عاطف شقير - النجاح الإخباري -  

كان المواطن عبد الله جمال متجهاً بسيارته إلى مدينة نابلس صباح اليوم الموافق (29/6/2017)، عندما حاول سائق سيارة عمومي مسرعًا التجاوز عنه. ويتذكر جمال المشهد، قائلاً: "لولا الله ولطفه لتسبب هذا التجاوز بحادث كبير". ويوضح لـ"النجاح الإخباري": "حاول سائق العمومي التجاوز عن سيارتي بسرعة جنونية في منطقة خطرة، وشاهدت سيارة قادمة من الأتجاه المعاكس، فرفعت يدي من النافذة، وطلبت من سائق العمومي عدم التجاوز والتريث".

ويتابع: "معظم الحوادث التي تحصل هي بسبب التجاوزات والسرعة الطائشة".

وازدادت حوادث السير في الأراضي الفلسطينية مؤخرًا بشكل أرَّق الوجدان الفلسطيني، وتعود أسبابها -حسب المختصين- إلى عدم التقيد بقوانين السير على الطرقات.

الشرطة تتحدث

يقول الناطق الإعلامي باسم الشرطة الفلسطينية، لؤي ارزيقات لـ"النجاح الإخباري": "السبب وراء ازدياد حوادث السير في الآونة الأخيرة يعود إلى عدم التزام السائقين بقوانين السير وتعليمات المرور الصادرة عن الشرطة الفلسطينية".

وأضاف ارزيقات أن الشرطة الفلسطينية لا تسيطر على الطرقات الخارجية التي يتحكم بها الاحتلال، لذلك يرتكب السائقون فيها أخطاء قاتلة كالتجاوز الخاطئ والسرعة الزائدة واستخدام الجوال والنقال أثناء قيادة المركبة، وهذه الطرقات في الأغلب غير مجهزة بالمعايير المرورية كالجزر اللازمة والفواصل المطلوبة وعدم وجود غشارات مرورية لتخفيف سرعة المركبات، لذلك تكثر فيها حوادث السير.

خطط مستمرة

وحول خطط الشرطة لتقليل حوادث السير، قال ارزيقات: "الخطط في مناطق السلطة الفلسطينية تسير على قدم وساق من خلال مراقبة حركة السير وتحرير المخالفات المرورية بحق السائقين المخالفين وتوجيههم وإرشادهم حول قوانين المرور وتنظيم حركة السير، كل هذا العمل موجود عندنا، ولكن نفتقده في الطرقات الخارجية".

وتابع: "عمل الشرطة الفلسطينية في الطرقات الخارجية غير متواجد، لهذا تكثر فيها حوادث السير. لأنَّ سلطات الاحتلال تمنع العمل فيها، ولو كان  للشرطة الفلسطينية فيها تواجد، سيكون بالطبع لنا خطط لمراقبة حركة السير وتحرير مخالفات بحق السائقين المخالفين".

الأرقام تتكلم

وبيَّن أنَّ الشرطة حررت ما يزيد عن (67) الف مخالفة بحق السائقين  المخالفين، وهذا جهد كبير تقوم به الشرطة الفلسطينية، وتمَّ تنزيل ثلاثة آلاف مركبة عن الشارع من أجل مواجهة حوادث السير، وفحصت الشرطة (116) الف مركبة، وهذا جهد كبير تقوم به الشرطة الفلسطينية.

وأتلفت  الشرطة ما يقارب (5000) مركبة غير صالحة للنقل.

واختتم ارزيقات بالقول: "كل هذا يساهم في تقليل حوادث السير ولو قدر للشرطة أن تعمل في الطرق الخارجية لقلت حوادث السير فيها".

مراقب المرور ماذا يقول؟

وبعد وقوع الحادث المأساوي في طريق (60) قرب رام الله والذي أودى بحياة (7) أشخاص، انطلقت العديد من النداءات والأصوات التي تطالب بتغليظ العقوبات بحق السائقين المخالفين.

