نابلس - النجاح الإخباري -
 
أكدت الكاتبة والناشطة الثقافية الفلسطينية خلود فورانى سرية، أن أولى خطوات مقاومة الأسرلة التى تجرى يوميًا على قدم وساق للحياة الفلسطينية هى الثقافة، مشيرة «لا أجد أفضل مما قاله شاعرنا الكبير محمود درويش "من يكتب حكايته يرث أرض الحكاية"».
 
وتابعت خلود فوراني، على هامش مشاركتها بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، «لأن الكرامة هى إكسير الحياة والعقل روحها، فإن دور الثقافة الفلسطينية والعربية هو مقاومة الاحتلال وإسقاطاته على الفرد الفلسطيني. نضالنا هو نضال الكلمة بعيدًا عن العنف، وتنمية الانتماء لعروبتنا وتوحيد صفوفنا للهدف الاسمى، فريشة فنان هيشكل من أشكال النضال، قلم كاتب أو أديب شكل من أشكال النضال، أغنية من حنجرة فنان ملتزم.. قصيدة من قلب شاعر.. حتى إبرة وخيط فى يدى حائك هى شكل من أشكال النضال، ألم يكن قلم غسان كنفانى أشرس من البارود».
 
نادي حيفا (3)  
ووصفت المنسق الإعلامى والعلاقات الخارجية لنادى حيفا الثقافي، الحركة الإبداعية الفلسطينية بخاصة فى داخل أراضى 48 بـ«الزاخرة»، متابعة «فى تأمل للمشهد الثقافى الفلسطينى ومجتمعه الراهن، نلحظ إصرارًا كبيرًا على اقتراح الفعل الإبداعى والمعرفيّ. وإنّ المشهد الثقافى الفلسطينى يزخر بإنتاجات تنتمى لمجالات إبداعيّة عديدة، تحظى باهتمام لا يقلّ عمّا للأدب والشعر، كالغناء، المسرح، الرقص، السينما، التصوير الفوتوغرافيّ، الأزياء، العمارة، الفولكلور، ومختلف أصناف الفنون البصريّة. هذا التنوّع فى المجالات، وبهذا الزخم، إنتاجًا وتلقّيًا، لم يعرفه المشهد الثقافى الفلسطينى فى فترات تاريخيّة سابقة. ولا يمكن التغاضى عن الانتاج الإبداعيفى المشهد الثقافى الفلسطينى ودوره الطموح فى درء ويلات المحتل كل بقلمه أو أداته وعبر رسالته الوطنية».
نادي حيفا (1)  
كما أكدت الناشطة الثقافية الفلسطينية، أن نادى حيفا الثقافى الذى أكمل عامه الثامن مؤخرًا، بمدينة حيفا فى فلسطين المحتلة، جاء كمحاولة ثقافية للدفاع عن الهوية العربية لفسطينى الداخل الذين يقعون بين مطرقة الاحتلال وسندان التشكيك فى عروبتهم.
 
وتابعت «سرية» على هامش مشاركتها لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، «كان لمؤسس وصاحب فكرة نادى حيفا الثقافي، المحامى فؤاد مفيد نقارة مشروع طموح، وهو نشر رسالة الثقافة وروح الانتماء لضادنا. فابتدأت بفكرة صالون أدبى وتطور فيما بعد لعقد أمسيات ثقافية مفتوحة يقبل عليها عشاق اللغة وحاملو رايتها والمتذوقون للكلمة وغيرهم كثر من حيفا وخارجها من المدن والبلدان العربية ولم يتوقف الأمر هنا، فوسعنا نشاطنا باستضافة وتكريم أدباء ومبدعين من المناطق المحتلة».
 
