النجاح الإخباري - جرت مساء اليوم الأربعاء، احتفالية لمناسبة مرور تسع سنوات على وفاة شاعر فلسطين الكبير محمود درويش، في متحف محمود درويش في مدينة رام الله.

وقال رئيس مجلس أمناء مؤسسة محمود درويش زياد أبو عمرو في افتتاحية الاحتفالية: "نحاول في كل ذكرى أن نضيف إنجازاً جديداً يراعي احتياج الجمهور الثقافي، وتتمثل الإضافات في خطين، جمع منجزات درويش وتعريف الجمهور به، وثانيا النشاط الثقافي الذي يقوم به متحف محمود درويش لفتح الفضاء الإبداعي والثقافي الفلسطيني أمام الجمهور".

وأعلن عن إطلاق موقع إلكتروني جديد يحتوي على كل ما توفر من مواد عن محمود درويش كتابياً وبصرياً، كما توفر معلومات عن جائزة محمود درويش، إضافة إلى عرض الفعاليات الثقافية التي تقوم بها المؤسسة.

وقدم عبد الرحيم الشيخ ووليد الشرفا مادة عن عوالم الثقافة عند محمود درويش وإدوارد سعيد، وقال الشيخ: "هناك تقسيم مدرسي بين السياسة والثقافة، مع فصل تام بينهما، هذا التقسيم تعسفي حين نتحدث عن درويش وسعيد، فلسطين عند درويش هي مجاز كوني، قضية عدالة وحرية، فقد وحد درويش بين الشهيد الأول السيد المسيح، وبين الشهيد الأخير ياسر عرفات، وصور فلسطين كقضية صراع كوني بين الحرية والاستعمار".

وأضاف الشيخ: "في المعنى الثقافي لفلسطين فهي لمن عاشوا على أرضها بغض النظر عن انتمائهم العرقي والسياسي، أولئك الذين يعرفون تضاريسها وأشجارها وصخورها ولغتها، فنحن هنا نتحدث عن معنى جوهري لا يخضع للتعريفات السياسية، ودرويش اختار الأشكال التي يقدم فيها هذه الرؤية التي تختزل فلسطين في تعبير الفردوس المفقود".

أما المعنى السياسي الفلسطيني، قال الشيخ: "فقد فهم درويش وسعيد منذ بداية القضية الفلسطينية أنها قضية صراع بين حركة تحرر وطني ومستعمر يريد تفريغ الأرض من سكانها".

بدوره، قال وليد الشرفا: "إن إدوارد سعيد يختلف عن غيره من المفكرين بأنه ولد  مكتملاً، بمعنى أنه ولد خارج أي أيديولوجيا سواء نقدية أو سياسية".

وأضاف، إن رحلة سعيد بدأت بالتصدي للشوفونية الأوروبية والأميركية، وهاجم الأدوات المعرفية التي هاجمت الإسلام من حيث كونها حاكمته بأدوات من خارجه".

وقال الشرفا: "إن القضية الفلسطينية ورثت الصورة النمطية عن العرب التي أخذها الغربيون من كتاب الحملة الفرنسية، وورثت ذلك الرواية الصهيونية، ووصل الأمر إلى مقولة أن الغربي يستطيع أن يفهم المسلم أكثر من نفسه، وهنا كان تصدي إدوارد سعيد التنظيري لموقف الغرب الشوفيني من الشرق".

وفي نهاية الاحتفالية قام الفنان وديع خالد بتقديم وصلة موسيقية منفردة على آلة العود، تضمنت العديد من المقطوعات لأغاني اعتمدت على أشعار محمود درويش.