ويعقب "جمال شقير"، مراقب المرور العام في وزارة النقل والمواصلات الفلسطينية، على المادة (83) من قانون المرور والمتعلقة بصلاحياته بسحب البيرميت بما يلي: وفق هذه المادة سوف أضع شروطاً جديدة عند تجديد رخصة التشغيل ومنها:

 كل من يقطع الإشارة الضوئية وهي حمراء أو خط فاصل متواصل أو تحميل ركاب زيادة سوف سأقوم بإلغاء رخصة التشغيل إذا كان السائق هو مستأجر أو مالك الرخصة ،وإذا كان فقط سائق سوف اسحب رخصته وأحوله لدورة مانعة.

من جهته، يشير السائق "عصام رابي" من محافظة سلفيت إلى أنَّ سبب ازدياد حوادث السير في الآونة الأخيرة يعود إلى إعطاء رخص العمومي للجيل الصغير الذي يغلب عليه الطيش والتهور، ونوَّه إلى أنَّ رخصة المركبة العمومية يجب ان تمنح للسائق الذي يتحلى بالمسؤولية على الشارع، لأنَّ الشباب يغلب عليهم الطيش والتهور في السياقة، فيقومون بالتجاوزات الخاطئة التي من شانها التسبب بحوادث السير.

الثالوث المرعب

وحول أسباب حوادث السير قال ارزيقات: "عناصر حوادث السير ثلاثة، وهي المركبة والطريق والسائق ، وفي النهاية الإنسان هو المسبب، فإذا ما قاد المركبة بصورة سليمة وصان المركبة بصورة جيدة وسيطر على المركبة والأمور المفاجئة في الطريق من شأنه تقليل حوادث السير".

و بدوره قال السائق "عصام رابي": إنَّ الطرق الفلسطينية بحاجة إلى إعادة تأهيل وصيانة بسبب وجود الحفر الكثيرة فيها، ولضيق مساربها للتقليل من حوادث السير على الطرقات.

وحول نقل السيارات الخاصة للركاب قال ارزيقات: "هناك متابعة للمركبات الخاصة والعمومية، وهناك مخالفات بحقهم ولا تكون مبرر لارتكاب الأخطاء وحوادث السير، وعندنا خطة أجريناها، وقدمناها لمعالي وزير المواصلات خطة حول الخطوط التي بحاجة إلى مركبات جديدة، ونتمنى اعتمادها من قبل الوزارة لنغلق المجال أمام المركبات الخاصة".

وأضاف أنَّ تغير مجرى الخط من قبل السائقين يعرضهم للمخالفة، هناك مخالفات تحرر بشكل يومي لدى السائقين المخالفين.

وطالب السائق "عصام الرابي" وزارة المواصلات بضرورة  الرقابة على مجمعات السيارات العامَّة في المدن، لأن زيادة السرعة في المركبات العمومية يُعزا إلى أنَّ سائق العمومي يخشى من "سرقة" المركبات الخاصة للركاب أو مركبات عمومية من خط مختلف.

وأضاف أن السائق يسرع ليحصل على قوت عيشه خوفًا من سرقة الركاب، ولكنَّه لم يبرر قتل أرواح الأبرياء من خلال السرعة الزائدة والتجاوز الخاطئ.

واختتم بالقول: "انصح جميع السائقين بالتروي في السياقة للحفاظ على أرواح البشر دون المساس بلقمة عيش السائق الذي يسرع ليحصلها ويسدد أقساط السيارة المترتبة عليه".

إحصاءات

وتزداد خطورة حوادث السير يوماً بعد يوم؛ إذ إنَّ أعداد المصابين والمتوفين في بلادنا نتيجة الحوادث المرورية أصبحت في تزايد مستمر من سنة لأخرى.

وفي هذا الإطار، تعطي الإحصاءات الصادرة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ووزارة النقل والمواصلات والشرطة الفلسطينية تصورًا واضحًا عن حجم ونتائج الحوادث المرورية في الضفة الغربية، وهي على النحو التالي:

عدد الحوادث والإصابات الناتجة عنها في الضفة الغربية

السنة    عدد الحوادث    عدد الجرحى    عدد الوفيات
2016    10400    9200    159
2015    8985    8673     110
2014    8177    6015     63
2013    7824    7753    142
2012    8037    8195    120
2011    7406    7970    115
2010    5408    7033    132
2009    4671    5859    125