أشرف صالح - النجاح الإخباري - في فجر يوم الجمعة حيث كان الناس بإنتظار صلاة الفجر , وشاء القدر ولم يتركهم الله في ضيق الحال , فكانت البشرى السارة تخرج من البيان الختامي للجلس الوطني الفلسطيني على لسان السيد الرئيس أبو مازن , تم الإعلان عن صرف كامل رواتب موظفين السلطة في قطاع غزة , وإنتشرت الفرحة في الصحف ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي .

إن خطاب الرئيس كان يعبر عن نشوة الإنتصار في العرس الديمقراطي والتي إلتفت حوله جميع الفصائل الفلسطينية ضمن منظمة التحرير بإستثناء الجبهة الشعبية والتي رفضت المشاركة في أي كيان بديل عن منظمة التحرير برغم أنها لم تشارك , كما وأن حركة الجهاد الإسلامي أكدت أيضا أنها لم تشارك في أي كيان بديل عن شرعية منظمة التحرير رغم أنها لم تشارك ولم تكون جزء من منظمة التحرير في الأصل , وهذه بحد ذاتها كانت تشكل إنتصارا حقيقيا للمجلس الوطني .

وقد إستثمر هذا الإنتصار السيد الرئيس أبو مازن متمثلا في إنتخابه رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بإجماع جميع الفصائل والقوى المشاركة في المجلس , وهذا يعني تجديد الثقة من جميع الأعضاء الى الرئيس , وأيضا كان حضور أكثر من خمسين دولة في المجلس الوطني له أهمية خاصة تعبر عن الإلتفاف المجتمع الدولي حول شرعية منظمة التحرير .

في رأيي أن الإنتصار الذي حققه الرئيس سواء على مستواه الشخصي أو على مستوى نجاح المجلس الوطني كان دافعا قويا لتغيير لهجته بشكل مفاجئ , فكان خطابه الختامي يعبر عن نشوة إنتصار حقيقية أدت الى تغيير لهجته المعتادة , فخرج بقرارات فاعلة وناجحة وعلى رأس هذه القرارات الإنفراجات على أهلنا في قطاع غزة وهذا في حد  ذاته سيساهم في حل مشاكل كثيرة .

ولم يكتفي الرئيس بهذا بل كان يتحدث عن الإنقسام بشكل مختلف , وتعبيراته تؤكد لنا بأنه سيتخذ قرارات حاسمة أيضا في ملف الإنقسام .

إستطاع المجلس الوطني أن يجدد الثقة لنفسه من خلال إلتفاف دول كثيرة حوله , ومن خلال تجديد هيكليته بشكل عام بتوافق جميع الفصائل , ونتمنى أن يحصل الأهم من ذلك وهو تنفيذ كل القرارات الحاسمة التي خرجت من المجلس الوطني , ونتمنى أن الدورة القادمة تنعقد بوجود جميع الفصائل الفلسطينية بلا إستثناء .

إن مخرجات المجلس الوطني وخاصة خطاب الرئيس لها دلالات كثيرة ومن أهمها أن الرئيس بدأ من حديثه بالإعلان عن إستراتيجية جديدة في سياسته , وأنا أتوقع أن هذه الإستراتيجية الجديدة ستساهم بشكل قوي في حل مشكلة المصالحة وإنهاء الإنقسام في القريب العاجل .