النجاح الإخباري - توجه مقربون من رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية وزعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، إلى رئيس حزب "تيكفا حداشا"، غدعون ساعر، عبر عدة قنوات مختلفة، في محاولة لفحص إمكانية مشاركة ساعر في حكومة يقودها نتنياهو.
 
جاء ذلك بحسب ما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عبر موقعها الإلكتروني "واينت"؛ وأشارت الصحيفة إلى أن الليكود اصطدم بتعنت ساعر ورفضه لفتح أي قنوات اتصال مباشرة مع الليكود؛ وذكرت أن ساعر أكد لكل من توحه إليه أنه لا يعتزم المشاركة في حكومة يقودها نتنياهو.

وكان ساعر قد شدد في خطاب ألقاه أمس، عقب صدور نتائج العينات الانتخابية التي أكدتها نتائج الفرز والتي أعطته 6 مقاعد برلمانية بعد أن كانت الاستطلاعات قد منحته 22 مقعدا؛ على أنه لن يشارك في حكومة لنتنياهو حتى على حساب جلوسه في مقاعد المعارضة.

من جهة أخرى، أشارت التقارير إلى أن الليكود توجه لـ"يمينا" وأن نتنياهو هاتف رئيس الحزب، نفتالي بينيت، بعيد صدور نتائج العينات التلفزيونية الإسرائيلية، كرر بينيت ما صدر عنه أمس، أنه "سينتظر النتائج النهائية وسيتصرف بمسؤولية لقيادة إسرائيل إلى الاستقرار والنجاعة في عمل الحكومة".

وحتى في حال موافقة بينيت على الانضمام إلى الحكومة فإن نتنياهو سيكون قد حصل على 59 مقعدا، فيما يحتاج إلى 61 مقعدا بالكنيست المشكل من 120 مقعدا من أجل تشكيل حكومة.

في المقابل، أشار موقع "واللا" الإسرائيلي إلى أن مسؤولين في الليكود توجهوا إلى رئيس القائمة "العربية الموحدة"، منصور عبّاس، في محاولة لمعرفة ما إذا كان عباس سيدعم سن قانون يمنع متهما بمخالفات جنائية من تشكيل حكومة، وبالتالي منح الأغلبية لكتلة معارضي نتنياهو.

وأشار المصدر إلى أن هذه المحادثة تأتي على خلفية تخوف الليكود من أغلبية في الكنيست لهذه الخطوة التي تتطلب 61 صوتًا في الكنيست. وبحسب مصادر سياسية، فإن عباس "أوضح أنه يعتقد أن الوضع القانوني لا يجب أن يتغير على نحو اتخاذ مواقف موجهة ضد شخصية معينة" في إشارة إلى نتنياهو.

وذكرت المصادر أن عبّاس لم يتخذ موقفا نهائيا في هذا الصدد بعد. في حين نفى الليكود هذه التقارير. غير أن عباس قال في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية إن "كل اقتراح يتم طرحه على الطاولة يجب أن يتم فحصه، ودراسة مصلحتنا. يجب ألا نعطي إجابة لكل سؤال افتراضي، سنبحث هذه القضايا ونقرر".

إلى ذلك نقلت القناة العامة الإسرائيلية ("كان 11") عن مقربين من نتنياهو أن "لا يستبعد إمكانية التعاون البرلماني مع منصور عبّاس"، وذلك في ظل تخوف الليكود من عمل المعسكر المناوئ لنتنياهو على تغيير رئيس الكنيست، ياريف ليفين (الليكود).

ويأتي كل ذلك ضمن محاولة من نتنياهو إلى الإسراع بتشكيل حكومة بمشاركة بينيت واستمالة أعضاء كنيست محسوبين على معسكر اليمين من "تيكفا حداشا" وربما من "كاحول لافان"، عبر استخدامه بطاقة الاستعانة بالقائمة الموحدة برئاسة عبّاس، والتعاوب مع الأخير بقضايا برلمانية تمنع عرقلة عملية تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة.

تخوف نتنياهو من استبعاد ليفين من رئاسة الكنيست

ويسعى المعسكر المناوئ لنتنياهو بقيادة رئيس "يش عتيد"، يائير لبيد، ورئيس "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، إلى استبدال رئيس الكنيست وتنصيب أحد أعضاء الكنيست من المعسكر المناوئ في المنصب، في محاولة لسن قانون يمنع متهما بقضايا جنائية من تشكيل حكومة.

وشرع لبيد وليبرمان بالتواصل مع قادة أحزاب المعسكر المناهض لحكم نتنياهو في محاولة لإقناعهم بضرورة هذه الخطوة لمنع الذهاب لانتخابات خامسة. وأشارت "كان 11"، نقلا عن مسؤول في المعسكر، إلى أن لبيد وليبرمان يعقدان الأمل على دعم بينيت لمثل هذه الإجراء؛ وقال المصدر: "نأمل أن تؤدي السيطرة على الكنيست إلى انشقاق أعضاء من الليكود".

ويحتاج المعسكر المناوئ لنتنياهو إلى 61 صوتا للمضي قدما بهذا الإجراء، وذلك يتطلب دعم كل من ساعر والقائمة المشتركة والموحدة برئاسة منصور عباس، علما بأن أحزاب المعارضة حاولت القيام بذلك قبل تشكيل حكومة الوحدة بموجب اتفاق بين الليكود و"كاحول لافان" إلا أن أحزاب المعارضة فشلت في تجنيد الأغلبية اللازمة.