النجاح الإخباري -  في معركة الأمعاء الخاوية، يواصل نحو (1700) أسير فلسطيني إضرابهم عن الطعام لليوم الـ (22 )على التوالي، بزعامة القائد "مروان البرغوثي" عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والقائد "أحمد سعدات" أمين عام الجبهة الشعبية وعدد من قادة الفصائل الفلسطينية الأخرى.

ويعاني الأسرى المضربون من وضع صحيٍّ خطير، حيث جرى نقل عدد كبير منهم إلى مستشفى سجن الرملة، فيما تواصل سلطات الاحتلال عزلهم في زنازين انفرادية ومنع أهاليهم من الزيارة.

وتتواصل الهبَّات الجماهيرية والفعاليات المساندة للأسرى في الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي الـ (48) والشتات عبر المسيرات والمهرجانات، فيما يواصل السلك الدبلوماسي مساعيه لدى المنظمات الدولية والمجتمع الدولي لإجبار إسرائيل على الانصياع لمطالب الأسرى وإنهاء معاناتهم.

هذا ودعت اللجنة الوطنية لإسناد الإضراب أبناء الشعب الفلسطيني  بأطيافه وفئاته كافَّة، بالتوجه من مراكز المدن وخيم الإضراب، للاعتصام أمام مقار اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وذلك وفقًا لبرنامج الإسناد الذي أُعلن عنه صباح اليوم.

اطباء سجانون

صرح عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الاسرى، ان اطباء مصلحة السجون يقومون بدور السجانين في المساومة والابتزاز مع اي اسير مضرب عن الطعام، حيث يقومون بشن حرب نفسية وترهيب بحق الاسير المضرب المريض ومساومته على تقديم العلاج مقابل وقف الاضراب.

وذكر قراقع ان الاطباء اصبحوا مجندين وداعمين للعدوان والممارسات التعسفية التي تشنها حكومة اسرائيل على الاسرى المضربين ويلعبون دورا خطيرا في بث الرعب والفزع في صفوف المضربين.

وأشار الى تلكؤ الاطباء المقصود في علاج اسرى مضربين تعرضوا لتدهور صحي خطير والتعامل معهم بلا مبالاة وأن اطباء السجون تحولوا الى جزء من النظام القمعي الاحتلالي ضد المضربين.

وقال قراقع، إن اطباء السجون اصبحوا مشاركين في تعذيب الاسرى والضغط النفسي عليهم ويخالفون بذلك الأخلاقيات الطبية والقواعد التي وضعتها نقابة الاطباء العالمية واعلان طوكيو لعام 1956 التي تمنع اي طبيب من القيام بإجراءت وحشية او غير إنسانية او مذلة بحق الضحية.

واعتبر ان اعلان طوكيو ابطل الشراكة الشرعية بين الطب والتعذيب والمعاملة اللإنسانية، وان دور الاطباء حماية السجناء وتقديم المساعدة الطبية لهم.

الحركة الأسيرة تحذر

حذرت الحركة الأسيرة، في بيان لها أصدرته سابقًا، من مغبة تطبيق سلطات الاحتلال للتغذية القسرية على الأسرى المضربين عن الطعام لليوم الـ (21) على التوالي.

وجاء البيان كالتالي:

إنَّ دخول "إضراب الكرامة" والذي تقوده الحركة الأسيرة يومه العشرين، يُعتبر بداية لمرحلة الخطر الشديد على حياة الأسرى المضربين عن الطعام، ونقطة تحوّل أخرى في سياق استهداف الإضراب على يد حكومة الاحتلال الفاشية والتي أعلنت أمس على لسان الناطقين باسمها، وفي مقدمتهم وزير الأمن الداخلي "جلعاد أردان" بأنَّ هناك عمل على استقدام أطباء من إحدى الدول للقيام بجريمة تغذية الأسرى قسريَّاً، على أن تتمّ هذه الجريمة النكراء في عيادة سجن الرملة والذي اعتبرناه دوماً مكاناً للعزل والتعذيب، إضافة إلى زيارة الأخير بالأمس وحدة القمع والقتل الخاصة بإدارة السجون ( الماتسادا) والذي أبلغها بالاستعداد الدائم لتطورات ومواجهات محتملة داخل السجون.

