وكالات - النجاح الإخباري - بعد يوم واحد على إنهاء رئيس الحكومة الإيطالية، جوزيبي كونتي، زيارة مفاجئة إلى ليبيا أعلنت إيطاليا أمس أنها لا تعارض مبدئياً عودة محتملة لسيف الإسلام، النجل الثاني للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي، للعمل السياسي وقيادة ليبيا في إطار المصالحة والعملية السياسية التي تدعمها إيطاليا بقوة. وبذلك، انضمت إيطاليا إلى روسيا في عدم الممانعة باحتمال تزعم نجل القذافي للبلاد مجدداً، إذ اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، في تصريحات لوسائل إعلام روسية أمس أن «من حق نجل القذافي أن يكون جزءاً من العملية السياسية الشاملة». لكنه تجاهل الرد عن سؤال حول ما إذا كان سيف الإسلام طلب دعم موسكو في الانتخابات الرئاسية المقبلة في ليبيا، إذ قال بوغدانوف إن «موقف القبائل المختلفة المؤيد له أهمية كبيرة».


ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن وكيل رئاسة الوزراء الإيطالية، جان جورجيتي، قوله إن «بلاده ليس بوسعها القول بعدم أحقية سيف الإسلام القذافي فيما وصفه بسعيه المحتمل لقيادة بلاده، أو أن تعترض عليه إذا كان يحظى بتأييد شعبي»، مشدداً على أن «تلك هي الديمقراطية». لكنه أضاف «إنني غير قادر على تقييم هذا الاحتمال المتعلق بعودة نجل القذافي للترشح لرئاسة ليبيا في ضوء استطلاعات أخيرة». وبعدما لفت إلى أن «ليبيا تمر بوضع خاص ومعقد جداً، إذ يصعب تصوّر بلد متحد وراسخ بسبب تمزق ليبيا بين طرابلس وطبرق وفزان، واعتبر أن إيطاليا تدرك أنه لا يمكنها أن تكون غائبة عن المشهد السياسي في ليبيا». وأضاف: «يتعين علينا أن نتعامل بحذر، وأن نسهّل عملية إعادة الاستقرار إن أمكن». 


وقال بوغدانوف، الموفد الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن بلاده تدعم جميع المشاركين في العملية السياسية في ليبيا، حسبما أفادت قناة روسيا اليوم. وأضاف بوغدانوف، معلقاً على أنباء تحدثت عن طلب سيف الإسلام القذافي للدعم والمساعدة من روسيا، أن سيف الإسلام وأنصاره، يجب أن يكونوا جزءاً لا يتجزأ من هذه العملية في البلاد، «فنحن ندعم الجميع. وننطلق في ذلك من أنه لا يجوز بتاتاً عزل أي أحد واستبعاده، من العملية السياسية البناءة. ولذلك، نحن نحافظ على اتصالات مع جميع المجموعات التي توجد في الغرب والشرق والجنوب». وتابع بوغدانوف قوله: «من الناحية التاريخية، المجتمع (في ليبيا) يتسم بالطابع القبلي، أي أن موقف القبائل المختلفة، له أهمية كبيرة، لذلك أعتقد أن الدكتور سيف الإسلام وأولئك الذين يدعمونه، يمثلون قبائل معينة في مناطق محددة من البلاد، وكل هذا يجب أن يكون جزءاً لا يتجزأ من العملية السياسية العامة، بمشاركة الأطراف السياسية الأخرى الموجودة في طبرق وطرابلس ومصراتة».


من جهته، قال خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة في العاصمة الليبية طرابلس، إن لدى نجل القذافي مشاكل قضائية لا يمكن تجاوزها بسهولة، مشككاً في تصريحات له أمس، حول احتمال نجاح سيف الإسلام في الترشح لخوض الانتخابات المقبلة.


إلى ذلك، اتهمت مصلحة الموانئ والنقل البحري بوزارة الموصلات التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية، السلطات البلغارية بخطف ناقلة تابعة للحكومة الليبية بقوة السلاح في أحد الموانئ البلغارية. وفي خطوة تصعيدية طلبت مصلحة الموانئ والنقل البحري الليبية من مديري الموانئ التجارية والنفطية والصناعية الرد بالمثل على اختطاف الناقلة الليبية في بلغاريا، مشيرة في رسالة لها إلى أن «مجموعة تتبع شرطة الحدود البحرية البلغارية وشركة أمنية خاصة قامت باختطاف الناقلة الليبية بدر يوم الجمعة الماضي». وحثت، كرد على هذا التصرف على «حجز أي سفينة أو ناقلة تحمل العلم البلغاري، وذلك في إطار المعاملة بالمثل لما قامت به السلطات المختصة في بلغاريا». وطبقاً لما روته مصلحة الموانئ الليبية، فقد اقتحمت المجموعة المختطفة الناقلة، وقطعت كافة وسائل الاتصال وأجبرت طاقمها على النزول تحت تهديد السلاح واستبداله من خلال طاقم جديد تابع لتلك الجهات من أجل إتمام عملية خطف الناقلة. وكانت الناقلة المملوكة لمصلحة الموانئ الليبية محتجزة منذ فترة بأمر من المحكمة بميناء بورغاس في بلغاريا على اعتبار أن قضيتها لا تزال قيد إجراءات المحكمة. لكن مصلحة الموانئ الليبية لم تفصح حتى الآن عن مبررات احتجاز الناقلة الليبية من قبل المحكمة البلغارية.


من جانبه، أوضح القائم بأعمال السفارة الليبية في بلغاريا، سفيان التريكي، أنه قدم احتجاجاً إلى وزارة الخارجية التركية فور احتجاز الناقلة، مشيراً في تصريحات لوكالة الأنباء الموالية لحكومة الوفاق الوطني إلى أن شركة النقل البحري كانت قد كسبت القضية التي تم على أساسها احتجاز الناقلة في مرحلة سابقة، وأنها تنتظر الحكم النهائي في الشق الإداري والأخير من هذه القضية.