النجاح الإخباري - في ظل تشكيل حركة حماس في قطاع غزة لوفد لمناقشة مسألة إنجاز "هدنة" مع الاحتلال، قصفت قوات الاحتلال ظهر اليوم موقعا للمقاومة أدى لاستشهاد مواطنين وإصابة عدد آخر بجروح، شرق جباليا شمال قطاع غزة. تطور ادراماتيكي ولد جملة أسئلة من العيار الثقيل، وابرزها، لماذا هذا القصف في ظل الحديث عن تهدئة طويلة المدى؟

"النجاح الإخباري" حاول البحث عن ابعاد هذا العدوان الإسرائيلي واسبابه، ويؤكد المحلل السياسي أكرم عطالله، إن العدوان الأخير يأتي في ظل استمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين. مشيرا إلى أن الجانب الاسرائيلي يعتبر أن المفاوضات لم تستكمل بسبب بعض الظروف، ومنها تعقد ملف الجنود المأسورين لدى المقاومة في غزة.

وبين "لـ النجاح الإخباري" أن الاحتلال يعتقد ان حماس تحاول كسب الوقت فقط، وهي تشدد في مفاوضاتها معه، وقال عطا الله: "بالتالي التدخل الاسرائيلي بالسلاح جاء ليعزز موقفه، ليدفع حركة حماس لتقدم معلومات حول الجنود الأسرى".

وأشار إلى أن الاحتلال لا يريد أن يدفع ثمناً كبيراً إذا كان جنوده المأسورين "جثث"، وقال: "إسرائيل اعتبرت ان حركة حماس اعطت الموافقة على الاتفاق، وبالتالي تريد ان تبتزها في اللحظات الاخيرة".

"يدها العليا"

الخبير في الشأن الإسرائيلي د. عدنان أبو عامر، كان له رأي آخر، فقد تحدث عن برقيات إسرائيلية دامية من قصف واغتيال شهيدي القسام في القطاع، فحلل الحدث كما يلي: "إن رواية الاحتلال عن إطلاق النار على إحدى دورياته ليس لديها أقدام تقف عليها، وحدوث القصف في ظل تواجد قيادات وازنة من حماس، رسالة من العيار الثقيل بمعنى "أنتم تحت مرمانا، والرادار يتابعكم".

وأضاف: "حدوث الاغتيال في ذروة مباحثات التهدئة، رغبة إسرائيلية بأن تكون يدها العليا إذا ما قدر لها أن تحصل، بالإضافة أن إسرائيل تقدر صعوبة أن ترد حماس على الاغتيال مع تواجد قيادتها القادمة من الخارج في غزة مما قد يجعلها تؤجل الرد، وبالتالي يبرد الموضوع بوساطة مصرية، وتأكيد المؤكد على أن أي ترتيبات سياسية قد تبقى هشة وغير مضمونة لأمد طويل!