والتسامح، وغير ذلك من المظاهر السلبية مما يشكل قضية اجتماعية خطيرة لا بد من معالجتها بجدية بالقوانين الحاسمة والتنفيذ السريع لها في كل مشكلة ولدى كل حالة تهدد بالعنف.

ولقد تحدثنا عن دور رجال الدين من كل أطيافهم والمؤسسات الاجتماعية والدينية بالتصدي لهذه الأوضاع، ولكن أحدا لا يسمع ويبدو أن لا حياة لمن تنادي.

 

نقلاً عن صحيفة القدس المحلية