نابلس - النجاح الإخباري - استهدف  جنود الاحتلال شاباً في مسافر يطا بالرصاص من مسافة الصفر خلال تصديه لمحاولة جنود الاحتلال الاستيلاء على مولد كهربائي تستخدمه أسرته، ما أدى إلى إصابته بجروح حرجة، في الوقت الذي أصيب فيه 19 مواطناً بجروح والعشرات بحالات اختناق متفاوتة خلال قمع المسيرات الشعبية التي خرجت في محافظات عدة رفضاً للاحتلال والاستيطان وسرقة الأرض الفلسطينية، وإحياء لذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية،

تزامن ذلك مع اقتلاع آليات الاحتلال 200 شجرة زيتون وتجريفها مساحات واسعة من أراضي قرية حارس خدمةً للتوسع الاستيطاني، جاء ذلك في الوقت الذي واصل فيه المستوطنون اعتداءاتهم بحق المواطنين وممتلكاتهم في محافظتي نابلس والخليل.

فقد أصيب شاب بجروح حرجة في منطقة التوانة شرق مسافر يطا جنوب الخليل.

وأفادت مصادر محلية بأن الشاب هارون رسمي أبو عرام (24 عاماً) أصيب برصاص الاحتلال الحي في الرقبة، خلال تصديه لمحاولة جنود الاحتلال الاستيلاء على مولد كهربائي يستخدمه هو وأسرته في سياق التضييق المستمر الذي تنتهجه سلطات الاحتلال بحق أهالي المنطقة خدمةً للتوسع الاستيطاني.

وأوضح شهود عيان أن جنود الاحتلال استولوا على المولد وخلال محاولتهم نقله إلى مركبتهم تمكن الشاب وعدد من أقربائه من استعادته من بين أيديهم رغم ما تعرضوا له من ضرب وتنكيل.

وأشاروا إلى أن أحد جنود الاحتلال أطلق الرصاص بشكل مباشر من مسافة الصفر باتجاه أبو عرام دون أن يشكل أي خطر عليه.

بدورها، أفادت وزارة الصحة بأن الشاب نقل إلى مستشفى يطا الحكومي حيث وصفت إصابته بالحرجة.

وفي وقت لاحق، أفادت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان بأن الجريح نقل من مستشفى يطا الحكومي إلى المستشفى الأهلي بمدينة الخليل نظراً لصعوبة إصابته.

وعلى صعيد المسيرات الشعبية، أصيب مواطن بجروح والعشرات بحالات اختناق متفاوتة خلال قمع قوات الاحتلال مسيرة منددة بإقامة بؤرة استيطانية جديدة في منطقة جبل "الشرفة" بقرية دير جرير، شرق رام الله.

وشارك مئات المواطنين بمسيرة احتجاجية دعت إليها حركة فتح، خرجت من وسط القرية باتجاه الأراضي التي تم الاستيلاء عليها في منطقة جبل الشرفة، تنديدا بنية الاحتلال إقامة بؤرة استيطانية جديدة على مساحات واسعة من أراضي القرية، وعقب المسيرة أقام المشاركون صلاة الجمعة في منطقة جبل الشرفة.

وقال أيمن علوي رئيس مجلس قروي دير جرير، إن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز تجاه المشاركين بالمسيرة، ما أدى لإصابة مواطن برصاصة معدنية في رأسه، تم نقله لمركز سلواد الطبي، إضافة لإصابة عدد من المواطنين بالاختناق، جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع.

وأشار إلى أن عددا من المستوطنين بحماية جيش الاحتلال، نصبوا الأسبوع الماضي خيمة في المنطقة، وشرعوا بأعمال حفر، ووضعوا صهريج مياه في المكان، لافتاً إلى أن هذه المنطقة مستهدفة من المستوطنين منذ سنوات، حيث يقومون برعي أغناهم في مزروعات الأهالي، ما يسبب خسائر كبيرة للمزارعين.

وفي بلدة كفر قدوم، شرق قلقيلية، أصيب 18 مواطنا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بحالات اختناق خلال قمع قوات الاحتلال المشاركين في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية، المطالبة بفتح شارع البلدة المغلق منذ أكثر من 17 عاماً لصالح المستوطنين.

وأفاد مراد شتيوي الناطق الإعلامي في إقليم قلقيلية بأن المسيرة انطلقت، أمس، إحياء لذكرى انطلاق الثورة الفلسطينية، بمشاركة محمود العالول نائب رئيس حركة فتح، وواصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ووليد عساف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ورافع رواجبة محافظ قلقيلية، ومحمود ولويل أمين سر حركة فتح في إقليم قلقيلية، وأعضاء الإقليم وأمناء سر المناطق التنظيمية، ورمزي رباح عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، ومحمد عدوان عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي، وكمال عرار عضو مركزية "فدا"، وممثلين عن فصائل العمل الوطني ولجان المقاومة الشعبية والمئات من أبناء البلدة وقرى المحافظة.

