موفق مطر - النجاح الإخباري - هل من شك لدى اي مواطن مؤمن بمعنى المواطنة بأن الأمن وانتظام مسار الحياة  الطبيعية في مدننا وقرانا من الانجازات الوطنية التي يجب المحافظة عليها وتطويرها.

لا يرى غير ذلك الا نسبة ضئيلة في مجتمعنا يعملون على اصطناع انفلات امني، او ينتظرون سقوطه عليهم من فضاء الاحتلال، أو محترفو جريمة يستغلون الفرصة لضعف الامن للانقضاض على المجتمع ونهشه بالجريمة.

مخدرات وأسلحة وتجارة بهما ومقتل مطلوب للعدالة واعتقال آخر تلك حصيلة آخر عملية للوحدات الخاصة في أجهزة الأمن الفلسطينية، في مخيم بلاطة في نابلس، كما اعلن محافظها اللواء أكرم الرجوب.

 دافع أفراد القوة الأمنية عن أنفسهم في لحظة الخطر الشديد عندما بادر المطلوبان باطلاق الرصاص  ردا على نداء القوة بتسليم نفسيهما، واستطاعوا السيطرة على المطلوبين بسرعة قياسية رغم اصابة فردين من القوة بجراح.

 اللافت وبوضوح في تصريحات المسؤولين الرسميين في المؤسسة الأمنية وكذلك فيما جاء على لسان المحافظ تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية، ما يعني ارتفاع منسوب الوعي بأمن واستقرار وسلامة المجتمع، وتحمل المسؤولية في مواجهة الجريمة، بالتوازي مع الواجب الوطني في المواجهة المباشرة مع الاحتلال والمستوطنين.

بمراجعة سريعة للاخبار والأحداث في مدينة جبل النار (نابلس) في الأيام العشرة الأخيرة سنكتشف حجم ومخاطر حملة جيش الاحتلال والمستوطنين على المواطنين الفلسطينيين في قرى وبلدات المحافظة، وجملة سد الطرقات والحصارات التي فرضت عليها اضافة لحملات التفتيش والمداهمة واحراق الأراضي الزراعية واجتثاث اشجار الزيتون.

 ليس مصادفة ارتفاع وتيرة نشاط المجرمين في مناطق حساسة، في ظل تسارع واتساع دائرة جرائم الاحتلال والمستوطنين، في مناطق فلسطينية مجاورة او واقعة في ذات القطاع  حيث حملات المداهمة والتفتيش والاعتقلات بحثا عن اية قطعة سلاح حتى لو كانت بدائية الصنع، أما تجار السلاح والذخيرة والمخدرات فيبدو انهم يستخدمون (طاقية اخفاء) اسرائيلية، تراها مناظير استخبارات الاحتلال حتى في الظلمة الحالكة، لكن مرورهم مسموح في كل الأحوال، وإلا فليقنعنا قادة استخبارات الاحتلال كيف يحصل هؤلاء على اسلحة اسرائيلية وذخيرة، ومخدرات، دون وصولهم الى (مناطق التزويد) وكلنا نعلم ان الحواجز والدوريات متواجدة على الطرقات الرئيسة والفرعية على مدار الساعة.

لا بأس فنحن لا نحتاج الى رواية قادة استخبارات الاحتلال، لأننا لن نصدقهم، ولا نثق بمصادره اصلا، لأن مؤسستنا الأمنية قادرة على رسم خارطة تحركات المجرمين العاملين في جبهتنا الداخلية، وقادرة على ضرب العابثين بها، وتملك العين الثاقبة للتمييز بين سلاح مقاومة، وسلاح جريمة سواء كانت بحق المجتمع او سياسية يستخدم فيها السلاح لتحقيق مقاصد جماعات مرتبطة بأجندات خارجية، غايتها التخريب على مسار المشروع الوطني.

ان تمتين الجبهة الداخلية الفلسطينية وحمايتها من الجريمة، بالتوازي مع توسيع اركان وقواعد المواجهة الشعبية السلمية مع الاحتلال لازمتان لايمكن اغفال احداهما، وتحديدا في هذه اللحظات المصيرية من عمر القضية، ذلك أن اي اهمال او تقصير او غض طرف عن الجريمة يعني اضعاف القاعدة الشعبية للمقاومة السلمية، واسهام في تصنيع بيئة سلبية ستسهل على الاحتلال الاسرائيلي اختراق جبهتنا، والعبث فيها واضعافها وتعميم الاحباط واليأس، والأهم من كل ذلك، ايصال الجماهير الى  مرحلة الكفر بمبدأ وهدف الاستقلال.