نابلس - هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - توقع محللون سياسيون استغلال الاحزاب الإسرائيلية الساحة الفلسطينية كدعاية انتخابية، بعد إعلان حزب الليكود الإسرائيلي موافقة قادة الائتلاف الحكومي على حل الكنيست الإسرائيلي وإجراء انتخابات مبكرة في أبريل/نيسان القادم.

ورأى محللون في أحاديث منفصلة لموقع "النجاح الإخباري" أن تشن الأحزاب عدوانا على الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما استبعد بعضهم ذلك لأسباب عدة.

وكان من المفترض أن تجرى الانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، ولكن حزب الليكود لجأ إلى تقديم موعد الانتخابات بعد خلافات مع الأحزاب الدينية حول قانون التجنيد الذي يستثني اليهود الأرثوذوكس من أداء التجنيد.

وفي السياق ذاته أكد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن التنافس الإسرائيلي في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي ستنعقد في أبريل/نيسان ستكون على حساب عدوان الاحتلال على الساحة الفلسطينية.

وأوضح في تحليل خاص لـ "النجاح الإخباري" وفقا لتجربة الفلسطينيين مع الاحتلال فإن الدم الفلسطيني لطالما كان في موقع المزاودة بين الأحزاب لكسب مزيدا من الأصوات وإرضاء الشارع الإسرائيلي.

وتوقع عوكل، أن يتجه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى التصعيد على غزة والضفة مع قرب تقديم لائحة قضايا الفساد ضده، إضافة إلى أن 700 ألف مستوطن لهم وزنهم في العملية الانتخابية.

ولفت إلى أن "إسرائيل" قد تتجه لشن حرب وكل الاحتمالات واردة، خاصة وأن إسرائيل مؤسسة قائمة على العدوان.

ورأى أن المزاد الانتخابي الإسرائيلي سيؤدي إلى تأجيل أي حراك سياسي بشأن تحريك ملف عملية السلام.

وأكد أن ملفات الفساد التي تلتف حول رقبة نتنياهو قد تدفعه لشن حرب لإبعادها عنه، وتحسين صورته.

وبشأن تهديدات الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في قطاع غزة، أضاف عوكل أنها تشكو من تلكؤ تنفيذ تفاهمات التهدئة، وفي الوقت ذاته ستحاول ضبط نفسها حتى لا يبقى لإسرائيل أي ذريعة.

ونوه إلى أن تباطؤ "إسرائيل" في الاستجابة للتهدئة يعود للانتقادات الإسرائيلية الواسعة، والتي وجهت لنتنياهو بشأن خياراته المستسلمة لحسابات حركة حماس.

وتوقع عوكل أن يكسب الليكود أكبر نسبة تصويت بين الأحزاب الإسرائيلية.

وأضاف أن الإنجازات التي يعتبر نتنياهو أنه حققها في الفترة السابقة في التطبيع مع العالم العربي والإعتراف في القدس كعاصمة لإسرائيل لن تعمر بين الجمهور "الإسرائيلي"، خاصة في ظل ثغراته الأمنية.

بدوره رأى المحلل المختص بالشأن الإسرائيلي د. عدنان أبو عامر أن التنافس الاسرائيلي على حساب الساحة الفلسطينية من غير الضرورة أن يأخذ اشكالا عسكرية ميدانية في ضوء تغير موازين القوى في الاراضي الفلسطينية.

وتوقع في تحليل خاص لـ "النجاح الإخباري" أن تحافظ "إسرائيل" على الهدوء النسبي في غزة، وعدم الذهاب لمواجهة عسكرية طاحنة، وفي الوقت ذاته عدم إبرام اتفاق تهدئة مع حماس.

وأكد أن الخيار القائم حاليا يتراوح ما بين التهدئة الحذرة، وعدم الذهاب للتصعيد، مستدركا أنها قد تتجه للخيار الاخير في حدثت تطورات عسكرية كبيرة غير متوقعة.

وحول سياسة نتنياهو المتوقعة مع الفلسطينيين في حال قدر له المقعد، قال المحلل السياسي "قد يتبع نتنياهو السياسة ذاتها، ولكن مع حدوث تطورات في صفقة القرن والإدارة الأمريكية، وخطوات على المستوى الاقليمي لصالح إسرائيل".

وفي الوقت ذاته استبعد أبو عامر حدوث أي عدوان، مؤكدا أن الفترة القادمة ستشهد حالة من الشد والجذب، والتوترات المحسوبة، بحيث يكون لها تبعات ميدانية واحتكاكات بوتيرة معينة دون الذهاب لتصعيد كبير.

وأوضح أن "إسرائيل" لديها توجه سياسي معين في إبقاء الوضع الميداني في غزة على حالة الهدوء النسبي، وفي الوقت ذاته تأخذ المقاومة الانتخابات بعين الاعتبار، ولذلك قد نشهد تحركا منها.

وفيما يتعلق بالضفة الغربية، اعتبر أبو عامر أنها ستشهد مزيدا من الاحتكاكات "الإسرائيلية" والاقتحامات، قائلاً "ستكون ساحة ومسرح للدعاية "الإسرائيلية" كونها ساحة الصراع الحقيقية.

من جهته، دعا المختص بالشأن "الإسرائيلي" محمود مرداوي إلى المناورة في مواجهة حكومة الاحتلال "وابتزازها بحدٍ وقدْرٍ مدروس"، خلال الأشهر القادمة، التي تسبق مرحلة الانتخابات.

وقال مرداوي في منشور له رصده "النجاح الإخباري" على صفحته الشخصية على الفيس بوك: "إن حكومة الاحتلال وحتى 9 أبريل المقبل (تاريخ إجراء الانتخابات) حكومة تسيير أعمال لا تتمتع عمليًا بثقة الكنيست الإسرائيلي، وهي غير مخولة باستخدام صلاحيات ذات أهمية عامة وغير ملحة".

وأضاف: "بالتالي تفتقر حكومة الاحتلال لقدرتها على المبادرة واتخاذ القرارات المؤثرة، وهذا مفيد لنا ويخدمنا إذا أحسنا الاستفادة من هذا الظرف الذي تعيشه حكومة تسيير الأعمال"، مستدركًا: "لكن علينا أن ننتبه في الوقت الذي لا تملك فيه صلاحيات المبادرة تملك كل الصلاحيات للرد على التحديات الملحة".

وتابع "بذكاء وحكمة وإدارة منضبطة نستطيع أن نقول إنّنا أمام خمسة شهور نملك مساحة واسعة للمناورة في مواجهة حكومة نتنياهو وابتزازها بحد وقدر مدروس".

يذكر أن في مارس/ آذار من العام 2015، جرت آخر انتخابات عامة لدى كيان الاحتلال"، فاز فيها رئيس حكومته الحالي "بنيامين نتنياهو"، بينما أُجريت انتخابات الكنيست (7) مرات، منذ العام 1996، سبق في معظمها افتعال الحروب وارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين، كأحد العوامل الأساسية لدى قادة الاحتلال في الدعاية الانتخابية؛ لتحقيق مكاسب سياسية.