بدورهم، شدد المتحدثون في بداية المسيرة على محورية الدور الذي تلعبه حركة فتح في احتضان المشروع الوطني والحفاظ عليه، مشيدين بصمودها على ثوابت الشعب الفلسطيني رغم كل المؤامرات التي رافقتها منذ اللحظة الأولى لانطلاقتها.

وأكد المتحدثون أهمية تصعيد المقاومة الشعبية والتصدي لقطعان المستوطنين ولجم اعتداءاتهم عبر تفعيل دور لجان الحراسة وتعزيز صمود المواطنين في أرضهم بكل الوسائل.

وأشار شتيوي إلى أن جنود الاحتلال اقتحموا البلدة واعتلوا أسطح منازل المواطنين وأطلقوا طائرات مسيرة عن بعد ألقت ولأول مرة بالونات ممتلئة بمواد كيماوية ذات رائحة كريهة باتجاه الشبان، كما استهدفوا بعض المنازل بهذه البالونات.

ولفت إلى أن العشرات من جنود الاحتلال هاجموا المشاركين في المسيرة بوابل كثيف من قنابل الغاز والصوت والأعيرة المعدنية ما أدى لوقوع 18 إصابة بين صفوف الشبان بينهم طفل يبلغ من العمر 10 سنوات إضافة إلى العشرات بالاختناق الشديد.

وفي قرية بيت دجن، شرق نابلس، أصيب عشرات المواطنين بالاختناق خلال قمع قوات الاحتلال مسيرة القرية التي انطلقت احتجاجا على إقامة بؤرة استيطانية.

وشارك المئات من المواطنين بالمسيرة التي دعت إليها اللجنة الشعبية للدفاع عن الأراضي في بيت دجن، ولجنة التنسيق الفصائلي في نابلس، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، بعد أداء صلاة الجمعة وسط القرية.

ودعا توفيق حج محمد ممثل حركة فتح في بيت دجن عقب وصول المسيرة الى المنطقة المستهدفة، إلى رص الصفوف في هذه المرحلة الحرجة، والتمسك والحفاظ على الوحدة الوطنية.

وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين بالمسيرة، ما أدى لإصابة العشرات بالاختناق.

من جهة أخرى، اقتلعت جرافات الاحتلال أكثر من 200 شجرة زيتون في قرية حارس، غرب سلفيت، خدمة للتوسع الاستيطاني.

وقال رئيس مجلس قروي حارس الشيخ عمر سمارة: إن جرافات الاحتلال اقتلعت أكثر من ٢٠٠ شجرة زيتون تتراوح أعمارها بين 10 أعوام و15 عاماً، وجرفت مساحات واسعة من الأرض تقدر بـ 14 دونماً.

وأشار إلى أن جنود الاحتلال حطموا وكسروا الأشجار التي لم تستطع الجرافات اقتلاعها.
وأضاف: إن الاعتداء على الأرض التي تقع بين مستوطنتي "نتافيم، ورفافا" المقامتين على أراضي قرى حارس ودير استيا وقراوة بني حسان غرب سلفيت، يأتي خدمة للتوسع الاستيطاني بالمنطقة.

وأوضح: قبل ثلاثة شهور تسلمنا إخطاراً بإزالة الأشجار، بحجة أنها أراضي دولة، فتوجهنا إلى الجهات القانونية المختصة ورفعنا دعوى ضد القرار، ولم يكن هناك قرار من المحكمة بإزالة الأشجار، لنتفاجأ بهذه الجريمة.

وقال مسؤول ملف الاستيطان بشمال الضفة غسان دغلس، إن عشرات المستوطنين هاجموا منطقة خان اللبن الواقع على طريق رام الله نابلس، في محاولة للاستيلاء عليه.

وأضاف: إن الأهالي تصدوا لاعتداء وهجوم المستوطنين واندلعت مواجهات في المنطقة.

ويعتبر الخان أحد المعالم التاريخية الذي بني في زمن العهد العثماني في فلسطين، وتعرض لأكثر من محاولة اعتداء واستيلاء من المستوطنين، تبلغ مساحته بالإضافة إلى الأراضي المحيطة به من سهل اللبن نحو 300 دونم.

كما اعتدى مستوطنون على رعاة أغنام في منطقة الثعلة شرق يطا، جنوب الخليل.

وقال راتب الجبور منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان شرق يطا وجنوب الخليل: إن مجموعة من المستوطنين، اعتدت على رعاة الأغنام في منطقة ثعلة بمسافر يطا ومنعتهم من دخول المراعي، وهاجمت أغنامهم بالحجارة والهراوات.

وأشار إلى أن منطقة المسافر تتعرض بشكل يومي لهجمات واعتداءات منظمة من قوات الاحتلال والمستوطنين، متمثلة بالاقتحامات، وهدم المنازل، وإخطارات بوقف البناء وتجريف الأرض والاستيلاء عليها لصالح الاستيطان.