رام الله - النجاح الإخباري - أطلقت وزارة التربية والتعليم العالي، من خلال المعهد الوطني للتدريب التربوي، اليوم الاثنين، في مقر المعهد بمدينة البيرة الملتقى التربوي  الثاني، بعنوان: "تجارب تربوية ناجحة جديرة بالتوثيق والتعميم"، تحت رعاية وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم.

وحضر الملتقى الوكيل المساعد للتخطيط والتطوير د.عزام أبو بكر، ومدير عام الاشراف والتأهيل التربوي د. شهناز الفار، والقائم بأعمال مدير عام المعهد الوطني للتدريب التربوي د. صوفيا الريماوي، ومدير مشروع التعليم للمستقبل د. سعيد عساف، ورئيس قسم الادارات المدرسية أ. وليد أبو دياك، بالإضافة لعدد من المديرين العامين ومدراء التربية والتعليم العالي، وحشد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية، وممثلون عن المؤسسات التعليمية، والجامعات الوطنية الشريكة والأسرة التربوية.

ويأتي هذا الملتقى ضمن مساعي المعهد الوطني للتدريب التربوي بإحداث التغييرات والإصلاحات التربوية المنشودة، من خلال عرض مبادرات وأبحاث إجرائية تتناول بالمجمل بناء قدرات العاملين في الميدان التربوي من معلمين ومديرين، ورفد صانعي السياسات ومتخذي القرارات في الوزارة ببيانات تسهم في تحقيق تعليم وتعلُّم نوعي مستدام.

وفي هذا السياق، أكد أبو بكر أهمية هذا الملتقى الذي يهدف الى توفير فضاء تربوي موسع، يتم من خلاله عرض تجارب ومشاريع تخرّج ناجحة للمعلمين والمديرين والطواقم المساندة، بهدف المساهمة في بناء حوار تربوي تشاركي، مشدداً على أهمية توطين الأفكار الإبداعية، وضمان تعميم الفائدة على جميع العاملين في السلك التربوي، خاصاً بالذكر المعلمين والمعلمات.

ونوّه أبو بكر إلى أهمية مشاركة المعلم الفلسطيني في جميع المحافل التربوية محلياً واقليمياً وعالمياً، مشيراً للمكانة الرفيعة التي يتبوؤها المعلم الفلسطيني في المنافسات الاقليمية والدولية، ناسباً ذلك الى التزام المعلم الفلسطيني وإصراره على التطور والمضي في مسيرة التطور للوصول الى مستقبل حافل بالإبداعات التربوية المتميزة.

 كما تطرق أبو بكر الى مسيرة التطوير المستدامة التي سلكتها الوزارة بكل عزم وثبات منذ تأسيسها، وما صاحب ذلك من تحديات محلية ودولية، مشدداً على قناعة الوزارة بضرورة التغيير الذي أحدث فارقاً كبيراً في معادلة التعليم الفلسطينية، مما مكنها من تبوؤ  مكانة مرموقة وسط الأنظمة التعليمية الأخرى.

بدورها، أوضحت د. الريماوي أن هذا الملتقى يأتي بنسخته الثانية امتداداً لبرنامج تطوير القيادة والمعلمين LTDليتوج بمبادرات وتجارب تربوية جديرة بالتوثيق والتعميم، حيث أن كافة المبادرات تعمل على تعزيز المنحى الشمولي للعملية التربوية من خلال معالجة جوانب التحصيل والبيئة والسلوك والتكنولوجيا والتقويم والتعليم والتعلم بما يؤسس ويعزز مهارات القرن الحادي والعشرون لدى الطلبة، كما أكدت أن المبادرات التربوية عكست تأملات المعلمين والمديرين وأبحاثهم لاستثمار أفكارهم في قوالب مرنة بما يساعد في توظيفها بسياقات تعليمية تعلمية آخذين بعين الاعتبار معايير المدرسة الفلسطينية الفاعلة.

 وأردفت الريماوي أن الملتقى التربوي يشكل بالأساس حاضنة لاستيعاب المبادرات والأبحاث الاجرائية التي ركزت على بناء مجمعات التعلم المستندة على البحث، بحيث يصبح البحث في المدارس ثقافة وليس متطلباً لاجتياز مرحلة ما او المشاركة في مبادرة او مؤتمر. وأكدت الريماوي حرص المعهد الوطني على توثيق مبادرات المعلمين والمديرين وتشجيع البحوث الاجرائية لما لها من أثر في توفير مؤشرات يمكن البناء عليها في صياغة برامج وسياسات تربوية مستقبلية.

من جانبها، تحدثت شهناز الفار، عن مدى ترابط طبيعة عمل المعهد الوطني والادارة العامة للإشراف والتأهيل التربوي، حيث يشكل برنامج الاشراف القيادي التطويري حلقة الوصل صوب عملية تعليمية تعلمية مستدامة،  قائمة على نهج التطوير الدائم للمعلم والمدرسة كوحدة تطوير متكاملة للوصول الى المدرسة الفلسطينية الفاعلة.

بدوره قدم عساف، عرضاً حول المدرسة كوحدة تطوير متكاملة، مشيراً الى أن المدرسة تمثل الواجهة التي تحقق من خلالها الوزارة تعليما نوعيا عالي المستوى، وتناول ضرورة تغيير قناعات المعلمين والمديرين تجاه تحقيق غايات الوزارة في صناعة الانسان القادر على توجيه البوصلة نحو المستقبل. وبين عساف أن التطوير المدرسي بحاجة لمعرفة الهدف والطريق التي تقودنا صوب الهدف، مؤكداً على ضرورة وجود جيل من الطلبة يسعى نحو الاستكشاف، يفكر ويتأمل، لا أن يركن الى الحفظ والتلقين.

وتحدث أبو دياك، عن أهمية مشاركة المعلمين والمديرين في الملتقى التربوي، مشيراً الى أهمية تعميم التجارب التربوية الريادية لتعم الفائدة على كافة الاسرة التربوية، وأشار الى التداخلات العديدة بين الميدان التربوي وطبيعة عمل المعهد الوطني والاشراف التربوي، مشدداً على ضرورة تضافر الجهود من كافة الاطراف من خلال تحديد الأولويات التربوية ورسم الخطط التطويرية الكفيلة برفد العملية التعليمية على كافة الاصعدة. 

وبعد جلسة الافتتاح تم تقسيم المشاركين الى خمس مجموعات رئيسة.

وفي نهاية الملتقى،  تم عرض أهم التوصيات استناداً للبحوث المقدمة، كما تم توزيع الشهادات التقديرية على المشاركين وتكريم كافة القائمين على ادارة وتنظيم الملتقي التربوي.