هذا التوجه الذي يحمل في طياته إعداداً لجريمة ضدنا كأسرى واستهدافاً وسعياً للقتل الواضح والصريح؛ فمعالم المرحلة القادمة باتت لنا جلية، إنَّها مرحلة القمع والتنكيل ومحاولة كسر الإضراب عبر المس بحياة الأسرى، حيث إنَّ الاستعدادات الجارية تشير إلى أنَّ هناك قرار بالإعدام اتُخذ بحق الأسرى على يد دولة الاحتلال القمعية، وهذا ما يجعل المواجهة في كل لحظة استثنائية والتعامل معها يتطلب رؤية ومهام وبرامج وفعاليات ترتقي إلى مستوى استثنائيتها، وهو ما يجعلنا نؤكد على أنَّ حكومة الاحتلال القتلة وأجهزتها الأمنية لم تفهم جيداً رسالتنا المتمثلة بقرار مشاركة (50) أسيراً قياديًّا بالإضراب، وإن لم تصل هذه الرسالة بعد لعصابات الاحتلال فستدركها جيداً خلال الأيام القادمة.

إنَّنا وفي هذا السياق نؤكد على أنَّ كل محاولة لتنفيذ جريمة التغذية القسرية لأي أسير مضرب ستعني بالنسبة لنا مشروعاً لإعدام الأسرى، وسنتعامل معها على هذا الأساس وسنحوّل السجون إلى مواقع اشتباك بأجسادنا العارية، مسلحين بإيماننا وإرادتنا وتصميمنا وثقتنا بشعبنا وأمتنا العربية والإسلامية وبأحرار العالم للوقوف إلى جانبنا، فهذه معركة الحرية في وجه الظلم والاضطهاد والقهر، معركة الحفاظ والقتال من أجل القيم والمفاهيم الإنسانية في مواجهة الهمجية والعنصرية التي مثلّها الاحتلال وأدواته.

إننا ونحن ندرك ونعي خطورة الوضع الراهن، وما تعده حكومة "تل أبيب" فإننا ندعو إلى:

​1)    بعد مرور 21 يوماً على الإضراب، ودخول الأسرى في مرحلة خطيرة مصيرية ندعو اعتباراً من اليوم لأسبوع غضب عارم تشارك به  قطاعات شعبنا كافَّة في الوطن والشتات، أسبوع يوجِّه فيه شعبنا حممه وبراكينه وغضبه إلى مواقع التماس والاشتباك المتواصل مع الاحتلال، ومحاصرة سفاراته في العالم أجمع، واستمرار المسيرات والاعتصامات والوقفات الإسنادية، والزحف إلى خيم الاعتصام مع الأسرى في المدن والقرى الفلسطينية.

3)    ندعو إلى إطلاق أوسع حملة دوليَّة على يد نقابة الأطباء الفلسطينيين والعرب، تحذر من مخاطر موافقة أطباء على المشاركة بجريمة تغذية الأسرى قسرياً.

4)     البدء بالعمل على ملاحقة مجرمي إدارة سجون الاحتلال ومخابراته ووزير أمنه الداخلي "جلعاد أردان" قضائياً، وتجري ملاحقتهم بكل مكان في العالم، والإعلان عن قائمة بأسماء وضباط ووزراء العدو لملاحقتهم باعتبارهم مجرمي حرب.

5)    ندعو إلى تشكيل إطار قيادي وطني فلسطيني بعضوية ومشاركة  فصائل العمل الوطني والإسلامي كافَّة، وشخصيات وطنية لقيادة ومتابعة الفعل النضالي لأجل قضية الأسرى على المستوى الفلسطيني والعربي والدولي، ونؤكد على ضرورة مشاركة لجنة المتابعة في الداخل الفلسطيني المحتل بهذا الإطار القيادي ليكن شاملاً ومعبّراً عن  أبناء شعبنا الفلسطيني كافَّة في جميع أماكن تواجده، ورافعة للارتقاء بالفعل النضالي من أجل قضية الأسرى؛ فالمواجهة القائمة تستحق أن تُمثّل وتُدعّم في إطار وطني وحدوي.

6)    نتوجه إلى الشباب والشابات الفلسطينيات والطلبة والموظفين والعمال وقوى المبادرة الثورية وعنوان المستقبل، ونحثهم على المشاركة الإبداعية في الفعل النضالي والقيام بالدور المطلوب منهم، فأنتم من لم يخيب أمل الأسرى يوماً، وماضون بالمواجهة وتصدرها وهذا رهاننا عليكم دوماً.

ختاماً، إنَّ الأيام القادمة ستحمل الجديد من قبلنا، كما نواجه سياسة الاحتلال و سياسة الإعدام التي أقرتها حكومة الاحتلال ضدنا كأسرى مسلحين بإرادتنا وبالفعل النضالي الشعبي اليومي.