بيروت - النجاح الإخباري -  أكد رؤساء الحكومة اللبنانية السابقين تمام سلام ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، رفضهم المطلق للموقف الذي أعلن عنه مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، الذي يؤدي لتصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، وبدأ بإقرار الرئيس الأميركي ضمّ القدس إلى إسرائيل والاعتراف بالجولان ضمن السيادة الإسرائيلية، وهو بمثابة المرحلة الأولى مما يسمى "صفقة القرن".

جاء ذلك خلال اجتماع عقد، اليوم الاثنين، صدر عنه بيان شدد على أن القضية الفلسطينية ما تزال هي القضية الأولى في الوجدان العربي بكونها قضية قومية ووطنية وأخلاقية ومصيرية وعربية وإسلامية ومسيحية، وهي بالتالي ليست ولن تكون صفقة عقارية أو مالية أو اقتصادية.

واعرب المجتمعون عن تمسكهم بالمرجعيات اللبنانية والعربية والدولية والمتمثلة باتفاق الطائف والدستور اللبناني_ حيث ينص الدستور اللبناني على: لا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين_ وبقرارات الشرعية العربية خاصة تلك التي صدرت في قمة بيروت عام 2002 بشأن المبادرة العربية للسلام والمرتكزة على الأرض مقابل السلام، وبالشرعية الدولية المتمثلة بالقرارات الدولية المتعلقة باتفاق الهدنة وبعودة الفلسطينيين إلى ديارهم.

وأكدوا رفضهم التعامل مع القضية الفلسطينية بوصفها مشكلة عقارية أو اقتصادية أو مالية، مشددين على أن فلسطين كانت وستبقى قبلة العرب والمسلمين والمسيحيين، وهي تسكن في ضمير ووجدان كل عربي بوصفها قضية أخلاقية إنسانية عربية ووطنية وقومية.

وعاهدوا اللبنانيين والعرب، مسلمين ومسيحيين، بمتابعة هذا الشأن مع كل حكماء العرب والعالم بحيث لا يصار إلى التفريط بأي حق من الحقوق اللبنانية والعربية والأخلاقية.

واكد البيان أن الأساس في كل الموضوع هو استرجاع الأرض والكرامة، معتبرا أن  مبادرة السلام العربية في قمة بيروت وضعت الأسس والمنطلقات لذلك، وهي الركيزة التي لن نحيد عنها ونتمسك بها.

وشددوا على "أننا في لبنان نتمسك بالمنطلقات الوطنية اللبنانية وبالدستور اللبناني الذي نص على رفض التوطين، كما نتمسك بالحق الفلسطيني بشكل كامل."

بدوره، أكد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص، في كتاب مفتوح وجهه إلى الملوك والرؤساء العرب، أن عقد مؤتمر دولي في مملكة البحرين بغياب مدو للفلسطينيين، أصحاب الحق والأرض والقضية، تحت شعار تشجيع الاستثمار في فلسطين، هو مؤتمر مستهجن ومدان ومرفوض.

وتابع: "نقول لهؤلاء إن فلسطين ليست للبيع والقدس العربية عاصمة فلسطين ليست للمساومة، وأن الحق الفلسطيني والعربي بتحرير الأرض من احتلال غاصب لن يخضع لصفقات مشبوهة".

وأضاف: "أما لهؤلاء الذين ينتظرون موقف لبنان من مؤتمر البحرين نقول: واهم من يعتقد أن بإمكانه أن يسقينا السم مقابل حفنة من المليارات الملوثة بدماء الشهداء ولو جاء بأموال الكون وكنوز الأرض، فلن نستبدل الضمير الإنساني برشوة دنيئة ولن نتخلى عن تحرير أرض عربية محتلة أو التنازل عن شبر واحد من فلسطين أو التخلي عن حق من حقوق شعبنا العربي الأبي، ولن يثنينا عن المطالبة بحق عودة الفلسطينيين إلى وطنهم فلسطين وعاصمته القدس الشريف".

وشدد على أن فلسطين "ستبقى عربية وعاصمتها مدينة القدس، قطب الرحى بمساجدها وكنائسها، وبوصلة المجاهدين الخلص ووعي شعوبنا رغم ما أنهكها حكامها ظلما وفقرا وحرمانا حتى طغت المشكلة على القضية. وكل آت لناظره قريب."

وفي سياق متصل، سجل مؤتمر بيروت للعروبيين اللبنانيين تقديرهم الكامل لوحدة موقف كل الأطراف الفلسطينية وخاصة منظمة التحرير ضد صفقة القرن وضد ورشة البحرين"، مطالبين الجامعة العربية بكل أطرافها بمقاطعة هذا المؤتمر وإدانته لأنه يتعارض مع حقوق الأمة ومع شرعية القضية الفلسطينية، ويتناقض مع المبادرة العربية عام 2002 التي ترفض أي نوع من التطبيع قبل انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من كامل الأرض المحتلة عام 67 وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، بما فيها حق العودة.

ودعا المؤتمر إلى استعادة الوحدة الفلسطينية لأنها حجر الأساس في مقاومة قوى التحرر العربي لكل الاحلاف والمشاريع الصهيونية والاستعمارية في المنطقة.

كذلك، ندد المكتب التنفيذي لمنظمة العمل الشيوعي في لبنان بانعقاد "ورشة البحرين"، معتبرا أن المؤتمر يشكل خطوة بالغة الخطورة في مسيرة التطبيع المجاني للعلاقات العربية مع الاحتلال الإسرائيلي، وفي إطار التمهيد لـ"صفقة القرن" التي جرى تأخير إعلان تفاصيلها أكثر من مرة.

واكد بيان صدر عن المنظمة، اليوم الاثنين، أن إعلان الشعب الفلسطيني وقيادته الرفض القاطع لما سمي "صفقة القرن" ولكل القرارات والخطوات الأميركية لما تحمله من أخطار تطاول القضية والحقوق الوطنية، كما أن قرار السلطة الوطنية والمؤسسات الفلسطينية الاقتصادية رفض حضور مؤتمر البحرين، ومعها العديد من الدول العربية والعالمية، يؤكد أن الخطة الأميركية لن يكتب لها النفاذ، وأن أهداف المؤتمر محكومة بالفشل في ظل المقاطعة الفلسطينية الشاملة.

من جانبه، أكد النائب في البرلمان اللبناني مصطفى حسين، في بيان له، أنه من المؤسف حقا مشهد بعض العرب المروجين لصفقة القرن الأميركية على حساب القضية الفلسطينية، ومحزنة الأخبار عن توافدهم الى المنامة للمشاركة في مؤتمر يعد توقيعا على أخطر أنواع التطبيع.