عاطف شقير - النجاح الإخباري - في ظل انتشار المعرفة الهائلة وتدفق المعلومات أصبحت الدول تتوج علومها المختلفة بنظام التخصصات المعرفية المختلفة التي تعنى بمجال معين وحقل دراسي محدد، وتقوم بدراسة تفصيلية له من جميع أبعاده ومغازيه، وهذه النظرية الإدارية التخصصية الحديثة تنتشر بشكل كبير في الولايات المتحدة الأمريكية والدول التي تأخذ بالأنظمة الإدارية منها.

أما التجربة اليابانية الإدارية الإعلامية فتختلف عن هذا المنحى الإداري، فانت إذا ما أردت ان تتخصص كإعلامي في مجال كرة القدم مثلا، فلا بد لك من معرفة جميع أشكال وأنواع الرياضة الأخرى التي من شانها ان تؤثر في هذه اللعبة، فلا يمكنك تعلم التغطية الإعلامية الرياضية لكرة القدم دون التمكن من المعلومات الرياضية الكافية حول مختلف الألعاب الرياضية ككرة السلة والطائرة واللياقة البدنية التي من شانها ان تساعد على تقوية بدن اللاعب في كرة القدم.

أما في عالم اليوم وخاصة في الدول المتقدمة اصبح هناك من الإعلاميين المتخصصين في لعبة معينة ككرة القدم او كرة السلة او كرة الطائرة، حيث يتفنن هذا الإعلامي بمختلف فنون العمل الإعلامي الرياضي الذي من شانه معرفة قوانين كرة القدم المتخصص بها وجمهورها والنوادي الرياضية المختلفة والنجوم الرياضية في هذه اللعبة، وكذلك معرفة الثقافة الرياضية حتى يتمكن الإعلامي من الوصول إلى عالم الإبداع الرياضي الإعلامي في هذه المهنة.

لكن الذي يسترعي النظر ان الجامعات الفلسطينية لا يوجد فيها تخصصات فرعية، حيث لا يستطيع الدارس في ميدان الصحافة التخصص في مادة التربية الرياضية لان تخصص الصحافة تخصص منفرد في كلية الآداب.

وهذا يجعل دارس الصحافة متعبا في دراسة العلوم الإنسانية المختلفة للرقي بأسلوبه الإعلامي والثقافي، وهذا ما يرهق الصحافي في البحث في مختلف دروب المعرفة كي يقوم بعمل إبداعي مثمر عن موضوع من جملة التخصصات الإنسانية.

أما الإعلام الرياضي الفلسطيني، فانه يفتقر إلى الإعلاميين الرياضيين التنمويين الذين يسعون إلى تطوير هذا القطاع الهام، حيث ان معظم العامليين في القطاع الإعلامي الرياضي من أصحاب الهواية، وليس لديهم أي نوع من الحرفية الإعلامية او الشهادات الأكاديمية، مما يجعل القارئ او الجمهور المشاهد لمحطاتنا المحلية لا يتابع الرياضة ولا يهتم بها لان الإعلاميين لا يتفانوا في إعطاء الجمهور المعلومة الرياضية مما يتطلب من الإعلاميين العامليين في هذا القطاع مضاعفة الجهود الأكاديمية المتخصصة التي بدورها تعزيز محبة الجمهور للرياضة.

أما البدائل الناجحة لتطوير قطاع الإعلام الرياضي، فأنها تتمثل في ان النوادي الرياضية بحاجة ماسة إلى عاملين إعلاميين فيها يقومون بمتابعة الإعلام الرياضي وإرسال الأخبار الرياضية لقطاع الإعلام بشكل علمي ومدروس، هذه الإستراتيجية من شانها مساعدة قطاع الإعلام الرياضي على النهوض رغم مختلف العراقيل والصعوبات الني تعترض سبيله.

ومن اهم العراقيل التي تواجه الإعلام الرياضي :-

1- عدم توفر الملاعب المجهزة بكاميرات التصوير، مما يجعل المشاهد يحظى بتغطية إعلامية بائسة من شانها قتل الرغبة لدى الجمهور في متابعة الأحداث الرياضية المختلفة.

2- قلة الكوادر الإعلامية الرياضية نظرا لقلة الصروح العلمية التي تتخصص في مجال الإعلام الرياضي.

3- افتقار العاملين في قطاع الإعلام الرياضي إلى دورات صحفية متخصصة تعالج الجانب التنموي في تغطية أحداث الرياضية.

4- النقص الملحوظ في التغطية الإعلامية الرياضية، مما يجعل هذا القطاع الهام من قبل الجماهير محل هجران وهروب.

    خلاصة القول، ان الإعلام الرياضي في فلسطين يحتاج إلى جهود كبيرة من اجل النهوض به وجعله يرقى إلى درجة التنمية الرياضية التي من شانها تقوية صلة الجمهور بالرياضة وفنونها المختلفة، لان أسلوب الإعلام وطريقته في الطرح و الإلقاء هي التي تحبب أو تبغض الجمهور بالرياضة بأنواعها المختلفة.