منال الزعبي - النجاح الإخباري - على الجسد الفلسطيني مارس الاحتلال الإسرائيلي صولاته وجولاته، أعدموا أبناء فلسطين ودفنوهم في رحمها، وفرضوا العربدة والغطرسة بلا أي رادع.

 قاومنا ونقاوم، يُخدّرنا الوجع حينًا وننتفض قهرًا أحيانًا أخرى، ما بين وجع ووخزة ضمير.

 في الخامس عشر من أيَّار من كلِّ عام نقف على أطلال نكبتنا التي حطَّ ليلها الثقيل عام (1948)، وفي الخامس من حزيران أيضًا ننبش ذكرى نكسة حلَّت علينا عام (1967)، أُعتديَ على الشعب الفلسطيني، شُرّد وهُجِّر وقُتِّل أبناؤه، نساء ترمَّلت وأطفال يُتِّموا، وأعمار صودرت خلف القضبان، بيوت هُدِّمت ومخيمات تراكمت، والشعب الأعزل الذي رفع الراية البيضاء يومًا، قاوم، ولا زال يقاوم، أنطق الحجر والشجر، وحفر الأنفاق ليخرج عليهم من فوق الأرض وتحتها مُقاوِم، وتوالت النكسات والنكبات علينا، حتى لم يعد في ذلك الجسد المنهك متَّسع للألم، أثخنتنا الجراح وقصم ظهرنا الانقسام، وتفشى فينا الاحتلال أكثر ونحن نفاوض، واليوم جاءت صفقة العصر بالباطل لتدحض نكباتنا ونكساتنا وتعلن زفاف بقايا الجسد العاري من الحياة للصهاينة، صفقة يُبرمها مأذون غير شرعي أمريكي صهيوني ويُصفِّق لها المتآمرون وبُيَّاع الأرض والقضيّة.

وحدهما غزَّة والقدس عينان تبكيان، تذرفان الدم شهيدًا تلو الشهيد، وأخشى ما نخشاه أن تنطفآن.

وفي غزَّة نكبتنا الحقيقية لها ننكِّس الرؤوس من تخاذلنا، من إحساس الموت الذي يغمرنا، موت المشاعر والوطنيّة والضمير.   

(51) عاماً على النكسة و(70) عامًا على النكبة، شاخت أوجاعنا ولا مغيث لنا إلا أن نولد من رمادنا من جديد، وأن ينتفض الرحم فيُنبِت كلَّ شهيد.