النجاح الإخباري - بقلم الإعلامي: عمري حسنين: أسطورة ثقافية فنية متكاملة، رسخت معاني الرقي والإبداع من خلال رحلة فنية عريقة،ومجموعة من الأعمال الناجحه التي سيخلدها التاريخ، إنه مدير مؤسسة الأفق للثقافة والفنون، الأديب والكاتب القدير والفنان المسرحي الكبير "عفيف شليوط".

فنان متألق مشهود له بعبقريته في مجال الكتابة الإبداعية،وشخصية أدبية ثقافية عريقة لديها آفاق فنية وفكرية وثقافية واسعه،شارك في عدد كبير من الأعمال الفنية كممثل ومخرج،وقدم العديد من الكتابات الثقافية والمسرحية التي عجلت من تطوير الحركة الثقافيه والمسرحية المحلية والعربية، أعماله المسرحية لم تنحصر في زاوية معينة، بل تنوعت بين الإخراج والكتابة والتمثيل،ليترجم لنا من خلال هذه الأعمال الرائعة قيمته الفنية الكبيرة،التي يتجلى معها العقل والروح،من أثر هذا الحس الإبداعي الثقافي المنمق في كتاباته،والتمثيل القوي النابض بالحياة في أدواره المسرحية.

ولد في مدينة شفاعمرو بتاريخ 3-1-1962.

 إنغرس فيه حب المطالعة والكتابة منذ صغره، على الرغم من أن والديه لم يكونا متعلمين.

كانت في منزلهم مكتبة كبيرة تعود لأخيه الأكبر،إستغل وجودها في إشباع تعطشه للقراءة وحب المطالعه،حيث كان دائما يقرأ منها مختلف الكتب،مما ساعد في تطوير موهبة الكتابة لديه ،حيث كان يؤلف جريدة كامله من وحي خياله ويكتبها بخط يديه،ويحرص على التنوع فيها في المقالات والأخبار،ويوزعها على أهل الحي .

أول مشاركة صحفية حقيقية له ،كانت وهو في الصف الخامس الإبتدائي،عندما شارك في مقاله نشرت في زاوية "الصحفي الصغير" في مجلة "لأولادنا" التي كانت تصدر في المدارس،حيث لاقت إستحسانا كبيرا ونشرت باللون الأحمر لتمييزها عن باقي المقالات الموجوة في المجلة.

ومن هنا،لاقى تشجيعا كبيرا من قبل أساتذته ومعلميه،وهذا ماعزز لديه حب المطالعه والكتابة،إلى أن وصل إلى المرحلة الثانوية ووصل فيه شغفه بالقرآءة الى قرآءة كتاب كامل كل يوم.

كان يبحث دائما عن كتب جديدة،وقرأ روايات لكبار الكتاب العالميين،وكان يحب أن يقرأ عن شخصيات تاريخية ناجحة،للإستفادة من تجاربها ولإلهامه في تطوير شخصيته الثقافية.

ساعدت القرآءة على تفتح قريحته وصقل شخصيته الثقافية وإثراء اللغه لديه،وتنمية أفكاره الفنية والثقافية بشكل كبير،حتى وصل إلى المرحلة الجامعية،درس الأدب المقارن واللغة العربية في جامعة حيفا،وحصل على اللقب الأول والثاني.

عمل محررا في جريدة "الإتحاد"، ورئيسا لتحرير صحيفة"العاصفة"، ومجلة "الأفق".

في عام 1977 أسس مسرح "الغربال" ،وأنشأ رابطة المسرح العربي في عام 1983.

عمل محاضرا في موضوع الفنون المسرحية وكتاباتها، وألف سلسة محاضرات لطلاب قسم الفنون المسرحية في جامعة تل أبيب،تناولت قضايا تتعلق بالمسرح الفلسطيني وتاريخه والفرق المسرحية ورواد التأليف المسرحي.

كما نال جوائز تقديرية عديدة،وله إنجازات لا تحصى في مجال الكتابة الإبداعية والإخراج، ساهمت في دعم الحركة الفنية والثقافية والمسرحية في الوسط العربي.

شارك كممثل وكاتب مسرحي في مهرجانات مسرحية داخل البلاد وخارجها،مثل مهرجان"نيويورك المسرحي"عام 1990،ومهرجان "المسرح الآخر"في عكا في العامين 1998و2002.

كما شارك في ورشة للكتاب المسرحيين في المسرح الملكي في لندن عام 2000، حيث ترجمت مسرحيته"بموت اذا بموت" الى اللغه الإنجليزية.

وفي العام2002 حصل على جائزة مهرجان "مسرحيد" الكبرى، وجائزة أفضل ممثل عن دوره في مسرحية "اعترافات عاهر سياسي" .

كرم مرتين من قبل بلدية شفاعمرو في إحتفالات المئوية،مرة عن دوره ككاتب ومرة عن دوره كفنان.

في العام 2012 نال جائزة الإبداع من قبل وزارة الثقافة ،وتم اختيار مسرحيته "السنسلة" من قبل وزارة المعارف ضمن منهاج مادة اللغة العربية وآدابها للصف العاشر في المدارس الثانوية في الوسط العربي.

بالإضافة الى العديد من المشاركات الفنية والثقافية وحصوله على عدد كبير من الجوائز الأدبية التكريمية التي يصعب إحصاءها.

