النجاح الاخباري - النجاح الإخباري - يوضح خبراء أن بعض الأزواج يرون أن مساعدتهم لزوجاتهن في أعمال المنزل ينتقص من رجولتهم، وأنه من صميم عمل المرأة نظرا لطبيعتها، وأن المنزل بالنسبة له مكان للراحة، وأشاروا إلى أن التعاون بين الزوجين يعمّق التعاون والألفة بينهما، ويقوّي مشاعر الحب، ويسهم في تفهّم كل طرف للآخر، وشدّدوا على دور الأسرة في تنمية وعي التعاون عند الذكور، ولذلك فإن النشأة والتربية الصحيحة تساهمان بقدر كبير في تغيير هذا الموروث الاجتماعي.

وينصح علماء نفس الرجال بعدم النظر للأمر بأنه انتقاص للرجولة وإهانة لكرامته، بل مجرد مساعدة لشريك الحياة في مسؤولية معيّنة ضمن عدد من المسؤوليات الملقاة على عاتق الزوجة، مثل: تربية الأبناء وتنظيف المنزل وتحضير الطعام، بالإضافة إلى عمل المرأة ومساعدة زوجها في تدبير نفقات المنزل.

وأكد خبراء الحياة الزوجية أن إحساس المرأة أن زوجها ليس مشغولا عنها ويقدّر مجهودها البدني، وسيلة هامة لاستقرار الحياة الزوجية وإضفاء البهجة على المنزل، كما أنها تعتبر أن وجوده بالمنزل حتى وإن لم يفعل شيئا تقديرا منه لمكانتها في قلبه.

ووصفوا امتناع الرجل عن مساعدة زوجته في أعمال المنزل بالأنانية، وهو ما يترتب عليه شعورها باليأس الذي يمنعها من القيام بواجباتها تجاهه، خاصة وأنها تواجه أمورا فوق طاقتها.

 

وأكدت دراسة بريطانية حديثة، على أن عبء الحفاظ على نظافة المنزل في البداية لا بد أن يكون مسؤولية مشتركة وبالتساوي بين الأزواج، إلا أن الدلائل المتوصل إليها تشير إلى وجود فجوة بدأت تظهر بين الزوجين.

كما أثبتت دراسة أنجزت في وقت سابق أن العمل المنزلي قد يضفي المزيد من الدفء على العلاقة بين الزوجين، وأكدت أن معظم النساء يحببن اضطلاع الزوج بنصيبه من الأعباء المنزلية.

وبين جوشوا كولمان، العالم النفسي، ومؤلف كتاب “الزوج الكسول”، كيف يمكن دفع الرجال للقيام بالمزيد نحو رعاية الأطفال والأعباء المنزلية، قائلا “تنظر النساء لمشاركة الرجل في أعمال المنزل كتعبير عن الاهتمام والمحبة، كما أن ذلك يخفف من إجهادهن الجسدي”.

    الرجال الذين يعملون في الوظائف الرجالية التقليدية نادرا ما يساعدون زوجاتهم في الأعمال المنزلية

وأفادت دراسة فرنسية أن الرجال الذين تربوا مع أمّ فقط، يكونون على استعداد لتقاسم مهام الأعباء المنزلية مع زوجاتهم، ولكن بمجرد وصول الأطفال، تضطلع النساء بمسؤولية أكبر في تدبير شؤون المنزل من ذي قبل.

وفي المقابل توصلت دراسة نرويجية إلى أن تقسيم الأعمال المنزلية بين الزوجين بالتناصف من الممكن أن يعرض الزواج إلى الانهيار بنسبة 50 بالمئة.

وكشفت الدراسة أن الأزواج كانوا سعداء في المشاركة برعاية الأطفال، إلا أن نصيب الأسد من الأعمال المنزلية كان يقع على عاتق المرأة في أكثر الأحيان. وقال توماس هانسن المشارك في الدراسة “قد يعتقد المرء أن الانفصال يمكن أن يحدث في كثير من الأحيان في الأسر التي لديها أقل مساواة، لكن لدينا إحصائيات تظهر عكس ذلك”.

