نابلس - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - أكد د. نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن حركتي فتح وحماس على تواصل مستمر الآن من أجل ترتيب ملف الانتخابات الفلسطينية.

وقال شعث في حوارٍ خاص لـ"النجاح الاخباري": إن "الحركتين اتفقتا على أن تكون الانتخابات بشكل متتالي، وهذا الأمر يتم الترتيب له حالياً"، مشيراً إلى أن الرئيس عباس أرسل رسالة لرئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر بهذا الخصوص.

وأضاف: أن "الرئيس عباس طلب من ناصر تحضير جميع الأوراق اللازمة التي تخص اصدار المرسوم الرئاسي بخصوص الانتخابات، والآن ينتظر من اللجنة العليا للانتخابات المطلوب منه كي يصدر المرسوم ويحدد موعد الانتخابات".

وأشار إلى أن الانتخابات ستتم حسب ما تم التوافق عليه في مدة زمنية ستة أشهر، وأن تكون بالتتالي تشريعية ومن ثم رئاسية ومجلس وطني.

واوضح شعث أن مصر وقطر والاردن وتركيا وروسيا لعبوا دوراً ايجابياً بشأن الانتخابات الفلسطينية، مبيّنا أن هذه الدول مدركة تماما ان الموقف الآن صعبا وأن الوحدة الفلسطينية مطلباً مهما.

وتابع: أن "هذه الدول التي أيدت ذلك وساهمت في دفع حماس للقبول ايضا بان تكون العملية الانتخابية متتالية".

ويرى مستشار الرئيس الفلسطيني أن تتالي الانهيار العربي هو الذي دفع فتح وحماس للتفكير بجدية بإجراء الانتخابات وتحقيق الوحدة الوطنية، منوهاً إلى أن تدخلات خارجية كانت تدفع حماس لاتخاذ موقف لعدم تحقيق المصالحة.

وأردف: "أما الان فالعرب لم يعدوا يتدخلوا ولم ينظروا الا لمصالحهم الخاصة التي يرونها، وهي الاستجابة لمطالب ترامب وبناء علاقات جديدة مع "إسرائيل".

ومضى قائلا: "بالتالي الموقف العربي بات هزيلا لدرجة لم يعد بالامكان ان يلعب دور في التدخل بشؤون أي طرف فلسطيني"، مشدداً على ضرورة عمل فلسطيني يعيد الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال عمل ديمقراطي وهذا متفق عليه الان، وفق شعث.

وعن عملية الانتخابات في العاصمة "القدس"، قال شعث انه "تمت عمليتين انتخابيتين سابقتين في فلسطين وكانت القدس حاضرة".

وأضاف "وهذه ستكون المرة الثالثة وستتم كما العمليتين السابقتين من خلال مكاتب البريد، ولا نرى ان هناك معيق بأن يتم اجراؤها في القدس".

وأشار شعث إلى أن الانتخابات سيكون فيها نوع من التحالف الوطني، موضحاً أنه أي كانت نتيجتها ستؤدي إلى تشكل حكومة وحدة وطنية.

وتابع: "بمعنى ان الانتخابات ستحدد نسبة حماس ونسبة فتح حسب ما يراه الشعب، ولكن الحركتين متفقتين على انه اياً كانت نتيجة الانتخابات ستؤدي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية".

وأكد على ضرورة العودة للشعب بانتخابات ديمقراطية تحت اشراف دولي وكل الضمانات المطلوبة، لافتاً إلى أن هذا الامر اشعار للشعب انه الحاكم الاساسي.

وأضاف: " الشب هو من سيقرر ومن خلال هذا الامر سنشكل حكومة وحدة وطنية وهذا معناه مزيد من الدور الذي تلعبه الجماهير نحو مستقبل افضل يؤدي الى دولتنا المستقلة".

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أرسل رسالة للرئيس عباس يؤكد خلالها موافقة حركته على اجراء انتخابات بشكل متتالي في فترة زمنية 6 شهور.

في حين رحّب الرئيس عباس برسالة هنية، وقرر على إثر ذلك عقد اجتماع مع رئيس لجنة الانتخابات المركزية لبحث إصدار المراسيم الخاصة بالانتخابات العامة.

وأعطى الرئيس توجيهاته لامين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب "بإبلاغ حركة حماس بترحيبه بما جاء في الرسالة، وتأكيده على التزام حركة فتح بمسار بناء الشراكة والوحدة الوطنية".

الجدير بالذكر أن حركتي فتح وحامس عقدتا في 16 و17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في القاهرة لقاءات لبحث جهود تحقيق المصالحة، وسبق ذلك اجتماع للحركتين بمدينة إسطنبول في سبتمبر/أيلول الماضي، اتفقا خلاله على "رؤية ستقدم لحوار وطني شامل بمشاركة القوى والفصائل الفلسطينية"، لكن الجهود تعثرت بعد ذلك وتبادلت الحركتان الاتهامات حول الجهة المتسببة في تعطيل جهود المصالحة.

يذكر أن آخر انتخابات فلسطينية للمجلس التشريعي أجريت مطلع عام 2006، وسبقها بعام انتخابات الرئاسة التي فاز فيها الرئيس محمود عباس.