وأوضحت المنسق الإعلامى والعلاقات الخارجية لنادى حيفا الثقافي، أن تأسيس النادى جاء من أجل استعادة مكانة اللغة العربية بفلسطين المحتلة فى ظل محاولات تهميشها وتهميش مبدعيها. ففتح النادى المجال لهؤلاء المبدعين لإشهار إبداعاتهم عبر الأمسيات الثقافية تلك التى ندأب على عقدها أسبوعيا كل يوم خميس.
 
ويشهد نادى حيفا إقبالًا كبيرًا كل أسبوع، كما يحظى بمتابعة الآلاف على منصاته الإعلامية على مواقع التواصل، هنا فسرت الناشطة الثقافية الفلسطينية الإقبال الواسع على نشاطات النادى وأمسياته الثقافية بأنه «رد على قانون القومية العنصرى الجائر الذى سُنّته إسرائيل مؤخرا وضد أى قانون يمس بكرامة الإنسان العربى فى فلسطين المحتلة». 
 
وبيّنت أنه اليوم وبعد ثمانى سنوات من عمر النادي، وبرعاية تامة وغير مشروطة من المجلس الملّى الأرثوذكسى الوطني- حيفا، «أقمنا أكثر من 300 أمسية ثقافية لإشهار كتاب بما فيها أمسيات تكريم أديب أو شاعر أو شخصية وطنية، وتمت مناقشة أكثر من 80 رواية فى نادى القراءة مع أعضاء النادي. كما أعددنا إحياء موسما للشعر على غرار "سوق عكاظ" الأدبية، بإحياء منبر للشعر "أمسية عكاظية حيفاوية"».
 
واختتمت حديثها بأن «نادى حيفا الثقافى غدا ظاهرة ونموذجا يحتذى بهفى خدمة مبدعينا والأخذ بيدهم، دون تفرقة، فهم الوجه الحضارى لنا، ولا يختلف عاقلان أن لنادى حيفا الثقافى -الدفيئة الحاضنة لمبدعينا ومبدعاتنا-رصيدا حقيقيا فى توثيق ودعم الحركة الثقافية فى البلاد».
 
وشددت خلود فوارنى على أن «الاحتلال يحاربنا ثقافيًا بما لا يقل عن محاربته لنا عسكريًا، إلا أن الاحتلال كنفى لهويتنا وثقافتنا الوطنية يفترض أن يُشكل تحديًا يفتح آفاق أوسع للعمل الثقافى والإبداعي. وهذا ما نؤكد عليه ونعمل به من خلال مساعينا الحثيثة وإصرارنا فى نادى حيفا الثقافى كذلك باستضافة مبدعين من مناطق السلطة الفلسطينية والشتات الفلسطينى والدول العربية.
 
وبشأن مشاركتها فى الدورة الخمسين لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، قالت «تلك هى مصر التى أحب.. مصر التى قابلتها فى معرض الكتاب هذا العام، وكأنها إنسان يستعيد عافيته، وينهض لينفض عن جسده رماد الحرائق، فى محاولة منه لاستكشاف نفسه».
 
ورأت «لولا هذه الصحوة التى لم تكن فى حسبان أى منّا، لم أكن لألتقى بمصر هذه، وألتقى تلك الطوابير التى تنتظر الدخول إلى قاعات معرض الكتاب لتفتش عن حيوات جديدة فى الكتب ومئات آلاف العناوين بين أجنحة دور النشر العربية والأجنبية المختلفة، تواقيع إصدارات وتكريم شخصيات أدبية، وفى أنشطته وفعالياته المختلفة من ندوات ثقافية وفكرية بمشاركة نخبة من النقاد والباحثين».
 
واختتمت حديثها بـ«إن معرض القاهرة للكتاب ملتقى الأدباء والمبدعين العرب، حظى بمشاركة واسعة جدا من دور النشر العربية والأجنبية ومن مبدعين ومفكرين أجانبأيضا. ومئات الآلاف من العناوين. وبالتالى فنجاحه ليس نجاحًا لمصر فقط بل هو نجاح للثقافة العربية قاطبة».