نابلس - إيمان آل إسحاق - النجاح الإخباري - العالم من حولنا من أقصاه لأدناه يعيش مرحلة رمادية عاصفة غير مسبوقة ولم تحدث مسبقًا، حيث يتم بشكل مدروس قلب المعايير القيمية والأخلاقية والقانونية رأسًا على عقب، ويتطاول الجاهلون من يسمون بأصحاب السيادة والقانون والقرار بكل المعايير الدولية والعهود والمواثيق بسلطة الغاب، ويضربون عرض الحائط بالمنظومة العالمية ومواثيقها، وضوابطها، وأصبح الطريق بالعالم يقودنا نحو مستنقع من الوهم والجريمة والخداع، وبناء عالم غريب ومفاهيم خاصة تصب بمصلحة العولمة وطمس الدين والثقافة واستعمار العقول العربية أكثر وأكثر وطمس كل عربي. الأوطان ضعفت وهزلت العقول وتهاوت العروبة وأصبح العدو بداخل الأمة أفتك ممن خارجها وجروحنا ومآسينا من صنع أياد عربية هودت وتصهينت.

يعلو صوت الحق دائمًا بوجوه الأغبياء، ومناصري والنشطاء والمتآمرين ونصرخ عاليًا بأن القضية الفلسطينية ليست للبيع وليست صراع طوائف وأديان كما يحاول الترويج لها من قبل المطبلين والسياسة الأمريكية التي تحاول ترويج الفكرة لتتقبلها المجتمعات بالتطبيع وإنما استعمار ظالم جاحد اغتصب واستوطن وبنى بغير حق سلبت معه الأمة العربية وحدتها وعزتها وكرامتها وثرواتها وشبابها. ديننا وهويتنا وعروبتنا لن تتحقق إلا بتحرير فلسطين وفكرة دمج الأديان الثلاثة ووضعها بالخلاط (المولينكس) لنقبل فكرة التعايش وإنشاء دين جديد لن تكون ولن تحصل فهذا هو بعينه الخضوع الصهيوني الذي يرفضه كل عربي غيور وصاحب فكر مهما كان مسيحيًّا أم مسلمًا.

نعود ونذكر هو احتلال لأرض عربية إسلامية مسيحية الدفاع عنها واجب ومطلب وحق على كل عربي وكل أحرار العالم، فهمت القضية من الجميع ولم تعد تخفى حتى على الغرب نفسه أصبح يعلم كل الحقائق والدسائس الصهيونية ويدافع عن القضية الفلسطينية.

حرمات الفلسطينيين التي تهتك والشهداء الذين اغتيلوا دون حق والأطفال الجرحى والأيتام والأرامل وحروب العروبة السابقة هل نتناسى كل ذلك، وحصار أهل غزة الجائر هل نمحي هذا من الذاكرة؟ وهل التطبيع سيعطي الحقوق للفلسطينيين؟ وهل سيعيشون بسلام مع الإسرائيليين على أرضهم المنهوبة؟ يحتار القلم ماذا يكتب وماذا يدوّن يتوه بين ما يسمع وبين العقل والمنطق، تتهاوى الحروف والكلمات، والمنطوق يختفي ولا نكاد نعلم ما يجري حولنا هل هو حقيقة أم وهم أو كابوس جاثم على صدورنا.

سأكرر وأعيد «القضية الفلسطينية ليست حرب أديان بل صهيونية ماسونية دموية».

ولمن يحارب للتطبيع ويحاول نشر فكره وسمه بالعالم العربي ومن المبطلين نقول لهم كفوا أذاكم فالوطن العربي الجريح لن يتحمل أكثر من ذلك خضوعًا وذلًا؟

كفوا عن تعميم الفوضى غير البناءة، وتدشين عصر الإرهاب والحروب والعنصرية والجريمة المنظمة، وتحطيم المنظومة العربية برمتها. لأن التطبيع ليس إلا هدمًا للمنظومة القانونية والدينية وطمسًا لحقوق الإنسان مما يعني حقيقة واقعية مباشرة وهي انتفاء القيم والأخلاق والحقوق والحرية، واحتلال مباشر للفكر والمنظومة العربية، وترك العالم العربي كطعم للوحوش الصهيونية والماسونية الآدمية لتسحق ما تبقى من عروبتنا وتطمسنا وتسحقنا بلا رحمة باسم التطبيع والحرية، وتسلب كل خيراتنا وتبقي لنا الفتات وتنشر السموم وتضيع شبابنا، وتمحو عروبتنا من أجيالنا فهل سنقبل بالتطبيع؟ لا وألف لا مادام بقي ومازال منا من المثقفين وأصحاب الضمائر من يرفض ويستنكر ويدافع ويحارب من أجل الحق.

همسة أخيرة: فلسطين وطن عربي محتل ونحن العرب لن تتقاعس جهودنا عن

مواجهة التحديات الجديدة، التي تفرضها علينا بعض السياسات العوجاء، والمسكونة بالنرجسية والغطرسة، نحن العرب سننهض ونصنع التاريخ لأننا ببساطة أصحاب أرض وحق مغتصب.

نقلا عن جريدة الراية..