النجاح الإخباري - يعدّ قصور القلب مرضاً مزمناً تختلف أسبابه وأعراضه، هو من الأمراض الشائعة التي يُثار حولها الكثير من التساؤلات بحلول شهر رمضان لمعرفة مدى تأثير الصيام على المرضى. مما لا شكّ فيه ان الخطر الصحي للصوم يزيد على مرضى قصور القلب كلما كان المريض يعاني من عدد أكبر من الأمراض المزمنة مثل الإصابة بالفشل الكلوي أو مرض السكري او ارتفاع الضغط..

لذلك تختلف العلاجات كما تختلف الوقاية خلال فترة الصوم في رمضان عند المرضى الذين تتداخل لديهم بعض الأمراض المزمنة مع قصور القلب.

يعتبر الصوم في الصيف تحدياً بحدّ ذاته، حيث يبقى الصائم أكثر من 12 ساعة دون طعام او شراب. هذه الفترة الطويلة من الصوم من شأنها ان تُعرض مريض قصور القلب الى مواجهة بعض الأعراض الصحية كجفاف الجسم، الدوخة، هبوط الضغط لاسيما اذا كان يتناول أدوية لضعف عضلة القلب التي تعمل على تخفيض الضغط وتزيل الماء في الجسم.

مضاعفات الأدوية

في هذا الصدد يشرح الأستاذ المشارك في الطبّ السريري لمرض قصور عضلة القلب وزرع القلب الدكتور هادي سكوري عن مرضى قصور القلب ورمضان والإرشادات الطبية التي يجب ان ترافق المريض خلال فترة الصوم.

برأي سكوري "ان مريض القلب معرض لاحتقان وتجميع سوائل في الجسم، بسبب عدم ضحّ القلب بشكل كاف على الكلى لفرز السوائل الى الخارج. وإزاء ذلك نشهد احيانا احتقانا في الرئة او احتباس السوائل في البطن او الساقين، ما يدفع المريض الى تناول ادوية مدرّة للبول. وكلما كان الوضع سيئاً كلما تناول المريض كمية أكبر من أدوية مدرّة للبول".

وأشار الى انه "من الآثار الجانبية لأدوية ضعف عضلة القلب انها تُسبب هبوطاً في ضغط الدم. اذا بقي المريض لفترة طويلة دون طعام او ماء وأخذ ادويته خلال فترة السحور قد يعاني خلال النهار من دوران او إغماء ، لذلك من المهم جداً ان يستشير المريض طبيبه قبل الصيام والتقيد بإرشادات الطبيب".

إرشادات صحية ضرورية

وفق الأستاذ المشارك في الطبّ السريري لمرض قصور عضلة القلب وزرع القلب "لا يمكن لكل مرضى قصور القلب ان يصوموا في رمضان، لاسيما ان هناك ساعات طويلة من الصيام ويتناولون كميات كبيرة من أدوية مدرّة للبول او يعانون أيضاً أمراضاً مزمنة اخرى. وعليه يجب على المريض مراجعة طبيبه، وفي حال سمح له الطبيب بالصوم عليه التقيد بهذه الإرشادات:

عدم التوقف عن تناول الأدوية واستشارة الطبيب في كل خطوة يريد القيام بها. من المهم تنظيم الأدوية بين الإفطار والسحور حسب وصفة الطبيب. اذا تعذر تناول الأدوية خلال هذه الفترة وعليه تناولها في النهار، عندها يُمنع على المريض ان يصوم.

* عند الإفطار، يشرب الصائم كميات كبيرة من السوائل والعصائر خلال فترة قصيرة، وهذا الأمر غير مسموح. لذلك على المريض العودة الى الطبيب لمعرفة تقسيم شرب السوائل خلال فترة الإفطار والسحور لأن شرب كمية كبيرة من الماء خلال وقت قصير من الإفطار قد يؤدي الى احتقان في الرئة وضيق في التنفس،ما قد يستوجب دخوله الى المستشفى احيانًا.

* يجب على المريض الانتباه الى كمية الملح في الأطعمة التي يتناولها، عليه اختيار أطعمة قليلة الملح وتجنب الأطعمة الغنية بالملح او إضافة الملح الى الطعام.

* يُفضل ان يأخذ مريض قصور القلب أدوية مدرّة للبول بعد الإفطار او قبل 4 ساعات من السحور لأن تناولها عند السحور قد يسبب له عطشاً أكبر وجفافاً في الجسم وهبوط الضغط ودوخة وربما قد يؤدي الى الإغماء . لذلك على المريض استشارة طبيبه لأنه في حال كان يتناول كميات كبيرة من أدوية مدرّة للبول قد لا يسمح له طبيبه بالصوم.

* تكثر في رمضان عادة احتساء عصير السوس، ومعروف عن السوس انه يرفع الضغط، وان احتساء كمية كبيرة من هذا العصير قد يُسبب ارتفاعاً في الضغط عند المرضى، وبالتالي يُضعف عضلة القلب أكثر ويسبب احتقاناً في الرئة واحتباس السوائل في الجسم. لذلك على المريض إحتساء كميات معتدلة وقليلة من عصير السوس.

* يعاني مريض قصور القلب من مشاكل صحية أخرى كالسكري وقصور الكلى ومشاكل في الرئة، لذلك على المريض ان يراجع طبيبه لوضع خطة علاجية في حال سُمح له بالصوم. قد يعاني المريض خلال الصيام من أعراض جانبية أخرى كهبوط في السكري او الضغط او الشعور بالتعب والإرهاق، الدوخة... عليه استشارة الطبيب فوراً والتوقف عن الصوم.