نهاد الطويل - النجاح الإخباري -  يبدو أنَّ الزخم الذي غلَّف محادثات التهدئة بين قطاع غزَّة ودولة الاحتلال برعاية مصرية يتراجع خطوات كبيرة للوراء على ضوء ما كشفته صحيفة "الحياة اللندنية" من أنَّ الرئيس محمود عباس أوقف اتفاق التهدئة بين حماس وإسرائيل بعد سلسلة من المواقف المتدحرجة والرافضة للذهاب إلى أيّ تهدئة مع إسرائيل  خارج بوابة منظمة التحرير الفلسطينية.

وفي هذا الإطار يؤكَّد عضو المجلس الثوري لحركة فتح تيسير نصر الله أنَّ القيادة تمكَّنت من سحب العربة من أمام الحصان، وبالتالي النجاح في تحصيل اشتراط "المصالحة تسبق التهدئة" وليس العكس.

ويرى نصرالله في تصريح مقتضب لـ"النجاح الإخباري" الأحد، أنَّ المصريين تراجعوا خطوة إلى الخلف باتّجاه تحقيق المصالحة على حساب التهدئة.

"ويبدو أنَّهم أخذوا بموقف حركة فتح في هذا الشأن، فالمصالحة تسبق التهدئة " أضاف نصرالله.

وعما إذا وصلت رسالة القيادة على ضوء الزيارة الأخيرة لوفد المخابرات المصرية لرام الله يعتقد نصر الله أن هذا ممكن.

ويتساءل في الوقت ذاته: "وإلا لماذا توقَّف الحديث عن التهدئة والهدنة؟"

الرئيس محمود عباس خلال قمة جمتعه بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي ( ارشيفية)

من السابق لأوانه ..

وفي هذا الإطار يؤكِّد الباحث في مؤسسة يبوس للاستشارات والدراسات سليمان بشارات أنَّه ما من شك بقدرة القيادة الفلسطينية على التأثير في هذا الملف وهي بطبيعة الحال لن تقبل في مباحثات تستثنيها أو لا تمنحها الحد الأدنى على الأقل..

وقال بشارات لـ"النجاح الإخباري" إنه من المبكر القول إنَّ القيادة الفلسطينية حصلت على ما تريد، أو إنَّها سحبت العربة من أمام الحصان، لأنَّنا حتى الآن لم نلمس شيئًا على الأرض، كما أنَّ الراعي المصري للمباحثات لم يخرج بأيّ تصريح يوضح نتيجة هذه الجولة، وإن كانت فعلًا انتهت أم لا تزال هناك ترتيبات لها من خلال قنوات أخرى بعيدًا عن الإعلام.

كلفة التهدئة باهضة

بدوره يؤكّد الكاتب والصحفي الأردني عيسى الشعيبي أنَّ تعليق المخابرات العامّة المصرية المفاجئ واستضافتها حماس، وتأجيل استئناف محادثات التهدئة إلى أجلٍ غير مسمى،  دون الإفصاح عن الأسباب والموجبات، أو تحديد موعد آخر، أو حتى إصدار بيانٍ يوضح برغبة من تأجلت هذه المحادثات، تكون هذه التهدئة قد تجمّدت في واقع الأمر.

ويتفق الكاتب الشعيبي مع ما تضعه القيادة الفلسطينية من اشتراطات ويلفت إلى أنَّه كلَّما تقدّمت التهدئة خطوةً صغيرة إلى الأمام، تراجعت المصالحة خطواتٍ واسعة إلى الوراء.

 ويشير الكاتب في هذا السياق إلى حالة الإجماع الفلسطيني على أن هذه المصالحة هي الحل الوحيد لجميع مشكلات غزة.

ويحذِّر الشعيبي مما أسماه بكلفة التهدئة على فصيلٍ بعينه، غير مفوّض بتمثيل الكل الفلسطيني، والتحدّث نيابة عن الممثل الشرعي، ستكون باهظة.

الكاتب الشعيبي :تحدّث حماس نيابة عن الممثل الشرعي للفلسطينيين ستكون باهظة
الكاتب الشعيبي :تحدّث حماس نيابة عن الممثل الشرعي للفلسطينيين سيكون ثمنه باهضا (ارشيفية)

سرية مطلقة

بموازاة ذلك يرى الكاتب الصحفي المصري ومدير عام تحرير صحيفة "البوابه نيوز" محمود الحضري، أنَّ ملف التهدئة من اهم الملفات التي تأتي على رأس أولويات مصر حاليا كونه هو الباب للوصول إلى رؤية تحقق مطالب كل الأطراف بما في ذلك ضمان حماية أمنها القومي.

ويؤكد الحضري لـ"النجاح الإخباري" ان مصر تقيم حوارا مفتوحا في هذا الشأن مع كل الأطراف المعنية.

ويدلل الحضري على ما سبق بالحديث عن الوفود الطائرة بين الأراضي الفلسطينية والقاهرة والتي تخضع  في معظم مناقشاتها لسرية مطلقة.

وقال مسؤولون فلسطينيون إن الوفد المصري الرسمي الذي زار رام الله أخيراً، أكد للرئيس عباس أن مصر لا يمكنها أن تكون جزءاً من صفقة هدنة في غزة دون مشاركة قيادة منظمة التحرير، بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

مؤشر..

وما يؤشر الى سحب ورقة التهدئة ولو مؤقتا عودة خيار التصعيد الشعبي على الحدود مع قطاع غزة في كل جمعة حيث لوحظ في الجمع الثلاث الأخيرة زيادة أعداد المتظاهرين بشكل يُذِّكر بالأيام الأولى لانطلاقة "مسيرات العودة وكسر الحصار". وعادت هذه الفصائل إلى السماح للشبان الغاضبين بإطلاق البالونات الحارقة وقص السياج الفاصل.