عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - طفت على السطح مؤخرا، تخوفات إسرائيلية من مسيرات العودة الفلسطينية المرتقبة في يوم الأرض، التي أقرتها الفصائل الفلسطينية تجاه الحدود، بهدف إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، والتأكيد على حق العودة للاجئين الفلسطينيين في ظل مساعي الإدارة الأمريكية لشطب حق العودة، وفق ما صرح به الاحتلال في مناقشات مجلس أمنهم المصغر ما يسمى "الكابينيت".

وذكرت القناة "الثانية" العبرية أن عضو الكنيست ووزير الطاقة في حكومة الاحتلال "يوفال شتاينتس" اقترح خلال الجلسة إلقاء الأغذية والأدوية أمام المتظاهرين من الجو عبر الطائرات، معتقدًا أن الجماهير قد ينشغلون بها بدلاً من إكمال طريقهم.

وبرر "شتاينتس" مقترحه أن قوات الإحتلال ستكسب مرتين من تلك خطوة؛ الأولى أن تخصم فاتورة هذه الطرود من عائدات الضرائب الفلسطينية، أما المكسب الثاني فيتمثل في إظهار الإحتلال بمظهر الحريص على غزة. على حد وصفه.

وقال وزير الاستيطان وقائد المنطقة الجنوبية الأسبق يوآف غالانت في حكومة الاحتلال، الذي حضر الجلسة أيضا أنه جرّب ذلك إبان خدمته العسكرية بغزة عندما أشغلت الفلسطينيين بالإفراج عن بعض الأسرى قبل 500 متر من الموقع الذي ساروا تجاهه لاقتحامه، بالإضافة الى تجريبه إلقاء دُمى عليهم جوًا. وفق ادعائه.

علامة فارقة

حركة "فتح"، أكدت من جهتها أن مسيرة العودة التي ستنطلق في ذكرى يوم الأرض وبالتزامن مع مرور سبعين عاماً على النكبة، تشكل خطوة نضالية مهمة، يقوم بها شعبنا من أجل التأكيد على حقوقه وتمسكه بحقه الذي لا تنازل عنه في العودة إلي أرضه أرض الآباء والأجداد.

وقال الناطق باسم الحركة، عاطف أبو سيف إن فتح جزء أساسي من حراك العودة، وإن أطرها وهياكلها التنظيمية وأنصارها منخرطون من أجل تلك اللحظة التي يقول الشعب الفلسطيني لسارق أرضه ها هم الأبناء لم ينسوا، وسيظلون قابضين على جمرة الحلم".

واعتبر أبو سيف، أن مسيرة العودة، ستكون علامة فارقة في النضال الشعبي الفلسطيني، واستمراراً لمسيرة الكفاح التحرري الذي يخوضه شعبنا.

وثمّن كل الجهود التي تبذلها مكونات المجتمع الفلسطيني من أجل إنجاح المسيرة وتحقيقها لغاياتها، داعية إلى الحفاظ على سلميتها وطابعها الخاص الذي يجعل منها استمرارا للمقاومة الشعبية التي لفتح فخر قيادتها وإطلاقها وتبنيها. 

وتمثلُ مسيرة "العودة الكبرى" المقرر انطلاقها في تاريخ 30/آذار باتجاه السلك الفاصل شرق قطاع غزة رداً شعبياً فلسطينياً على صفقة القرن، وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعلان مدينة القدس عاصمة للاحتلال.

المطالبة بالحقوق

في السياق ذاته، شددت حركة الجهاد الإسلامي على لسان عضو مكتبها السياسي، نافذ عزام على ضرورة المشاركة في هذه المسيرات التي تظهر مدى الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني للعالم بأسره.

وأكد عزام في حديثه لـ"النجاح الإخباري" أن هذه المسيرات بعيدة تماماً عن أي شكل من أشكال السلاح، لافتاً إلى أن الشعب سيتحرك بشكل أعزل لإيصال صوته للعالم كله بأنه مظلوم ومحروم من حقوقه وان إسرائيل تمارس الضغط عليه والحصار.

وقال: "إن الشعب الفلسطيني من حقه أن يعبر عن نفسه وأن يطالب بحقوقه، ومسيرة العودة هي جزء من المطالبة في هذه الحقوق"، على حد تعبيره".

وعن تخوفات الاحتلال من مسيرات العودة، اعتبرها القيادي في الجهاد الإسلامي أمر اعتيادي، " لأن إسرائيل دائماً لديها تخوفات من كل شيء يتعلق بالفلسطينيين والمحيط، كونها تعتدي على الفلسطينيين وتتحدى القانون الدولي وتخرق كل المواثيق".

وتابع " إسرائيل لديها مثل هذه التخوفات وهي تعرف أن الشعب الفلسطيني له حق في الدفاع عن حقوقه، لذلك هي تحاول باستمرار من خلال الضغط والوسائل المخالفة لكل القوانين الإبقاء على الوضع كما هو وحرمان الفلسطينيين من أبسط حقوقهم، وبالتالي هي تعيش مثل هذه التخوفات طوال الوقت".

أربكت حسابات الاحتلال

من جانبه، يرى عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، طلال أبو ظريفة أن التحضيرات لمسيرات العودة تسير على قدم وساق، مشيراً إلى أنها ستكون لها قاعدة مشاركة أوسع من كل المسيرات السابقة، لأنها كلما ارتفعت كلما كانت رسائلها وصوتها للمؤسسات الدولية والمجتمع الدولي أعلى.

وقال أبو ظريفة، في تصريحات خاصة لـ"النجاح الإخباري": إن الاحتلال يحاول بكل الطرق والوسائل إفشال هذه المسيرة، ومناقشة الكابنيت للمسيرة يدلل على أن هناك مخاوف كبيرة منها".

وأضاف "نقاشات الكابينيت نقاشات سخيفة عندما ينظر إلى موضوع قطاع غزة وكأنه احتياجات إنسانية فقط مع أهميتها، لكن مأساة غزة مأساة سياسية بفعل الاحتلال"، مشدداً في الوقت ذاته على أن هذه المسيرة أربكت حسابات قادة الاحتلال.

وأوضح عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، أن مسيرة العودة ستكون سلمية "وسنضع كل الضوابط التي تمنع الانفلات أو التفلت من الأجيال الشابة وسيكون في مقدمة المسيرة النساء والشيوخ والوجهاء، وبعيدة بما لا يقل 700 مترh، لأننا ندرك  الرسالة التي نريد أن نوصلها للمجتمع الدولي".

وكان قائد أركان حرب الإحتلال غادي آيزنكوت، قد حذّر في جلسة الكابينيت أمس من أن الساحة الفلسطينية هي من أخطر الساحات حالياً وأنها قد تنفجر في أية لحظة، مشيراً إلى استعداد قواته لأي طارئ.

يشار إلى أن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، نفذّت صباح الأحد الماضي، مناوراتها الدفاعية في قطاع غزة تحمل مُسمى "مناورات الصمود والتحدي، فيما عدّ الاحتلال، المناورة تطورًا جديدًا في تكتيكات القسام، ويبعث برسائل عدة.