النجاح الإخباري - حرص الإنسان طوال عصور على تطوير المشروبات والعصائر بأنواعها كافة، الباردة والساخنة، عن طريق عصر، أو نقع الفواكه الطازجة، أو الخضراوات. وتشكِّل المشروبات جزءاً من ثقافة المجتمع البشري، فضلاً عن أهميتها بوصفها حاجة استهلاكية أساسية، وعلى الرغم من أن معظم المشروبات المعروفة تتضمن الماء في تركيبها الأساسي، بما فيها العصائر والمشروبات الغازية، إلا أن الماء لا يُصنَّف من المشروبات، كما أن هناك عديداً من المشروبات الغريبة وغير المألوفة.

الكافا:

جذور هذا النبات يستخلص منها شراب له تأثير مهدِّئ ومخدِّر، وتستهلك الكافا من قِبل حضارة البولينيزيا الراقدة على ضفاف المحيط الهادئ، وتُستخدم بوصفها نباتاً مهدِّئاً للأعصاب ومرخِّياً دون التأثير على الحالة العقلية. وتُعرف المادة الفاعلة فيها باسم "كافالاكتون"، ويعد الكافا جزءاً من الثقافات الدينية والطبية والسياسية والاجتماعية عبر مناطق المحيط الهادئ، ولنبات الكافا مكانته المتميزة والمهمة في هذه المناطق، مثلاً في فيجي يوجد هناك احتفال رسمي للكافا، يسمَّى "احتفال ياكونا".

الكفير:

مشروب فوَّار، يعود أصل تسميته إلى كلمة "كيف" الكردية، أي السعادة والسرور، أو إلى كلمة "كَابر". والكفير هو لبن متخمِّر، يرجع أصله إلى الرعاة في منطقة القوقاز، حيث اكتشفوا أن اللبن الطازج يتخمَّر أحياناً ليصير مشروباً غازياً. ويتم تحضيره بوضع حبوب الكفير في حليب البقر، أو الماعز، أو النوق في درجة حرارة الغرفة. وقديماً كان الكفير يحضَّر في إرب من الجلد، تُعلَّق قرب مدخل البيت، ويقوم كل مَن يمر بمدخل البيت بضرب الإربة للتأكد من تغلغل الحبوب في اللبن، وتمازجهما معاً. ويمكن تحضير الكفير من بدائل الألبان مثل لبن جوز الهند، أو لبن الصويا.

أماساكي:

يعد الأماساكي عنصرَ تحليةٍ لذيذاً، وهو مشتق من الأرز الحلو، والكوجي "نوع من الخميرة"، ويترك الخليط حتى يتخمَّر ليصبح سائلاً دسماً. ويتميز الأماساكي بمذاقٍ حلو، ودسامة ناعمة عند استخدامه للتحلية، أو عند إعداده مشروباً، ويمكن تحضيره في المنزل، أو شراؤه جاهزاً من متاجر الأطعمة الطبيعية، إذ يتوفر منكَّهاً باللوز، أو الخوخ، أو غيرهما. ويستخدم الأماساكي مع جميع أصناف الحلويات، ويقدم ساخناً، أو مثلجاً على شكل عصير، أو مشروب، كما يمكن تناوله منفرداً بالفريز، أو الفاكهة المتنوعة، أو الزنجبيل المبشور.

كالبس:

مشروب ياباني صناعي، له لون حليبي نوعاً ما مع نكهة حامضة طفيفة، شبيهة بنكهة الروب الصافي، أو المنكَّه بالفانيلا، ويتكوَّن من الماء، ومسحوق الحليب الخالي من الدسم، وحمض اللبنيك، ويُنتج بواسطة عملية التخمُّر اللبني. وقد نال شعبية كبيرة في وقت قصير جداً، في فترة ما قبل حرب اليابان، بسبب تركيزه وإمكانية حفظه جيداً دون الحاجة إلى تبريده، وكان يعبَّأ ويغلَّف.

نامليت:

شراب تراثي في دول الخليج، كان معرفاً قبل ظهور المشروبات الغازية الأخرى، مثل المشن، والستيم، ومن ثم المشروبات المعاصرة، مثل الكراش، والبيبسي، والكوكاكولا، وغيرها. هو مشروب بنكهات وألوان مختلفة، ومن ميزاته الخاصة جداً، أن القنينة الخاصة به "غرشة" محشور في عنقها "تيلة" لا تنزل إلى قاعها، ولا تخرج منها، وهي التي تسد فتحة القنينة، وتمنع خروج المشروب، وللشرب يجب عليك الضرب على التيلة لتسقط في العنق، ومن ثم تتحكم فيها بطرف لسانك كي تشرب.

إذا تمعَّنا في الحضارات والثقافات فسنجد أن لكل منها عاداتها وتقاليدها الخاصة في المشروبات، التي توارثوها، وتعد موروثاً ثقافياً لتلك الدول.