نابلس - خاص - النجاح الإخباري - بعد مرور 14 عامًا على الانقسام الفلسطيني الذي أضر بالمصلحة الوطنية، والقضية الفلسطينية على كل المستويات كافة، الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والوطنية.

فقد دفعت فئة الشباب في قطاع غزة الثمن، على الرغم من أنها الأكثر تأثيرا في المجتمع الفلسطيني، والقوة الكامنة القادرة على صنع التغيير، بعد تدهور مستقبلها، بعدم تحقيق طوحاتها، وانعدام توفر فرص عمل تعيلها ثقل الحياة الصعبة، والقاسية في ظل الحصار المفروض على القطاع.

الخبير الاقتصادي أ. محسن أبو رمضان، أكد ان الأوضاع الاقتصادية مزرية قبل جائحة الكورونا في قطاع غزة، وكانت نسبة البطالة 54% من حجم القوى العاملة، بمعدل 280 ألف معطل عن العمل.

وأوضح أبو رمضان خلال تحليله لـ"النجاح الاخباري"، ان نسبة البطالة بين صفوف الشباب هي الأعلى بالعالم وصلت 69%، ونسبة الفقر العام حوالي 65 % والشديد حوالي 34% وخانة الانعاد الغذائي وصلت إلى 60%.

وتابع أبو رمضان: هناك تدهور كبير في مستوى المعيشة، وتعمقت الأزمة الاقتصادية، جراء جائحة الكورونا، وخاصة أعمال المياومة، والذين يعملون بالاعمال غير الرسمية، وأصحاب البسطات وغيرهم، والعاملين في مجال القطاع الخدماتي، والسياحي، تضرروا بشكل كبير.

وأضاف أبو رمضان: "يوجد خريجين من الجامعات الفلسطينية حوالي 20 ألف خريج يتخرجوا من الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة، دون ان يتم استيعاب ألف منهم في فرص العمل نتيجة الأضرار الكبيرة التي لحقت بالقطاع الخاص، والأزمة التمويلية التي تعيشها منظمات العمل الأهلي، وتضخم القطاع، الحكومي".

وأكد أبو رمضان ان الحل يكمن في المعالجة السياسية للموضوع بالدرجةا لاساسية بإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، وتحقيق حكومة وحدة وطنية، بإنهاء الانقسام ووضع قطاع غزة في جدول الأعمال التنموية، وتوجهات بالمجتمع الدولي بفتح فرص جادة، وبناء قاعدة صناعية، تستوعب العاملين، ودعم وتنمية المشاريع الريادية الصغيرة، بما يتعلق بالتشغيل الذاتي، خاصة بعد التضخم الحكومي وأزمته، وتعثر عملية الاعمار في قطاع غزة، وتضخم القطاع الخاص.

 وطالب أبو رمضان بالتوجه الجديد عنوانه التشغيل الذاتي، من خلال الاونلاين، وit، وأجهزة الجاسوب، وغيرها من الامور التي تمكن الشباب بأسواق العمل، وبيع منتجاتهم، من خلال الوسائل التقنية والتكنولوجية، وليس بالضرورة بالعمل المباشر.

في السياق ذاته، أكد نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح فايز ابو عيطة، ان الوضع الاقتصادي في غزة منذ بداية الانقسام، لان عشرات الآلاف وأكثر عاطلين عن العمل، وليس هناك اي فرص للعمل في حكم الإغلاق المحكم على قطاع غزة، والحصار التي تم فرضه منذ سيطرة حماس على القطاع في 2007، المعابر مغلقة بالكامل.

وأوضح أبو عيطة في تصريح لـ"النجاح الإخباري"، أن الاعتماد الأساسي على رواتب الموظفين، وأضاف، عندما تتأخر تزداد الأمر قصوة وصعوبة في قطاع غزة، وعلى بعض المساعدات التي يتم توفيرها، بالإضافة الى  80 ألف أسرة في القطاع تتقاضى رواتب من وزارة الشؤون الاجتماعية.

وأردف أبو عيطة: " الظروف الصعبة لعدم وجود اي فرص للعمال، والخريجين، أدت الى عشرات الآلاف غادروا من القطاع، للبحث عن فرصة أفضل للحياة، ولاكمال مشوارهم، مستقبلهم، وتعليمهم، نتيجة الظروف القاسية التي يمروا فيها في القطاع.

وتابع: جيل الشباب هو أكثر جيل دفع ثمن الانقسام، لانه لم يتمكن من تحقيق طموحاته، سواء بالعمل الذي يوفر له حياة كريمة، أو تعليم، فرص حياة تليق به،

وأضاف أبو عيطة، أن الشباب اما مهاجر يبحث عن فرصة للحياة لما تعنيه الهجرة من مواجهة وألم مخاطرة كبيرة، واما محبط، ويائس، في القهرية التي يعيشها في ظل الانقسام.

وأكد أبو عيطة على ان الحل الوحيد لمشاكل الشباب، ولانهاء المعاناة، التي يعيشها الشعب في قطاع غزة على مدار أكثر من ثلاثة عشر عام هو انهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية، ووجود سلطة واحدة في الضفة الغربية، وغزة، تتمكن من القيام بأعباء كل الشعب الفلسطيني، ورفع الحصار عن قطاع غزة، وسلطة قادرة على ادارة العلاقات مع دول العالم، والمحيط، وهذا من شانه ينهي كل الاشكالات الانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني بشكل عام، والشباب بشكل خاص من فقر وبطالة وأوضاع صحية صعبة.

يذكر ان الخلافات بين فتح وحماس تفاقمت إثر تبني حركة "فتح" منهج الحل السلمي للصراع مع إسرائيل، على أساس مبدأ حل الدولتين، على خلاف "حماس" التي أصرت على ضرورة اعتماد الكفاح المسلح، طريقا وحيدا لـ"تحرير فلسطين".