غزة - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - توقع محللون سياسيون ومختصون بالشأن الإسرائيلي، دخول قطاع غزة بمواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي في حال تنفيذ خطة الضم على أجزاء من أراضي الضفة الغربية والأغوار وشمال البحر الميت، منوهين إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يضع مواجهة غزة كأحد السيناريوهات المتوقعة حال تنفيذ خطة الضم.

توقعات المحللين والمختصين بالشأن الإسرائيلي، جاءت بعد جملة التهديدات التي خرجت من الفصائل الفلسطينية بالقطاع، والتي أكدت على ضرورة مواجهة خطة الضم الإسرائيلية، مشددين على أن هذا المخطط سيواجه بمقاومة حقيقة على امتداد تواجد شعبنا الفلسطيني.

وعقد لقاء وطني أمس الأحد بمشاركة جميع فصائل العمل الوطني والإسلامي بغزة، وحمل اللقاء عنوان "موحدون في مواجهة قرار الضم وصفقة القرن"، حيث حمل اللقاء رسالة لكل الأطراف بأنهم لن يستطيعوا تمرير مخطط الضم الاستعماري من أي ثغرة خلاف وطني.

سيناريو إسرائيلي

من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي، هاني حبيب أن الاحتلال الإسرائيلي يضع المواجهة مع غزة كأحد سيناريوهاته في حال تمت عملية الضم.

وقال حبيب في حديثِ خاص لـ "النجاح الاخباري": أنه "لا يستطيع أحد من غزة حتى وإن لم يرغب أن يضع نفسه جانبا بينما مسألة الضم تمر مرورا عاديا، لأن أي جهة أو قوة تبرر أو تفسر تراجعها بهذا الشأن ستعزل نفسها عن وحدة الموقف الفلسطيني التي توحد فيمثل المواجهة مع الاحتلال".

وأضاف أن "هناك جملة من التحذيرات أطلقها جيش الاحتلال بما يتعلق بهذا الامر، واهمها التحذيرات التي أطلقها رئيس هيئة الأركان الاسرائيلية أفيف كوخافي على قطاع غزة، بان الاحتلال الإسرائيلي يأخذ باحتمالات كبيرة وواسعة بأن مسألة الضم ستضع قطاع غزة في عملية مواجهة لا بد منها".

أما فيما يتعلق بإطلاق الصواريخ من غزة تجاه المستوطنات الإسرائيلية مؤخراً، وهل لها علاقة بالرد على مخطط الضم مع قرب تنفيذه، فيرى المحلل السياسي، أن الصواريخ التي أطلقت يوم الخميس الماضي، أمرا بات مستمرا بعيدا عن عملية التصعيد بقدر ما هو شكل من الأشكال التي اعتاد عليها طبيعة العلاقة ما بين الاحتلال وغزة".

وتابع: :" لو عدنا لأشهر وربما لسنوات ماضية لرأينا أن مثل إطلاق صاروخ أو صاروخين ثم الرد عليها من قبل الاحتلال دون وقوع ضحايا أمر معتاد ومتكرر بصرف النظر عن الضم".

وارتبط مؤخراً إطلاق الصواريخ من قطاع غزة تجاه المستوطنات الإسرائيلية وتوتر الأوضاع الأمنية على الحدود الشرقية لغزة بأموال المنحة القطرية، فعند تأخر ادخال الأموال القطرية تشهد الحدود الشرقية توتراً أمنيا كبيراً ويتم اطلاق صاروخ أو اثنين تجاه المستوطنات.

حيث أُطلق صاروخين مساء الخميس الماضي من قطاع غزة تجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية، دون وقوع أضرار أو إصابات.

في حين رد الاحتلال الإسرائيلي على هذين الصاروخين بقصف عدة مواقع عسكرية للمقاومة في غزة دون أي إصابات أيضا.

رسالة للاحتلال

وفي هذا السياق، اعتبر المحلل السياسي، عبد المجيد سويلم أن إطلاق الصاروخين من غزة مؤخراً قد يكون رسالة من فصيل آخر غير حماس، وقد يحمل رسائل للاحتلال الإسرائيلي في ظل قرب تنفيذ خطة الضم.

وبحسب تحليل سويلم لـ "النجاح الاخباري" فإن هناك فصائل في غزة لن ترضى بالوضع القائم في حال اتخذ قرار الضم.

وأضاف أن "حماس قد تقف جانباً في أي مواجهة مع الاحتلال فيما يتعلق بقرار الضم "لتبقى صورتها حسنة خصوصاً وأنها تجري مفاوضات بشأن صفقة تبادل أسرى".

وكان الناطق باسم كتائب القسام قال، الخميس المضي، إن "المقاومة تعتبر قرار ضم الضفة والأغوار إعلان حربٍ على شعبنا الفلسطيني، وإنها ستجعل "إسرائيل" تندم عليه".

وأضاف أبو عبيدة، في كلمة بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط على حدود قطاع غزة، أن أي "صفقة لن تمر دون أن يتصدرها القادة الكبار والأسرى الذين تحنت أياديهم بدماء المحتلين، وأن هذا الثمن سيدفعه الاحتلال برضاه أو رغما عن أنفه".

رد استراتيجي

وفي سياق متصل، يرى المحلل المختص بالشأن "الإسرائيلي"، عصمت منصور أن الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة تجاه مستوطنات الاحتلال المحاذية ليست لها علاقة بعملية الضم الإسرائيلي.

وقال منصور في حديث خاص لـ "النجاح الاخباري": لا أرى أن هناك علاقة بين الضم والصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة"، مشيرا إلى أن الصواريخ لها علاقة بالوضع في غزة والتهدئة والعلاقة المعقدة التي نشأت بغزة والاحتلال.

وأضاف أن "غزة سترد في حال تمت عملية الضم"، مستدركا "لكن لا اعتقد ان الرد عليها والتعامل معها لن يكون بهذه الطريقة الانفعالية "البسيطة"، حسب تعبيره.

وأشار منصور إلى أن الضم خطوة استراتيجية ولا بد أن تكون خطوات الرد عليها استراتيجية من قبل الكل الفلسطيني وليس فقط فصيل صغير هنا او هناك، موضحا أن الاحتلال يأخذ بعين الاعتبار قطاع غزة وعملية الرد على الضم منه.

وتابع: " نحن نرى أن الاتصالات بين الاحتلال ومصر يستبق مسألة الضم وتحاول أن تجعل الرد في نطاق لا يمكن أن يؤدي مواجهة شاملة مع قطاع غزة،  حتى لو حماس لم تريد الرد فهناك فصائل صغيرة وفصائل منظمة التحرير وحركة الجهاد الإسلامي سترد بكل تأكيد على عملية الضم".

ويتوقع المختص بالشأن الإسرائيلي أنه سيتم  إطلاق صواريخ من غزة ردا على الضم، وهذا يحتاج إلى رد اسرائيلي وبالتالي من هنا ستتدحرج الأمور إلى مواجهة خاصة إذا تصاعدت الأوضاع في الضفة.

الجدير ذكره، أن وفد أمريكي ضم مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، آفي بيركوفيتش، بالإضافة إلى السفير الأمريكي لدى الاحتلال ديفيد فريدمان وعضو لجنة رسم الخرائط الأميركيّة – الإسرائيليّة، سكوت فايث، قد وصل تل أبيب مساء الخميس الماضي؛ لبحث خطة الضم ومراجعة الخرائط المنوي ضمها.