السفير قوه وي - النجاح الإخباري - تظل القضية الفلسطينية لب قضية الشرق الأوسط، وإيجاد حل عادل ومعقول لها شرط مسبق لتحقيق السلام والأمن الدائمين في منطقة الشرق الأوسط. في هذا الصدد، تكتسب المبادرة ذات الأربع نقاط لحل القضية الفلسطينية المطروحة من قبل الرئيس الصيني شي جينبينغ عام 2017 أهمية واقعية كبيرة في الوضع الراهن.

أولا، ضرورة الالتزام بالحل السياسي القائم على أساس "حل الدولتين". إن "حل الدولتين" يعتبر الخط الأحمر للعدالة والإنصاف على الساحة الدولية، لا يجوز مقايضة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

ثانيا، ضرورة الالتزام بالمفهوم الأمني المتسم بالشراكة والتكامل والتعاون والاستدامة. على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي استئناف المفاوضات على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

ثالثا، ضرورة حشد جهود المجتمع الدولي السلمية. يجب أن تبقى القضية الفلسطينية في مقدمة الأجندة الدولية ومركزها. إن الجانب الصيني مستعد للمشاركة في كافة الجهود التي تساهم في حل قضية فلسطين سياسيا.

رابعا، ضرورة تعزيز السلام من خلال جهود تنموية. يجب إعطاء اهتمام بالغ لقضية التنمية وإجراء التعاون المتبادل المنفعة ومواصلة دعم فلسطين لتسريع وتيرة التنمية.

تلقى فخامة الرئيس الصيني شي جينبينغ مكالمة هاتفية من سيادة الرئيس محمود عباس في شهر تموز الماضي، حيث توصلا إلى التوافق حول دفع حل عادل ومعقول للقضية الفلسطينية، وأكد الرئيس الصيني شي أن القضية الفلسطينية تتعلق بالسلام والاستقرار الإقليميين، والعدالة والإنصاف الدولييين، فضلا عن الضمير الإنساني ومصداقيته.

إن موقف الصين من القضية الفلسطينية دائم وواضح، إذ ندعم بثبات مطالب فلسطين العادلة، وكل الجهود الرامية إلى حل القضية الفلسطينية. يدعو الجانب الصيني الى الالتزام بـ"حل الدولتين" باعتباره الاتجاه الصحيح، والالتزام بالتحاور والتفاوض على قدم المساواة، ويتعين على المجتمع الدولي تبني موقف موضوعي وعادل وبلورة جهود سلمية.

يحرص الجانب الصيني على مواصلة مساهماته الإيجابية لإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في وقت مبكر.

ألقى مستشار الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي خطابا مكتوبا في مؤتمر بالفيديو لمجلس الأمن الدولي حول القضية الفلسطينية شهر حزيران الماضي، حيث أكد أن القضية الفلسطينية لب قضية الشرق الأوسط، وإيجاد حل عادل ومنطقي لها يعتبر شرطا مسبقا لتحقيق السلام والأمن الدائمين في الشرق الأوسط.

لا يجوز الخروج عن التوافقات الدولية، ولا يجوز التخلي عن الحوار السلمي، ولا يجوز تراخي الدعم الدولي، ولا يجوز تجاهل القضايا الإنسانية. وأكد مستشار الدولة وانغ يي خلال حضوره للدورة التاسعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي أنه لا يجوز مقايضة الحقوق الفلسطينية الوطنية لإقامة دولة مستقلة، ولا يجوز إعطاء الشرعية للتصرفات المنتهكة للحقوق الفلسطينية المشروعة، ولا يجوز تجاهل المطالب العادلة والتاريخية للأمة العربية إلى الأبد.

إن الصين تقف بكل ثبات الى جانب الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.

تعتبر القضية الفلسطينية جرح الضمير الإنساني ومفتاحا لإحلال السلام في الشرق الأوسط. ستدعم وستدفع الصين كالمتعاد باعتبارها عضوا دائم لمجلس الأمن للأمم المتحدة ودولة ذات مسؤولية بحل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في وقت مبكر.