احمد الشنباري - النجاح الإخباري - لم ينقطعن يوماً بالحديث عن الايام المستقرضة او ما بات يعرف بالمستقرضات ، فموسمياً وقبل انتهاء الشتاء تسمع بأحد اصدقائك يخبرك بأن بعضاً من المطر سيأتي فالشتاء لم ينتهي بعد ، ويؤكد تلك هي ايام مستقرضة هكذا اخبرت به جدته ، ويضيف آخر بعد موجة الحر هذ سيأتي منخفض بارد في بداية لشهر الرابع من العام الم تسمع بالمستقرضات؟

فكثيرأ ما باتت تتردد هذه الكلمة بشكل موسمي بين العامة من الصغار والكبار وفي زمن الارصاد الجوية التي تحدد درجة الحرارة في منطقتك الا ان المستقرضات ما زالت قصتها تقال وتتوارث.

الحاج ابو خالد يقول لمراسلنا " منذ صغري وانا اسمع بالمستقرضات ودائماً ماكانت والدتي تخبرنا بهذه الايام خاصة عندما يبدأ الجو بالاعتدال في درجات الحرارة وتقول لنا اذا ما لعبنا بان المستقرضات ستأتي لم نكن نعرف ماهي حتى كبرنا ".

اما الحاجة عائشة "  كنا نجلس تحت شجرة الزيتون في قاع البيت عندما يكون الجو اقرب الى الربيع تأتي والدتي وتقول لنا قصة الايام المستقرضة " ياابن عمي يا آذار اقرضني ربعة انفار منك وثلاثة مني ونخلي وادي العجوز يغني "

المؤرخ محمود الزعانين يقول لمراسلنا حول المستقرضات " اصبحت الايام المستقرضة جزءاً من تاريخنا وتراثنا القديم الذي نفتخر به فالبرغم من التطور في عالم الارصاد الا ان الحديث في المستقرضات وقصتها لها نكهة فلسطينية تراثية "

ويروي المؤرخ للنجاح الاخباري قصة المستقرضات ويقول " بأن عجوزا وزوجها كانا يسكنان في احد الاودية طلباً للدفء وكان الزوج عائداً من التحطيب رأى فأراً ينقل صغاره من قاع الوادي الى اعلى الجبل وكان ذلك آواخر شباط ،اخبر الشيخ عجوزه بذلك فاستغرب الامر ولم يصدق بل اتهمته زوجته بالتخريف قائلة " مر شباط اللباط مر ما فك عنزة من رباط " يعني لم ينزل ماء تسبب حل العنز ونقلها الى مأمن من الشتاء .

ويضيف المؤرخ في هذه اللحظة غضب شباط عندما سمع ذلك وكان غير باقي فيه الا بعضة ايام ثلاثة ايام اقترض اربعة ايام من آذار مارس وانزل في سبعة ايام " المستقرضات " شتاء كثيراً فقتلت العنز وشردت العجوز وزوجها .

ويضيف الزعانين بان المثل الذي ظهر يقول " يا ابن عمي يا آذار اقرضني اربعة انفار وثلاثة مني ونخلي وادي العجوز يغني .

اما الباحث في التراث الفلسطيني حمزة العقرباوي يقول " اي نقضي شتاء فلسطين،عادةً، قبل أن تترك "المستقرضات"  بصمتها الخاصة، المتمثلة بشدة البرد وغزارة المطر. لكن هذه الأيام لها أصلها لدى العرب بشكل عامٍ،وليس في تراث فلسطين فقط،إذ تُعرف لديهم بأنها "أيام العجوز" أو "مستقرضت الروم" أو "الأيام الغُبر"

وحول تسميتها يقول الغرباوي سُميت بـ"أيام العجوز" لأنها في جميع قصصها الخرافية تدورحول حكاية عجوزٍ كبيرة في السن،استهانت بمطرشهر شباط وبرده، "ومن بردشباط بتتلف عالعجايزفي البساط".

وقيل لأنها تأتي في عجزالشتاء،وفي اللغة: آخركل شيء هوعجزه.

أما تسميتها بالمستقرضات فقد جاءت لأن شهرشباط استقرض عدة أيام ٍ من شهرآذار، "مِثل شباط بعيرو بستعير و بيضل ناقص".

وقولهم، استقرضت الروم"، فالروم هنا مقصودٌ بها التقويم الغربي.