قام بدوره كممثل في العشرات من المسرحيات منها:

"الموت الأكبر"،"رأس المملوك جابر"،"هيصة"،"الرجل الذي فكر لنفسه"،"أبو مطاوع وحرية المرأة"،"حارق المعبد" ،"بعدين"،"كفى"،"أناراجع يمه" ،"حصحص"،"القطة الوحشية" ،"القنديل الصغير"

كما ألف عددك كبير من القصص القصيرة منها:

"الصمت القاتل"،"بيضاء الثلج والأقزام السبعه"،"الوحدة"،"القادم الجديد الى هنا"،"البحث عن وطن"،"لحظه عابرة"،"الأميرة الخضراء"،"القنديل الصغير"

بالإضافه الى عدد كبير من الإنجازات الكتابية المسرحية منها :

"يوم في عيادة"،"اعترافات عاهر سياسي"،"السنسلة"،"بموت اذا بموت"،"كفى"

بالاضافه للمجموعه القصصية "جرس الإنذار" التي صدرت بطبعتين،ووقع عليها الإختيار ضمن قائمة كتب المطالعة الموصى بها في المدارس العربية.

"نافذة على مسرحنا المحلي" وهو عبارة عن مقالات في النقد المسرحي،ليستعرض من خلالها محطات هامه في مسيرة مسرحنا المحلي .

يشغل الفنان "عفيف شليوط" منصب مدير عام مؤسسة الأفق للثقافة والفنون منذ عام 1996 وحتى وقتنا الحالي،هذه المؤسسة التي لها باع طويل في النشاط الثقافي والفني،كما تتضمن نشاطات ترفيهية وثقافية مختلفة ومتنوعة،وتقوم أيضا باستضافة التدريبات والعروض المسرحية لفرق مسرحية أخرى،بالإضافة للأمسيات الثقافية والفنية التي تعقد تحت رعايتها.

كما ساهم في دعم وتطوير الفن المسرحي المحلي من خلال الكتابات والنصوص المسرحية التي قدمها،والتي حقق فيها إمتيازا ونجاحا كبيرا.

كما حقق كتابه "جذور الحركة المسرحية الفلسطينية في الجليل" نجاحا واسعا،ولاقى إهتماما كبيرا من قبل وسائل الإعلام والمؤسسات الأكاديمية والثقافية المسرحية،والذي يمتاز بالشمولية والموضوعية،ويشكل أرشيفا ومرجعا هاما وأساسيا للأعمال المسرحية المحلية،حيث يوثق الأعمال الفنية المسرحية التي أنتجت في منطقة الجليل،بعد أن كانت تفتقر مكتباتنا إلى مثل هذه الدراسات البحثية التوثيقية التي تختص في الحركة المسرحية في الوسط العربي.

إذا كانت النهضة المسرحية تعتمد على البحوث والدراسات والتجارب المختلفة في مجال الفنون والآداب المسرحية،فإن الثقافة الأدبية والتاريخ المسرحي العريق الذي يمتلكه الأسطورة الأدبية والكاتب المبدع"عفيف شليوط" هو بمثابة هوية ثقافية أدبية فنية تثري الساحه الثقافية والمسرحية المحلية وترفع من شأنها.

كما أنه يتميز بأسلوب مشوق متمكن في السيطرة والإستحواذ على تركيز وانتباه المشاهد من خلال تسلسل الأحداث بشكل دراماتيكي متقن، والذي يعبر عن مستوى ثقافته المسرحية التي تجلت في أسلوب كتاباته.

وإن عوامل الإثارة واستنهاض العواطف واشاعة الضحك واستدرار الدموع،كلها فيض من المشاعر التي يولدها الممثل المسرحي البارع في نفوس الحضور والمشاهدين،

ليس بمقدور أي فنان أن يوصل المشاهد لهذه المرحله من الانسجام ،ولا بمحض الصدفه قد يحدث هذا الأمر...

ليس بالأمر السهل على أي فنان أن يصل لجوارح المشاهد بكل شفافيه وموضوعية،وأن يترك بصمه في نفس المشاهد،بالأعتماد فقط على قوة الكلمه والأداء،هذا الأمر يتطلب تقمص حقيقي للشخصية،وأن يسيطر على الأذهان والعقول ويسافر بها حيث تتواجد روحه،ويدمجها معه في عالم خياله،كل هذا يحدث في رحلة يقودها الفنان "عفيف شليوط"،في زمان ومكان بوابته هي خشبة المسرح ..الأمر أشبه بالخيال!!

لم يطال قلمي حتى الآن شخصية مبدعة متعددة المواهب ومتكاملة كالفنان المخضرم "عفيف شليوط"،

ومازادني فخرا وشرفا الا ان يكتب قلمي عن هذه الشخصية المرموقة.

إبداعاته وثقافته وفنونه لا يسعها مقال،بل تتطلب كتاب ليحكي عن رحلته الفنية المكلله بالنجاح والإبداع،وإنجازاته وأعماله التي لاتزيدنا إلا فخرا به وأمتنانا له على هذه الأعمال التي هي بمثابة هوية ثقافيه وأدبية وفنية مشرفة تبلورت في شخصه الكريم ،سيبقى نبراسا مضيئا ومثالا رائعا ومخلدا للأجيال القادمه.