الدكتور إبراهيم أبوجابر - النجاح الإخباري - (يصادف 9/4(أبريل) يوم اجراء انتخابات الكنيست الاسرائيلي الذكرى ال (71) لمجزرة دير ياسين الرهيبة عام 48، التي ذهب ضحيّتها مئات الشهداء من الفلسطينيين بين رجل وامرأة وطفل، قتلوا جميعا بدم بارد من قبل العصابات الصهيونية الارهابية والاجرامية (الارغون وشتيرن)، بأوامر من قادة يهود - صهاينة تبوّؤوا لاحقا مقاعد لهم في الكنيست الإسرائيلي، وغدا بعضهم قادة وزعماء سياسيين، ورؤساء حكومات.

وانّ السؤال المطروح في هذه الحالة والمفارقة هو: هل جاء اختيارهم لهذا التاريخ (9/4) صدفة يا ترى؟ أم عن قصد بعد الدراسة والتفكير والتخطيط؟

انّ انتخابات 9/4 بخاصة اجراؤها في هذا التاريخ بالذات تفتح جرحا دام من تاريخ شعبنا الفلسطيني لم يندمل بعد، بل لا يزال مفتوحا ينزف ما دام الاحتلال جاثما على هذه الارض، يصادر الحريات ويحرم الملايين من اللاجئين من العودة الى وطنهم وديارهم، ويعيث فسادا في ربوع هذه البلاد بهدمه للبيوت والقرى العربية، وملاحقة الشرفاء، وحظر حركات ومؤسسات خدماتيّة واجتماعية، وسّنه قوانين عنصرية فاشية.

انّ الانتخابات الحالية والتي تجري في يوم ذكرى أليمة على قلب كل فلسطيني وعربي، يفترض ان تحرّك فينا، نحن ابناء وبنات الداخل الفلسطيني ارادة الاصرار على التمسّك بثوابت شعبنا وامتنا، بعيدا عن اغراءات الكنيست بأنواعها، فالسطات الاسرائيلية ما كانت لتسمح لنا ابدا بالمشاركة فيها لولا علمها اليقيني أنّها تصبّ في مصلحتها، ورافعة لحضورها امام العالم، ووسيلة ناجحة لتشكيل رأي عام عالمي داعم لسياساتها الفاشية.

فهلّا ارتقينا الى مستوى المسؤولية الوطنية والحدث، بمقاطعة هذه الانتخابات التي لا جدوى منها، احتراما وعرفانا وتكريما واجلالا لأرواح شهداء دير ياسين واخواتها، ككفر قاسم والطنطورة واللد ويافا والعراقيب، والدوايمة وخانيونس وغزة، والمجدل وحيفا والقدس السليب!