النجاح الإخباري - توصلت دراسة حديثة إلى أن الغيوم الليلية الساطعة المتشكلة على بعد 50 ميلا فوق سطح الأرض أصبحت أكثر شيوعا بسبب التغير المناخي.

وتنشر الغيوم ضبابا أزرق صاعقا عندما ينعكس ضوء الشمس عن بلورات الجليد الملتصقة بجسيمات دقيقة من "غبار النيزك" المرتفع في الغلاف الجوي.

وتعد الغيوم النقية البراقة الأعلى في الغلاف الجوي للأرض، وتُرى خلال ليالي الصيف فقط، حيث تتشكل وسط الغلاف الجوي في طبقة تعرف باسم الغلاف الجليدي أو الميزوسفير.

ولاحظ باحثون زيادة في الغيوم البراقة بسبب تغير المناخ الناجم عن ممارسات الإنسان، ما تسبب في زيادة بخار الماء في الغلاف الجوي.

وقال فرانز جوزيف لوبكين، عالم المناخ في معهد Leibniz لفيزياء الغلاف الجوي في Kühlungsborn بألمانيا، والذي قاد الدراسة المنشورة في رسائل البحوث الجيوفيزيائية: "نتكهن بأن السحب كانت دائما موجودة ولكن فرصة رصد إحداها كانت سيئة للغاية سابقا".

واكتشف البشر هذه الغيوم لأول مرة عام 1885، بعد أن أدى ثوران بركان Krakatoa في إندونيسيا إلى انطلاق كميات هائلة من بخار الماء في الهواء. وأصبحت هذه الظاهرة أكثر شيوعا في القرن العشرين.

وبحلول التسعينيات، بدأ الباحثون يتساءلون عما إذا كان تغير المناخ يجعلها أكثر وضوحا.

واستخدم الباحثون بيانات الأقمار الاصطناعية والنماذج المناخية، لمحاكاة الطريقة التي ساهمت بها آثار زيادة غازات الاحتباس الحراري في تشكيل السحب النقية على مدى الـ150 عاما الماضية.

وأوضح الباحثون أن حرق أنواع الوقود الأحفوري ينقل غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان وبخار الماء إلى الغلاف الجوي، وكلها غازات دفيئة.

ووجدت الدراسة أن انبعاثات الميثان زادت من تركيزات بخار الماء في الغلاف الجليدي بنسبة 40% تقريبا، منذ أواخر الثمانينيات من القرن التاسع عشر، ما أدى إلى مضاعفة كمية الجليد التي تتشكل في طبقة الميزوسفير.

ويعتقد الباحثون أن الأنشطة البشرية هي السبب الرئيسي في أن الغيوم المتألقة أصبحت الآن أكثر وضوحا مما كانت عليه قبل 150 عاما.

ويقوم ثاني أكسيد الكربون بتدفئة سطح الأرض والجزء السفلي من الغلاف الجوي، ولكن في الواقع يبرد الغلاف الجوي الأوسط حيث تتشكل الغيوم النقية.

ووفقا لوكالة ناسا، فقد لوحظت الغيوم النقية موسميا خلال الصيف في كل من نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي، عندما يكون الغلاف الجوي أكثر رطوبة، ويرسل بخار الماء من ارتفاعات منخفضة.

ويقول الباحثون إن دراسة هذه السحب توفر معلومات أوضح حول سلوك هذه الطبقة من الغلاف الجوي، ودورها وتأثيرها على الطقس والمناخ.