نابلس-وكالات - النجاح الإخباري - كشفت دراسة أسترالية حديثة، أن عقارًا تمت الموافقة عليه لعلاج السرطان، يمكن أن يعالج أحد الأسباب الرئيسية للسكتة الدماغية لدى الشباب.
الدراسة أجراها باحثون بمعهد أبحاث (CENTENARY) في أستراليا، بالتعاون مع باحثين صينيين، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (Science Advances) العلمية.
وأجرى الفريق دراسته لاكتشاف فاعلية عقار "بوناتينيب" (Ponatinib) الذي وافقت عليه هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج السرطان.
واكتشف الباحثون أن هذا العقار يمكن أن يعالج حالة التشوهات الكهفية الدماغية (CCMs) وهي أوعية دموية ذات تكوين غير طبيعي، على عكس أنواع الأورام الوعائية الأخرى.
وتتطور حالة الأوعية الدموية المصابة بالتشوهات الكهفية الدماغية، لتسبب مشاكل في الدماغ أو الحبل الشوكي.
وقد تكون هذه التشوهات، التي يمكن أن يختلف حجم قطرها من 2 ملليمتر إلى عدة سنتيمترات، وراثية ولكنها في الغالب تحدث من تلقاء نفسها.
وحسب الدراسة، تؤثر هذه الحالة على ما شخص واحد من بين 200 شخص، ويمكن أن تسبب النزيف والصرع والسكتة الدماغية خاصة لدى الشباب.
وأشار الفريق إلى أن معظم المرضى الذين يعانون من التشوهات الكهفية الدماغية لا يعانون من خلل وراثي معروف ولا يتعرفون على حالتهم إلا عندما يكون لديهم تصوير بالرنين المغناطيسي على دماغهم من أجل حالة مرضية أخرى كضربة الرأس على سبيل المثال، فيما يكتشف مرضى آخرون حالتهم فقط بعد تعرضهم لأعراض مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.
وأوضح الباحثون أن العلاج الوحيد المتاح حاليا لتشوهات الكهفية الدماغية هو التدخل الجراحي، وهو أمر غير ممكن دائمًا، لذلك يسعى العلماء لتكثيف جهودهم لإيجاد علاج دوائي لهذه الحالة.
وقال الدكتور جايسونج بيتر شوي، قائد فريق البحث إن الخطوات التي توصلوا إليها تعتبر مهمة في السعي لإيجاد علاج مناسب لهذا المرض الخطير.
وأضاف: "هدفنا التالي هو تجميع مشتقات عقار "بوناتينيب" للاستخدام المحدد بين مرضى التشوهات الكهفية الدماغية لتعظيم فعاليتها والتقليل من أي آثار جانبية والبدء بالتجارب السريرية على البشر".
والسكتة الدماغية هي مرض وعائي يحدث بسبب عدم قدرة شرايين المخ على إيصال الأكسجين إلى الدماغ، ما يؤدي إلى السكتة الدماغية أو الجلطة الدماغية البسيطة.
وتعتبر السكتة الدماغية واحدة من الأسباب الرئيسية للإعاقة في جميع أنحاء العالم، وتسبب عبئا ثقيلا من الناحية الإنسانية والاقتصادية على المجتمعات.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية تأتى في صدارة أسباب الوفيات في جميع أنحاء العالم، مضيفة أن نحو 17.3 مليون نسمة يقضون نحبهم جرّاء الأمراض القلبية سنويا، ما يمثل 30% من مجموع الوفيات التي تقع في العالم كل عام.