النجاح الإخباري - أكَّد الوزير عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين أنَّ (1800) أسير يخوضون الإضراب لليوم العاشر على التوالي وسط استمرار منع المحامين من الزيارة، مؤكِّدًا بدء زيارات الصليب الأحمر للأسرى المضربين عن الطعام، اليوم الأربعاء، للوقوف على أحوالهم، وأوضاعهم الصحية.

وأشار قراقع إلى أنَّه تمَّ إبلاغهم من قبل الصليب الأحمر بزيادة طواقمه، نظرًا لتدهور أوضاع الكثير من الأسرى المضربين، حيث نقل العديد منهم إلى العيادات، والمستشفيات، عدا عن الضغوطات التي تمارس بحقهم، منها: مصادرة الملح، واجراء تفتيشات استفزازية لغرفهم، ونقلهم على مدار الساعة، عدا عن الحرامات المتسخة التي يتغطون بها.

ووصف الوزير عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين أنَّ حكومة الاحتلال تمارس سياسة الموت البطيء بحق (1800) أسير مضرب عن الطعام في السجون من خلال إجراءاتها التعسفية والقمعية بحقهم، ما أدى إلى تدهور الحالة الصحية لعدد كبير منهم وتعرضهم لخطر الموت في أيَّة لحظة مما يتطلب تحركًا عاجلًا لإنقاذ الأسرى، لما يتعرضون له من استهداف رسمي إسرائيلي متعمد، موضحًا أنَّ الإضراب دخل مرحلة الخطر الشديد.

وكان محاميا هيئة الأسرى "يوسف نصاصرة" و"لؤي عكة" قد نقلا شهادات الأسيرين نائل "علي النجار"  من سكان غزّة المحكوم (20) عامًا، يقبع في سجن نفحة وهو مضرب عن الطعام خلال لقائه في محكمة "الشليش" في بئر السبع، وشهادة الأسير "أكرم حامد" ممثل سجن عوفر.

وأفاد النجار في شهادته أنَّه موجود في عزل نفحة مع كل من الأسرى: (عماد الفحل من رام الله، والأسير أمجد طقاطقة من بيت لحم، وشادي الحاوي من غزة، ومحمود أبو خوصة من غزة، ورجب بركة من غزة، ومحمد بكر من غزة، وأمجد أبو سمرة من الخليل، وطالب مخامرة من الخليل، ومحمد الصوفي، وزياد الصوفي، والأسير ساهر أمان).

الأسير النجار أشار إلى أنَّه فقد من وزنه (5كغم) منذ بداية الإضراب، وأنَّه والأسرى مستمرون بالإلاضراب حتى صدور قرار من الأسير "مروان البرغوثي"، ووصف عزل الأسرى بالصعب مشيرًا إلى أنَّه لا يستطيع النوم هو وباقي الأسرى المعزولين، بالإضافة للتفتيشات الدائمة، وسياسة التنقلات من غرفة إلى أُخرى، والتصرفات الإستفزازية من قبل إدارة السجن، بالإضافة لدخول وحدة (درور) التابعة لمصلحة السجون برفقة الكلاب وإجراء تفتيشات، ووصف التصرفات التي يقوم بها السجانون بالغير إنسانية مطلقًا، وقال: " إنَّه كان موجودًا في رامون قبل نقلهم إلى العزل في نفحة"، مشيرًا إلى أنَّه عندما تمَّ نقلهم هو والأسرى الآخرين إلى عزل نفحة كانوا قد مكثوا بالمعبر (15) ساعة وبعدها نقلوا لقسم العزل ومكثوا أيضًا في غرفة الانتظار أربع ساعات.

كما أشار الأسير النجار إلى أنَّه عند دخولهم إلى نفحة، فرضت عليهم عقوبات جماعية تمثلت بالحرمان من الزيارات والحرمان من الكنتينا وغرامة مالية بقيمة (100) شيكل، كما أشار الأسير النجار إلى أنَّ الإدارة قامت باحضار حرامات وسخة فيها حشرات، وأنهم يعانون أشد المعاناة، حيث إنَّهم لا يستطيعون النوم بسبب كثرة التنقلات والتفتيشات، وأنَّه يوجد حوالي (450) أسيرًا مضربًا عن الطعام في نفحة وهم موجودون في أقسام (2-1-4-3-10-14)، وأن التنقلات مستمرة بواقع كل ساعة تقريبًا، وقامت الإدارة بسحب الملح من جميع الأقسام، وكذلك قامت الإدارة بإتلاف الممتلكات الشخصية للأسرى ، وتكسير الأدوات الشخصية لهم.

ومن جهته قال الأسير أكرم حامد ممثل سجن عوفر: "إنَّ (120) أسيرًا يخوضون إضرابًا عن الطعام في السجن كما أنَّ  المئات من الأسرى ينوون الالتحاق في الإضراب".

وأضاف أنَّ عددًا من الأسرى نقلوا إلى عيادة السجن بسبب تدهور حالتهم الصحية، وأنَّه ابتداء ًمن اليوم سيبدأ الأسرى بخطوات إسنادية للمضربين تتمثل بإرجاع وجبات الطعام بشكل متدرج، وأنَّ أوزان المضربين هبطت ما بين (9-10) كغم.

وقال عيسى قراقع: "أنَّ حكومة نتنياهو المتطرفة تسعى إلى نقل معركة الأسرى بهدف تحسين شروط حياتهم الإنسانية والإجتماعية إلى معركة نزع الشرعية النضالية عن الأسرى ونضال الشعب الفلسطيني وذلك من خلال مطالبات حكومة إسرائيل بوقف الإعانات الاجتماعية لعائلات الأسرى وممارسة الضغط السياسي والابتزاز المالي.

 

وأشار قراقع إلى أنَّ الأهداف الإسرائيلية خطيرة جدًا ولها تداعيات كبيرة على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وعلى شرعية نضاله ضد الاحتلال، متجاهلة حكومة الاحتلال أنَّ الأسرى هم أسرى دولة الشعب الفلسطيني المعترف بها وأنَّهم محميين بموجب اتفاقيات جنيف وقرارات الأمم المتحدة ويتمتعون بصفتهم أسرى الحرية والمناضلين الشرعيين.

 

وحذَّر قراقع من التعاطي مع المخطط الإسرائيلي الهادف إلى تجريم نضال الشعب الفلسطيني ووضعه في إطار الإرهاب، وداعيًا إلى حملة قانونية ودبلوماسية للتصدي لهذا المخطط، والعمل قانونيًا على تثبيت مكانة الأسرى حسب  القوانين الدولية كافّة.

وقال قراقع: "إَّن حكومة إسرائيل كسلطة محتلة لا زالت تحتل الشعب الفلسطيني منذ (70) عامًا وهي الدولة الإرهابية في المنطقة، تنتج الإرهاب والعنف من خلال استمرار

استعمارها واحتلالها للفلسطينين، وإنكارها للشرعية الدوليَّة ولحقوق الشعب الفلسطيني العادلة".

وأشار قراقع إلى  أنَّ حكومة إسرائيل تريد فرض المساومة على مطالب الأسرى العادلة والتي هي مطالب إنسانية محقة مقابل وقف إعانتهم وإعانات عائلاتهم التي تعتبر واجبًا وطنيًا ونضاليًّا وجزءًا من كفاح وصمود الشعب الفلسطيني.