نابلس - النجاح الإخباري - أعلنت السفارة الأميركية في بغداد تعليق عملياتها حتى إشعار آخر بعد انسحاب أنصار الحشد الشعبي المعتصمين من محيط السفارة الأميركية في بغداد اليوم الأربعاء امتثالا لأوامر قيادة الحشد.

وقالت السفارة في بيان "بسبب هجمات الميليشيات عند مجمع السفارة الأميركية، تم تعليق جميع العمليات القنصلية العامة حتى إشعار آخر. جميع المواعيد المستقبلية ألغيت. ننصح المواطنين الأميركيين بعدم الاقتراب من السفارة".

وبدوره، قال الجيش العراقي في بيان "جرى انسحاب جميع المحتجين ورفع السرادق وإنهاء المظاهر التي رافقت هذه الاحتجاجات، كما أمنت القوات الأمنية العراقية محيط السفارة بالكامل".

وكانت هيئة الحشد الشعبي قد دعت أنصارها في بيان إلى الانسحاب "احتراما لقرار الحكومة العراقية التي أمرت بذلك، وحفاظا على هيبة الدولة"، خصوصا وأن رسالة المحتجين "قد وصلت".

وقبيل الانسحاب، أضرم محتجون صباح اليوم النار بالسور الخارجي للسفارة الأميركية، وردت عناصر حماية السفارة بإطلاق الغاز المدمع في محاولة لتفريقهم، مما أدى إلى وقوع حالات اختناق.

وكان مئات من المتظاهرين العراقيين من أتباع الحشد الشعبي قد اعتصموا منذ الليلة الماضية أمام السفارة بعد محاولة اقتحامها، وتوعد الحشد بالمزيد ردا على الغارة الأميركية التي استهدفت مقره.

وجاء اقتحام السفارة أمس ردا على استهداف مقر الحشد بغارة أميركية أدت إلى سقوط 28 قتيلا وعشرات الجرحى، في رد من واشنطن على استهداف قاعدة أميركية أسفرت عن مقتل مقاول أميركي وإصابة اثنين.

وقالت كتائب حزب الله العراقي -وهي من فصائل الحشد الشعبي- إن اقتحام السفارة الأميركية في بغداد ليس سوى الدرس الأول.

وأضافت الكتائب في بيان أن الدرس الثاني سيكون بإقرار قانون لإخراج القوات المحتلة وتوابعها من العراق.

وشدد البيان على ضرورة أن يصوت مجلس النواب على إخراج القوات الأميركية المتورطة في سفك دماء العراقيين.

وكان الرئيس العراقي برهم صالح وصف اقتحام السفارة بأنه تجاوز للسياقات والاتفاقات الدولية الملزمة للحكومة العراقية.

وردا على الهجوم على السفارة، أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر الثلاثاء أن البنتاغون سيرسل "فورا" حوالي 750 جنديا إضافيا إلى الشرق الأوسط.

وفي حين حمّل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران مسؤولية الوقوف وراء الهجوم، وهدد بأنها ستدفع "ثمنا باهظا"، ما لبث أن عاد ليوضح أنه لا يريد حربا مع إيران.

أما طهران فنددت بـ"وقاحة" واشنطن، داعية إياها إلى إعادة النظر في سياساتها بالمنطقة، وقال المرشد الإيراني علي خامنئي إن الولايات المتحدة استهدفت الحشد الشعبي انتقاما منه لأنه قضى على تنظيم الدولة الإسلامية.