غزة - مارلين أبو عون - النجاح الإخباري - تلجأ أغلب الأمهات خاصة من رزقت بطفلتها الأولى، لاتباع أساليب وطرق غير صحيَّة تجهلها، معتقدة أنَّها تزيد من جمال ابنتها الرضيعة والتي لم يتعدى عمرها الأشهر بعد.

عادة وضع الحلق في الأذن إذ تلجأ بعضهن لثقب أذن طفلتها ذات الشهر، كزينة ولبيان جنسها إذ يتشابه الأطفال في هذا العمر.

وعن الموضوع من ناحية صحيّة قال طبيب الأطفال عيسى أحمد، والذي بدوره بيَّن الأسباب والمضاعفات التي يمكن أن تلحق بالطفلة الصغيرة لـ"النجاح": "الحديث عن هذا الموضوع خطير جداً حتى وإن ذرّع بعض الأمهات والآباء، بأنَّهم وضعوا القرط لابنتهم ولم يصبها أي أذى، فهو لا يعني أن الحالة تنطبق على جميع الأطفال".

وأَّكّد على المخاطر والمضاعفات التي يمكن أن تتعرض لها الطفلة أبسطها الالتهابات، والتقيح، وارتفاع درجة الحرارة بسبب غياب قوانين منظّمة لهذا الإجراء.

وأوضح الطبيب أنّ هذا التصرّف مدخل للعدوى وانتشار الأمراض التي تهدِّد الأطفال عن طريق ثقب الأذن، إذ تكون مناعتهم ضعيفة خاصة إذا وضع القرط بطريقة تقليدية تفتقد لأبسط الشروط الصحية.

وعن الأدارة التي تشبه المسدس، قال: "يمكن أن يتناوب عليها العديد من الناس من مختلف الأعمار، مما يعني إمكانية الإصابة بالأمراض المعدية، أو أمراض الدم، مثل إلتهاب الكبد الوبائي، بإضافة إلى الإلتهاب والتقيح".

المخاطر الصحية المستقبلية

وأشار إلى أنَّه يفضل أن تؤجل خطوة ثقب الأذن حتى تبلغ الطفلة عامها الأول، وذلك حتى تستفيد من الطعومات التي تقوي مناعتها ولتجنب أي مخاطر صحية قد تظهر مضاعفاتها مستقبلًا، مثل مشاكل بالأذن، والتهاب الكبد والوبائي وغيرها من الأمراض، حتى لا يكون الجرح الناتج عن ثقب الأذن عرضة للتلوث.

 ونصح بوضع أقراط صغيرة جداً، لأنَّ  الكبيرة تكون ذات وزن غير مناسب لحجم أذن الطفلة في عامها الأوَّل، كما أنَّ الأقراط المستديرة والمتدلية تعرضها للخطر، حيث يمكنها جذبها عند اللعب، مما يلحق أذى بالأذن، ويساهم في تهتك نسيج الأذن، وهو ما يتم ملاحظته من خلال اتساع الثقب المخصص للقرط .

 وحذَّر الطبيب الأمهات من وضع الأقراط البلاستيكية أو المعدنية، ما يزيد إمكانية تحسُّس الأذن بسبب معدن القرط، إضافة لغياب أبسط وسائل التعقيم، والشروط الصحية حيث تستعمل نفس الإبرة لعدد كبير من الأطفال، إضافة إلى أنَّ هذا الإجراء يتم في مكان عام مما يعرض الجرح للتلوث.

اجراء خاطئ ومتبع

ونبَّه الطبيب على أنَّ البعض يعمل على تحديد مكان الثقب من خلال وضع علامة بواسطة قلم حبر على الأذن، مما يسمح بتسربه داخل الثقب، وحدوث بعض الالتهابات التي تتعامل معها الكثير من الأمهات على أنَّها مضاعفات عادية، كما أنَّ هذا الإجراء يدل على جهل الشخص ببنية الأذن، وهو ما يدفع البعض إلى وضع القرط فوق الغضروف بدل شحمة الأذن.

ونوّه إلى ضرورة أن يقتصر الأمر على أقراط الذهب، لتجنب الالتهاب أو تهيّج البشرة، خاصة في الحالات التي يحتوي فيها القرط على النيكل.

آراء الأمهات تباينت

الأم العشرينية نهلة الخالدي قالت لـ"لنجاح"، إنَّها رزقت بمولدتها البكر ليان وقد كانت سعيدة جدًا بها، وفي الأشهر الأولى من الولادة تفنَّنت بإظهار ابنتها بأجمل صورة، قالت: "ثقب الأذن ووضع الأقراط في سنٍّ مبكرة جداً، هي عادة توارثناها من أمهاتنا ولم نصب بأي أذى، في بداية الأشهر الأولى لوضع الأقراط لم يظهر على ليان أي مضاعفات إلا أنَّه  في عمر الـ"5" أشهر بدأ يظهر تحت القرط بعض الصديد غطى قرطها، فقلقت عليها وتابعت عند أحد الأطباء الذي أخبرني أنَّ أذنها ملتهبة وحرارتها التي ترتفع أحياناً كانت بسبب القرط والالتهاب، فأزلته  وأعطيناها جرعات من المضاد الحيوي حتى شفيت".

سلوى خطاب تقول: "من صغري تعاملت أمي معي وأخواتي بنفس الطريقة، حيث تثقب الأذن وتضع لنا خيطًا بدل القرط، وعلل ذلك بأنَّه خفيف، ويحافظ على الثقب حتى يلتئم الجرح، وبعد عمر السنة تضع لنا القرط العادي، ومنذ ذلك الحين وأنا أتبع نفس الأسلوب مع بناتي، ولم تحدث لهن أيَّة مضاعفات".

الصيدلانية عبير قالت فيما يتعلق بعدم تعقيم الأدوات المستخدمة، إنَّها تتبع إجراءات وقائية كبيرة لتنظيف وتعقيم الأدوات المستخدمة بثقب الأذن مع علمها أنَّ تلوث هذه الأدوات يمكن أن ينقل الكثير من الأمراض بين الأطفال.

ولفتت إلى أنَّ بعض الأمهات يمتلكن مسدس ثقب الأذن في المنازل ويجهلن المخاطر التي يمكن أن يحدثها الاستخدام المتكرِّر بين الأطفال مع عدم تعقيمه، فتصاب بناتهن ببعض الأمراض للأسف".