وكالات - النجاح الإخباري - حين نزل القرآن الكريم من السماء جاء متكاملا متوازنا يحتوي على كل ما يحتاج اليه الانسان من بيان سماوي يكفل له الحياة الطيبة على الارض وفي الآخرة، وقد بين القرآن امور الدنيا والدين بأفضل القوانين والشرائع واكرم الاخلاق، وفي هذه الايام الروحانية نستمد القوة من شهر التراحم لتعود للامة الاسلامية قوتها وتماسكها.

وحول ما يمكن ان نخرج به من ايام القرب من الله وعلاقة القرآن بحياة البشرية، نتعرف على ذلك من خلال الاسطر التالية:

يوضح د.جلوي الجميعة ان علاقة الناس بالقرآن لا تدخل في حيز المكان او الزمان ولا ابتداء لها ولا انتهاء، لذا وجب ان تكون الصلة به دائمة ومتصلة ما دامت الحياة مستمرة، فهو كتاب رحمة وتحدي ممن نازعته نفسه وحدثه شيطانه بغير كلام الله، ففي القرآن للناس البشير والنذير والخير والسلام والدعوة الى الاتحاد والقوة وتعجب من اختلاف المسلمين وتشتت جمعهم حتى هان عليهم دينهم، وقد توعد الله المعرضين عن الدين بقوله تعالى (فإن اعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود)، ولا يلزم ان تكون الصاعقة جماعية وكارثة من كوارث الطبيعة التي تصيب الملايين، بل احيانا تصيب فردا بعينه، فما بالنا لو تمزقنا وقد مستنا فعلا الصاعقة من جراء تفرقنا، والصلح جائز بين المسلمين الا صلحا احل حراما او حرم حلالا، واذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم ارشدنا الى ان الرجوع عن قضية او حكم بعد تروٍ وتفكر يكون عودة الى الحق وخيرا من التمادي في الباطل والتعنت، وهذا حالنا، واذا كانت الايام الرمضانية تسمو بالنفوس فلا بد من ترتيب الاوراق واتخاذ شهر التراحم بداية للتمسك بالدين الاسلامي الذي يدعو الى الوحدة ويبغض الفرقة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تخادع الله فإنه من يخادع الله يخدعه الله ونفسه يخدع لو يشعر، قالوا يا رسول الله وكيف يخادع الله؟ قال: تعمل بما امرك الله به وتطلب به غيره»، ما عاد وقت كي نتجاهل ما وصل اليه وضع المسلمين وآن الاوان للعودة للتماسك والترابط الذي نراه في تكاتف المسلمين الصائمين القريبين من الله ومن اجل رضاء الله.

ويؤكد د.صالح الراشد ان لقاء الاخوة والحب والرحمة للمسلمين في شهر رمضان يحمسنا الى مراجعة النفس ليس على المستويين الفردي والمجتمعي بل الانساني، فالهداية الاسلامية تدعو الى التفكير والعقل والقلب ايضا وتحكمهم فيما وصل اليه حاضرنا، واستثمار تلك النفحات مجال خصب لتقوية الافكار والدعوة الى نقاء المسلم من اجل خلق موقف محدد تجاه الهدف النفسي الذي يؤرقنا، وهو لماذا وصل بنا الحال الى هذا الوضع؟ للوقوف مرة اخرى لاستعادة القوة وهي النداء للرجوع الى الصواب مستهدفين التأثير والتأثير بتلك الروحانيات التي يتمتع بها المسلم اليوم.

وحث المسلمين على تكثيف الدعوة لاستثمار هذا المد الروحاني الذي نعيشه في رحاب شهر الصوم من اجل يقظة المسلم لقوة دينه، فها هو يتراحم ويعطف ويتسامح كأفضل صورة للشخصية المسلمة، فلم لا نكون هكذا على مدار العام بأكمله؟ فالضمير لا يعمل او يغيب بتوقيت الشهر المبارك بل الوازع الديني الذي يتمثل ويتبلور في تصرفات الصائم، فالممارسات الخاطئة التي تبدر من بعض المسلمين طوال العام ليست من الدعوة الى الاسلام الذي يدعونا الى السير على هدي القرآن من اجل السلام وخير البشرية بأكملها، مشيرا الى ان الانسان الذي يعكس في شخصيته وسلوكه المعاني والقيم التي يدعو اليها الاسلام كالتراحم والمودة والتواصل اهل الى ان يقوي نفسه بالدين الذي نتنفسه ونعيش به.