ومن جانبها قالت مستشارة العلاقات بولا هول إن النتائج تتعارض مع بحوث أخرى، بينت أنه “من المهم أن يشعر الأزواج بوجود جهد يبذلونه بشكل متساو، وهذا لا يعني بالضرورة أن يشاركوا في كي الملابس، والقيام بتعديل كُم قميص أو تي شيرت معين، بدلا من ذلك يستطيع كل زوج أن يفعل الشيء الذي يحبذه ويمثل نقاط القوة الخاصة به”.

 

وذكر باحثون أميركيّون أن أعمال المرأة المنزلية ستظل كابوسا بلا نهاية، إذا كان زوجها يعمل ميكانيكيّا أو مزارعا أو مديرا أو في أي وظيفة أخرى مخصّصة بشكل تقليدي للرجال. وأثبتت الدراسة أن الرجال المتزوجين الذين يعملون في الوظائف التقليدية نادرا ما يساعدون زوجاتهم في الأعمال المنزلية، مقارنةً برجال يعملون في وظائف تضم “جانبا نسائيا” أكبر.

    رفض الأزواج الاستجابة لمساعدة زوجاتهم يعرض العلاقة الزوجية للخطر وقد يكون السبب في الطلاق

وأوضحت الدراسة أن الرجال العاملين على سبيل المثال في التدريس أو التمريض أو السكرتارية، وهي وظائف لديها جانب نسائي، يخصصون وقتا أطول لمساعدة زوجاتهم في الأعمال المنزلية. وأرجع القائمون على الدراسة ذلك، إلى تمكن هؤلاء الرجال من التواصل مع الجانب الأنثوي، إذا ما عملوا في وظائف تخصص بشكل كبير إلى الموظفات من النساء. وأشاروا إلى أن العمل مع الكثير من النساء قد يعني أيضا تقديرا أكبر من جانب الرجل لعمل المرأة.

وأكدت دراسة علمية أن الأعمال المنزلية وراء انتشار الخلافات بين الأزواج، ووقوع الطلاق خلال الفترة الأخيرة.

وأشارت إلى أن العداوة الصامتة التي تقع بين الأزواج، تكون بسبب رفض الزوج مشاركة زوجته في الأعمال المنزلية، ومنها إعداد الطعام بالمطبخ وتنظيف المنزل، كما أن رفض الأزواج الاستجابة لمساعدة زوجاتهم يعرض الحياة والعلاقة الزوجية للخطر، وقد يكون السبب في الطلاق.

وطالبت الدراسة الزوجات بالقيام بتدريب أزواجهن على جميع الأعمال المنزلية من طبخ ونظافة، إضافة إلى ضرورة فهم الأزواج للأعباء الكثيرة التي تواجه المرأة في المنزل.

وقالت الدراسة إنه لا يوجد رجل يساعد زوجته في أعمال البيت إلا إذا كان الزواج قد تم بينهما عن تفاهم وحب.

وأضافت أن الزوجة الشرقية بطبيعة حالها لا تحب أن يساعدها زوجها، وإن كان هناك بعض الأزواج يعملون طباخين، ومع ذلك لا يدخلون المطبخ المنزلي، وفسرت النظرة الشرقية الرافضة لهذا السلوك باستمرار عقدة نفسية واعتبار الخدمة هي السبب الرئيس التي من أجلها يقدم الرجل على الزواج.

ونصح علماء النفس بعدم إجبار الزوج على هذه المساعدة لأن الزوج بطبعه عنيد، فهو لن يفعل ما تريد الزوجة إذا شعر أنه مجبر على ذلك. وأفضل طريقة للتعاون بين الزوجين هي تقسيم الأعمال المنزلية دون إجبار من الزوجة، بل يجب على الزوجة أن تشجع زوجها باستمرار وتوضح له مدى امتنانها من مجهوده وإنجازاته المنزلية.