نهاد الطويل - النجاح الإخباري - تعيش المنطقة  خلال الأيام المقبلة، وقتا عصيبا من الترقب؛ انتظارا لسيناريوهات ما بعد نقل السفارة الامريكية من "تل ابيب" الى القدس المحتلة.

تاريخ له ما بعده وخطوة أمريكية أخرى في تحدي الفلسطينيين.

عدوان يتصادف مع الذكرى السبعين للنكبة ، التي جرى فيها اقتلاع الفلسطينين من أراضيهم عام 1948، وإعلان قيام دولة إسرائيل.

مراقبون يرون أن نقل السفارة بمثابة محفزات قد تتطور إلى اندلاع حرب، إما على جبهة غزة أو على شكل مواجهة في الضفة الغربية والقدس المحتلة.

وشهدت الأيام الماضية تصعيدًا ملموسًا منذ 30 آذار الماضي، الذي صادف يوم الأرض؛ إذ نظم الغزيون عشرات المسيرات تحت اسم مسيرة العودة الكبرى، اشتدت وتيرتها في أيام الجمع من كل أسبوع، ارتقا على إثرها 116شهيدًا ، وأصيب الآلاف.

وهكذا يتوقع أن تكون خطوة نقل السفارة مقدمة لأحداث متسارعة، لا يعرف إلى أي مدى قد تسهم في تدهور المشهد.

على الصعيد السياسي، حذرت القيادة الفلسطينية، من أن أية خطوات لا تنسجم مع قرارات الشرعية الدولية ستعرقل جهود تحقيق التسوية في المنطقة، وبالتالي تدمير حل الدولتين، الأمر الذي سيؤدي إلى تفجير الأوضاع في المنطقة.

ومع ذلك، لا يبدو واضحًا إلى أين يمكن أن تذهب مثل هذه التصريحات سياسيًا.

بدوره يؤكد الكاتب عزت جرادات إنه (حدث القرن) الذي ارتكبه (ترامب) متحدياً المجتمع الدولي، حيث رفض ممثلو (128) ماية وثمانية وعشرين دولة في (الأمم المتحدة) هذا القرار، كما خرج به عن مألوف الرؤساء الأمريكيين السابقين الذين رفضوا اتخاذ هذه الخطوة، باعتبار القدس جزءاً من الأراضي المحتلة، وركنا أساسياً في النزاع العربي- الإسرائيلي، وحل الدولتيْن الذي ترعاه الولايات المتحدة الأمريكية نيابة عن اللجنة الرباعية في العملية التفاوضية ما بين طرفي النزاع: الفلسطيني- الإسرائيلي.

ويضيف جرادات على الصعيد الدولي سيبرز التباين بين الموقفين الأمريكي والأوروبي تجاه عملية السلام والمتمثلة في حل الدولتيْن بشكل أكثر وضوحاً: شهادة الوفاة الأمريكية لحل الدولتيْن ورد الفعل الأوروبي العاجز.

وتابع:"تصبح القضية الفلسطينية على خطر عظيم بين مجتمع دولي لا تملك القدرة على اتخاذ قرار جاّد، وتحالف صهيو- أمريكي يمارس الإجراءات الأحادية في تنفيذ مشاريع التهويد والاستيطان وإيجاد واقع جغرافي- سكاني جديد في المدينة المقدسة.".

وأما على الصعيد العربي فمن شأن الخطوة أن تدخل (الخيار العربي الاستراتيجي الوحيد ) المتمثل بالحل السلمي وعملية السلام في فراغ سياسي. أضاف جرادات. 

ولفت جرادات الى انه من غير المحتمل أن تكون القضية الفلسطينية أولوية عربية في أجندتها السياسية في ضوء الوهن العربي نتيجة لتضارب المصالح فيما بينها، وتباين الآراء تجاه القضية الفلسطينية والتعامل مع إسرائيل، فضلاً عن المعركة مع الإرهاب.

وتعقد الجامعة العربية، اجتماعاً على مستوى المندوبين الدائمين لبحث تداعيات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

وقال سفير فلسطين لدى مصر ومندوبها في الجامعة العربية ذياب اللوح، إن الاجتماع سيناقش تبعات الخطوة الأمريكية والبحث في وضع أليات للحيلوية دون إقدام دول أخرى على نقل سفاراتها إلى القدس المحتلة.

وأضاف اللوح أن الاجتماع سيؤكد على الموقف العربي الداعي لتنفيذ قرار القمة العربية عام 1980 والقاضي بضرورة مقاطعة الدول التي تنقل سفارتها للقدس وقرار مجلس الأمن رقم 476 الذي أكد على بطلان إجراءات الاحتلال لتغيير طابع المدينة المقدسة.

مسيرات العودة من شأنها أن تبعث برسائل قوية إلى الأطراف التي تنتظر هدوءًا فلسطينيًا للدفع بصفقة القرن التي تصفي القضية الفلسطينية، كما أنها أحدثت إرباكًا في الأوساط الإسرائيلية من طريقة التعامل مع هكذا سيل شعبي جارف.

وحشد الغزيون أنفسهم في سبعة عشرة نقطة إلى جانب توقع ان تمتد الأحداث إلى الضفة الغربية، وشرقي القدس

وفي كل السيناريوهات المحتملة سيكون نقل السفارة الامريكية بمثابة جزء من حسابات أوسع تتعلق بصفقة القرن التي يجهزها ترامب منذ وصوله للبيت الأبيض.